دعا الرئيس الاميركي جورج بوش الى مشاركة اكبر للحلف الاطلسي في العراق، بينما اغلقت قواته مداخل الفلوجة اثر هجوم دام قتل فيه 12 من افراد قوة امن المدينة. وفي الاثناء، قتل عراقيان في بغداد واعلنت بولندا ان مقتل جنود التحالف الستة في الصورية الثلاثاء نجم عن هجوم وليس انفجار ذخيرة كما اعلن سابقا.
وقال الرئيس الاميركي بعد لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير على هامش قمة مجموعة الثماني في سي ايلاند بولاية جورجيا "بحثنا خلال الافطار في مشاركة الحلف الاطلسي واننا مقتنعون بضرورة التزام الحلف الاطلسي".
واضاف "سنعمل مع اصدقائنا في الحلف من اجل مواصلة الدور الحالي على الاقل، ونأمل في ان يتم توسيعه الى حد ما".
وغالبية دول الحلف الاطلسي الـ26 مشاركة عسكريا في العراق بصفة فردية، غير ان دور الحلف الاطلسي كمنظمة يقتصر على تأمين دعم لوجستي للوحدة المتعددة الجنسيات بقيادة بولندية في العراق.
وعلى النقيض من موقف الرئيس الاميركي، فقد اعتبر وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس ان من الخطا ان يتدخل حلف شمال الاطلسي في العراق، مكررا ان بلاده لن ترسل مجددا قواتها الى العراق مهما كان الغطاء.
واكد موراتينوس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكرواتي ميومير زوزول "ارجو ان لا يتدخل الحلف الاطلسي في العراق واعتقد ان ذلك سيكون خطا في الوقت الراهن".
واضاف "اذا ناقش الحلف الاطلسي هذا الموضوع فانه لن يلقى معارضة اسبانية لكنني اؤكد مجددا ان اسبانيا لن تنضم الى اي قوات من الحلف الاطلسي ولن نشارك في ارسال قوات مهما كان غطاء هذا الانتشار الدولي".
وتجرى أعمال قمة الثماني في جو من الانفراج بعد تبني مجلس الأمن الدولي القرار الاميركي البريطاني بشأن نقل السلطة إلى العراقيين.
ويلتقي رؤساء دول وحكومات الدول الثماني مع رئيس العراق المؤقت غازي عجيل الياور وقادة دول عربية أخرى هي الجزائر والبحرين والأردن واليمن، إضافة إلى تركيا وأفغانستان من العالم الإسلامي لمناقشة مبادرة الرئيس الأميركي للإصلاح في منطقة الشرق الأوسط.
اغلاق مداخل الفلوجة
وفي سياق التطورات الميدانية، فقد اغلقت القوات الاميركية المدخلين الشرقي والغربي لمدينة الفلوجة بعيد سقوط 12 قتيلا في هجوم استهدف القوة العراقية المكلفة حفظ امن المدينة.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية ان القوات الاميركية اغلقت مساء الاربعاء، المدخلين الشرقي والغربي لمدينة الفلوجة بالاسلاك الشائكة والحواجز الاسمنتية.
لكن متحدثا باسم قوات مشاة البحرية الاميركية نفى ان تكون القوات الاميركية بصدد اغلاق المدينة الواقعة على بعد 30 كيلومترا الى الغرب من بغداد.
وقال الميجور تي في جونسون "نحن لا نقوم باية عمليات هجومية في الفلوجة".
وداخل المدينة، تجمع رجال في الشوارع وقد تسلحوا ببنادق هجومية وقذائف صاروخية استعدادا لهجوم قد تشنه القوات الاميركية.
وكانت القوات الاميركية قد دفعت بحشود الى اطراف المدينة في وقت سابق الاربعاء.
وشوهدت 15 دبابة تتقدم الى طريق يبعد نحو كيلومتر الى الشرق من نقطة تفتيش اميركية على حدود المدينة. لكنها انسحبت لاحقا.
وقال سكان في المدينة ان القوات الاميركية طلبت من السلطات المحلية تزويدها بممر امن عبر مدينتهم.
وتاتي تحركات الجيش الاميركي حول المدينة بعد مقتل 12 من افراد قوة أمن الفلوجة وجرح عشرة في هجوم استهدفهم الاربعاء.
وهذا أول هجوم يشنه مقاتلون ضد قوة اللواء العراقي محمد لطيف منذ تشكيلها الشهر الماضي لاشاعة الهدوء في البلدة الواقعة غربي بغداد اثر قتال ضار بين القوات الاميركية والمقاتلين العراقيين.
وقال ضباط بالقوة ان عشرة اصيبوا في الهجوم.
وقال شهود عيان ان الهجوم بقذائف المورتر استهدف معسكر قوات الامن وتابعوا أن اللواء محمد لطيف لم يكن في المنطقة في ذلك الوقت كما لم تشاهد اي قوات اميركية.
واتسمت بلدة الفلوجة التي تموج بعداء شديد للاميركيين بالهدوء النسبي منذ أن عرض لطيف وعدد اخر من كبار الضباط محاولة احلال السلام في المنطقة حيث تعرضت القوات الاميركية لكمائن وتفجير قنابل على جوانب الطرق.
ولا تزال القوات الاميركية متمركزة في مواقع خارج البلدة غير أن الجيش الاميركي يحاول التخفيف من تواجده ليضفي بصمة عراقية على محاولات تهدئة الاوضاع في الفلوجة.
وكانت القوات الاميركية قد شنت هجوما على البلدة بعد مقتل اربعة حراس أمن اميركيين والتمثيل بجثتي اثنين منهم في 31 اذار/مارس.
وبعد أسابيع من القتال العنيف بين الاميركيين والمقاتلين راح ضحيته مئات العراقيين وعشرات الجنود الاميركيين ابرم الجيش الاميركي اتفاقا مع لطيف وهو لواء سابق بجيش صدام.
وتشكلت قوة الفلوجة في اطار اتفاق سلام لانهاء المصادمات وهي مؤلفة من ألفي فرد معظمهم من البعثيين الذين خدموا في جيش صدام الذي حلته القوات الاميركية.
قتيلان في بغداد
الى ذلك، قال المركز الصحفي لقوات التحالف الاربعاء، إن حارسين شخصيين لسياسي عراقي في العاصمة بغدد قتلا في حادث إطلاق نار الثلاثاء.
وأصيب السياسي العضو في مجلس الاستشاري لضاحية الرشيد بجراح في الهجوم الذي نفذته مجموعة مهاجمة بالأسلحة الصغيرة.
ويعاني السياسي، الذي لم يكشف عن اسمه، من إصابات خطرة في الصدر والكتف والرجل.
هجوم وراء مقتل جنود التحالف
وفي هذه الاثناء، قال الجيش البولندي ان الانفجار الذي قتل فيه ستة جنود من شرق أوروبا بمنطقة الصورية جنوب بغداد الثلاثاء، نتج عن هجوم بالمورتر ولم يكن حادثا تسبب في انفجار ذخيرة كما كان يعتقد.
وفي مؤتمر صحفي أذاعه التلفزيون قال الجنرال بيوتر تشيرفنسكي الذي أعد تقريرا عن الهجوم "يجب أن نقول بما لا يدع مجالا للشك ان الموت لم يكن نتيجة سوء تصرف من جانب الجنود... بل نتج بشكل مباشر عن هجمات بقذائف مورتر."
وأسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة جنود من سلوفاكيا واثنين من بولندا وجندي من لاتفيا أثناء مهمة للتخلص من ذخيرة تخص الجيش العراقي السابق.
وقال تشيرفنسكي ان من نجوا من الهجوم تحدثوا عن سماع صوت الصفير المعرف الذي يصاحب سقوط قذيفة المورتر قبل وقوع الانفجار مباشرة كما عثر محققون على بقايا قذائف مورتر في المنطقة.—(البوابة)—(مصادر متعددة)