قدم الرئيس الاميركي جورج بوش للكونغرس الاميركي ميزانية ضخمة للدفاع تبلغ 716,5 مليار دولار لتمويل الحربين في العراق وافغانستان وتسديد نفقات زيادة حجم الجيش الاميركي.
وجاءت ميزانية الدفاع التي قدمها بوش في اطار خطة ميزانية حكومية اكبر للعام المالي 2008 ويسعى من خلالها الى تجنيد المزيد من القوات والحصول على مزيد من السفن الحربية والمقاتلات للجيش الاميركي الذي يعاني من ضغوط سببتها الحرب المستمرة منذ اربع سنوات في العراق.
ويتألف طلب الميزانية من ثلاثة اقسام هي 481,4 مليار دولار لميزانية وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الاساسية ل2008 و141,7 مليار دولار ل"الحرب العالمية على الارهاب" في 2008 و93,4 مليار دولار لتغطية التكاليف الاضافية للحرب في العام المالي الحالي الذي ينتهي في 30 ايلول/سبتمبر.
وياتي الكشف عن ميزانية الانفاق وسط تزايد الحاجة الى مزيد من القوات الاميركية في العراق وافغانستان بينما حذر القادة العسكريون من ان ذلك يعرض للخطر قدرة البنتاغون على مواجهة التحديات في اماكن اخرى من العالم.
وقال وزير الدفاع روبرت غيتس ان "الموارد التي نخصصها للدفاع يجب ان تكون على مستوى كاف لمواجهة تحديات الظروف العالمية الاستراتيجية التي تواجهها الولايات المتحدة اليوم".
غير ان النائب ايك سكيلتون رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب قال ان المبالغ المخصصة "هائلة".
واضاف "لا يمكننا ان نوفر الدفاع الوطني للبلاد بسعر رخيص لكننا لا نستطيع كذلك المصادقة ببساطة على طلب الرئيس دون ممارسة الحرص الذي يتطلبه دستورنا".
وهذه اول مرة ترسل فيها الادارة الاميركية الى الكونغرس طلبات خاصة بالميزانية بخصوص الحرب بدلا من طلبات التمويل الطارئ التي اعتادت على تقديمها للكونغرس في السابق لتمويل عمليات في العراق وافغانستان.
وقالت تينا جوناس مراقبة الحسابات في وزارة الدفاع ان البنتاغون قدر نفقات الحرب لعام 2008 بمبلغ 141,7 مليار دولار اقل من اجمالي الانفاق هذا العام لان الوزارة افترضت ان زيادة عديد القوات الاميركية في العراق سيكون مؤقتا.
واضافت ان التقديرات "تستند الى افتراض وجود 140 الف جندي في العراق وعشرين الفا في افغانستان وهو المستوى الاساسي الذي حددناه قبل هذه التغييرات التي اجريت في السياسة عند قرار زيادة عديد الجنود".
ويفترض ارسال 21500 جندي اميركي اضافي على الاقل الى العراق خلال الاشهر المقبلة بكلفة 65 مليار دولار.
كما خصصت مليارات الدولارت كذلك لعمليات اصلاح واستبدال المعدات المعطلة وتدريب وتجهيز قوات الامن العراقية وافغانية وتطوير طرق مكافحة العبوات الناسفة التي تزرع على الطرق وكذلك تطوير الاستخبارات العسكرية.
من جهة اخرى طلبت الادارة الاميركية رفع ميزانية الدفاع الاساسية 311% للعام 2008 خلال العام الحالي لتشمل توسيع كبير في حجم الجيش وقوات المارينز التي يتوقع ان يزيد بمقدار 92 الف جندي بحلول 2010 وستكلف 112 مليار دولار العام المقبل.
وسترتفع ميزانية الجيش الى 1130 مليار دولار اي بزيادة 420 مليار دولار بحيث لا يتجاوزها في الحجم سوى القوات الجوية.
وستزيد ميزانية قوات المارينز باكثر من 25% لتصل الى 520 مليار دولار اي بزيادة 34 مليار دولار خلال هذا العام.
وبدلا من التعويض بخفض الانفاق في مجالات اخرى يضيف طلب الادارة الاميركية مليارات الدولارات الى ميزانيات القوات الجوية والبحرية وهي الخدمات التي تلعب ادوارا ثانوية في الحربين في العراق وافغانستان.
وستلعب القوات الجوية والبحرية دورا رئيسيا في مواجهة اعداء اخرين محتملين مثل كوريا الشمالية وايران والصين التي اثار تطورها العسكري السريع قلق الولايات المتحدة حول نواياها.
وقال البنتاغون "نظرا لادراكها بوجود تهديدات على الامن الاميركي تتعدى الحرب على الارهاب في العراق وافغانستان يجب على الولايات المتحدة زيادة قوة وقدرات قواتها والحفاظ على حالة استعداد عالية والحفاظ على الدعم ومواصلة التحديث الاستراتيجي".
وسيزيد الاقتراح نفقات الشراء اكثر من عشرين مليار دولار لشراء الطائرات المقاتلة والمقاتلات الالكترونية والطائرات بدون طيار وحاملات الطائرات والمدمرات والسفن المقاتلة.
وسيصل اجمالي انفاق المشتريات للعام 2008 الى 8107 مليار دولار حسب توقعات البنتاغون يخصص منها 14,4 مليار دولار لبناء السفن اي بزيادة
نحو 3,2 مليار دولار و27 مليار دولار للطائرات (+4,1 مليار دولار) و3,7 مليار دولار للجيل الثاني من عربات القتال البري التابعة للجيش.
وسترتفع ميزانية العمليات وعمليات الصيانة المقترحة 15,5 مليار دولار لتصل الى 164,7 مليار دولار يخصص معظمها لتدريب القوات البرية وطواقم الطائرات والاحتفاظ بالسفن الاميركية في البحر لفترة اطول.