بوش يفتتح قمة الثمانية في أجواء انفراج بعد القرار الاممي حول العراق

تاريخ النشر: 09 يونيو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

افتتحت قمة مجموعة الثماني في سي آيلاند في الولايات المتحدة في جو من الانفراج بعد تبني الامم المتحدة لقرار حول نقل السيادة الى العراق وعلى الرغم من التحفظات الاوروبية على المشروع الاميركي للاصلاحات في الشرق الاوسط.  

وقد تجلى هذا التفاهم بوضوح منذ العشاء الذي افتتح الثلاثاء هذه القمة للقوى العظمى في العالم.  

وكان الرئيس الاميركي جورج بوش عبر عن ارتياحه للاجماع الذي تم التوصل اليه بشأن القرار الاميركي البريطاني في مجلس الامن الدولي، معتبرا انه "انتصار كبير للعراقيين".  

وقال بوش في هذه الجزيرة الواقعة جنوب شرق الولايات المتحدة ان مجلس الامن "يؤيد الحكومة المؤقتة وانتخابات حرة وقوة متعددة الجنسيات". 

ويفترض ان يؤدي هذا القرار الى تنظيم انتخابات عامة في كانون الثاني/يناير 2005 على ابعد حد ويحدد الشروط التي ستسمح للقوات المتعددة الجنسيات بقيادة واشنطن، بالبقاء في العراق بعد 30 حزيران/يونيو.  

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عند وصوله الى سي آيلاند "انها مرحلة مهمة للعراق الجديد".  

اما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد عبر عن ارتياحه "للحوار البناء في مجلس الامن الدولي"، مؤكدا ان تبني القرار يشكل "بدون مبالغة خطوة كبيرة الى الامام".  

ويرتدي هذا النجاح الدبلوماسي اهمية كبرى للرئيس بوش الذي يخوض حملة انتخابية للاقتراع الرئاسي الذي سيجرى في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.  

وكانت الانباء السيئة القادمة من العراق توالت في الاشهر الأخيرة وخصوصا بعد فضيحة التجاوزات التي ارتكبها جنود اميركيون ضد معتقلين عراقيين واصبحت تنعكس بشكل واضح في استطلاعات الرأي.  

ويمكن لقادة المجموعة الآن التركيز بشكل اكبر على ملفات اخرى خلال اجتماعاتهم.  

ويأمل الرئيس الاميركي في الحصول على دعم قادة دول المجموعة لمشروعه الذي يسمى "مبادرة الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا" وينص على تشجيع اصلاحات سياسية واقتصادية في هذه المنطقة.  

وقال بوش ان "عراقا حرا سيشجع على تغييرات في الشرق الاوسط الكبير وهذا يشكل عاملا مهما للانتصار في الحرب على الارهاب". 

ويعرف الرئيس الاميركي زعماء دول مجموعة الثماني على الرئيس العراقي الجديد غازي الياور في القمة. 

 

وسيظهر الرئيس العراقي الجديد في أول حدث دولي حين يلتقي على مأدبة غداء مع  

الرئيس الاميركي وقادة البحرين والاردن وتونس واليمن وتركيا وافغانستان ثم يتعرف  

بعد ذلك على زعماء دول مجموعة الثماني. 

لكن رئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي عبر عن رأي تتقاسمه الدول الاوروبية، مؤكدا ضرورة تسوية النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين قبل كل شىء.  

وقال برودي امام الصحافيين ان "النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو اكبر النزاعات كلها وهذا النزاع الكبير ما زال يدور هناك".  

ويبدأ القادة اليوم محادثاتهم حول عدد من القضايا بعد الاجماع الذي تم التوصل اليه بشأن العراق الثلاثاء. 

وتضم مجموعة الثماني الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا والمانيا وايطاليا وفرنسا وكندا وروسيا. 

وسيبدأ قادة هذه الدول في الفندق الفاخر في سي آيلاند الجزيرة الصغيرة على شاطىء جورجيا، اليوم الاربعاء باستعراض وضع الاقتصاد العالمي. وخلافا للسنوات الماضية، لا يثير النمو اي قلق. لكن ارتفاع اسعار النفط اثارت قلق المستشار الالماني غيرهارد شرودر بينما يواجه اقتصاد المانيا صعوبة في العودة الى الازدهار. 

وبعد ذلك سيلتقي قادة الدول الثماني قادة عدد من الدول الاسلامية (افغانستان والجزائر والبحرين والاردن وتركيا واليمن) ويناقشوا المشروع الاميركي لاصلاحات اقتصادية واجتماعية في منطقة كبيرة تمتد من المغرب العربي الى افغانستان. لكن "مبادرة الشرق الاوسط الكبير" هذه التي يطغى الغموض عليها، لن تثير حماسا على الارجح. 

وكانت مصر والسعودية رفضتا دعوة لحضور القمة بسبب تحفظاتهما على الاصلاحات المفروضة من الخارج بينما اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني انه سيوضح للرئيس الاميركي جورج بوش ان "اي عملية إصلاح يجب ان تنبثق من الداخل". وحتى الآن تحفظ الاوروبيون على هذه الخطة. وسيخصص الجزء الثاني من نهار اليوم للمسائل الامنية ومكافحة الارهاب. 

وقال الاميركيون انهم يعدون نصا حول تعزيز التعاون في مجال الامن الجوي وهو موضوع لا يثير ارتياح الاوروبيين القلين من تجاوزات تتعلق بحماية الحياة الخاصة في اطار تبادل المعلومات عن الركاب. 

وعلى العشاء، ستهيمن القضايا الدولية الكبرى بدءا بالسلام في الشرق الاوسط الملف الذي تطغى عليه هذه السنة المشاكل التي تواجهها الحكومة الاسرائيلية بسبب خطة رئيس الوزراء ارييل شارون للانسحاب من قطاع غزة—(البوابة)—(مصادر متعددة)