قبل وصوله إلى عُمان، زار بومبيو القدس والسودان والبحرين والإمارات في إطار جولة أعقبت الإعلان عن اتفاق بوساطة أمريكية لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وهو الاتفاق الذي ترى واشنطن انه ”يخلق مناخا يجعل من الأسهل" أن تحذو دولة أخرى حذوه، و"المزيد من الدول بعد ذلك“.
وصل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى سلطنة عمان الخميس في ختام جولة بالشرق الأوسط بعد اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودولة الإمارات أُعلن في 13 أغسطس آب.
ومن المتوقع أن يلتقي بومبيو بالسلطان هيثم بن طارق آل سعيد الذي تولى السلطة في يناير كانون الثاني بعد وفاة السلطان قابوس بن سعيد الذي قضى نصف قرن على رأس الدولة الخليجية.
ويقوم بومبيو بجولة في الشرق الأوسط بعد الإعلان في 13 أغسطس آب عن اتفاق بوساطة أمريكية لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل.
وقبل وصوله إلى عُمان، زار بومبيو القدس والسودان والبحرين والإمارات.
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية خلال زيارة بومبيو للمنامة إن الولايات المتحدة ستساعد في تطبيع العلاقات بين البحرين وإسرائيل إذا دعت الحاجة.
وقال المسؤول ”إذا كان بإمكاننا أن نساعد في تسهيل التطبيع مع البحرين فنحن مستعدون“.
ولدى وصوله إلى البحرين قال بومبيو إن من الضروري الاستفادة من زخم الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي.
وذكرت إسرائيل والولايات المتحدة أنهما تحثان المزيد من الدول العربية على السير على خطى الإمارات. وتحدث وزير المخابرات الإسرائيلي عن البحرين بوصفها مرشحا محتملا لاتخاذ الخطوة.
وقال المسؤول الأمريكي ”أعتقد أن قرار الإمارات يخلق مناخا يجعل من الأسهل أن تحذو دولة أخرى حذوها، والمزيد من الدول بعد ذلك“.
ورحبت البحرين بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل بعد وقت قصير من الإعلان عنه وقالت إنه يعزز فرص السلام.
لكن العاهل البحريني، حمد بن عيسى آل خليفة، اكد خلال اجتماعه مع بومبيو أن المنامة متمسكة بمبادرة السلام العربية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ونقلت وكالة أنباء البحرين عن الملك تشديده خلال الاجتماع على "أهمية تكثيف الجهود لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقًا لحل الدولتين الذي يحقق السلام العادل والشامل والمؤدي الى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية".
وتستضيف البحرين الأسطول الخامس الأمريكي والقيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية ومنشأة إسناد بحري بريطانية. كما يوجد في البحرين مقر تحالف الأمن الدولي البحري الذي تشكل عام 2019 لحماية السفن التجارية في الخليج بعد سلسلة هجمات على ناقلات.
وكذلك ذكرت وكالة أنباء البحرين أن ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قال إنه يرحب بالجهود التي بذلتها الولايات المتحدة في التوصل إلى الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، مشيرا إلى ”أهمية تكثيف الجهود ومضاعفتها للوصول إلى حل عادل واعتبار السلام خيارا استراتيجيا لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي“.
وبعد اجتماعه بولي العهد قال بومبيو على تويتر إنهما بحثا السلام والاستقرار في المنطقة ووحدة الخليج.
وفي وقت سابق الثلاثاء أبلغ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك وزير الخارجية الأميركي خلال لقائهما في الخرطوم أن حكومته انتقالية ولا تمتلك تفويضا للتطبيع مع إسرائيل.
كما ناقش بومبيو مع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان خلال لقاء في الخرطوم تعزيز العلاقات بين السودان وإسرائيل، بحسب بيان للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية مورغان أوتاغوس.
وتابع البيان أن بومبيو والبرهان ناقشا أهمية استمرار دعم الجيش للحكومة الانتقالية التي يقودها المدنيون، ومسار السودان نحو الديمقراطية.
*التصدي لنفوذ إيران
بعد زيارته البحرين، قام بومبيو بزيارة قصيرة للامارات حيث بحث مع نظيره الإماراتي الصراع الليبي والتصدي لنفوذ إيران في المنطقة.
وقال بومبيو في تغريدة على تويتر بعد وصوله للإمارات إنه يسعى إلى البناء على زخم الاتفاق من أجل السلام الإقليمي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن بومبيو تحدث مع نظيره الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بشأن دعم ”عدم التصعيد والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا، ووحدة الخليج، والتصدي لنفوذ إيران الخبيث في المنطقة“.
وتعتبر الولايات المتحدة والإمارات وإسرائيل إيران التهديد الرئيسي في الشرق الأوسط، رغم أن الإمارات قالت إن إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ليست موجهة إلى طهران.
وتعهد مسؤولون إماراتيون وإسرائيليون كبار بالتعاون في المجال الدفاعي هذا الأسبوع، لكن هذا جاء في وقت تعارض فيه إسرائيل احتمال أن يسمح الاتفاق للدولة الخليجية بالحصول على أسلحة متقدمة كانت ممنوعة منها في السابق مثل مقاتلات إف-35 الشبح.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء إن المحادثات بين إسرائيل والإمارات مستمرة ولا يوجد تراجع.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مورجان أورتاجوس قولها إن هناك محادثات ”إيجابية للغاية“ بين الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات فيما يتعلق ببيع مقاتلات إف-35 للبلد الخليجي.
وتدعم الإمارات وروسيا ومصر قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر والتي تقاتل الحكومة المعترف بها دوليا للسيطرة على البلاد.
وقطعت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين العلاقات مع قطر، حليفة الولايات المتحدة، في منتصف عام 2017 بسبب اتهامات للدوحة بدعم جماعات إسلامية متشددة. وتنفي قطر ذلك وتقول إن هذا التكتل يحاول النيل من سيادتها.
وتريد واشنطن تشكيل جبهة موحدة من دول الخليج العربية في مواجهة إيران، وحاولت الوساطة لإنهاء النزاع.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان حضر الاجتماع أيضا في أبوظبي.