بيونغ يانغ تحاول استغلال اعترافات ناشط كوري شمالي

تاريخ النشر: 20 يناير 2015 - 04:04 GMT
البوابة
البوابة

تسعى كوريا الشمالية الى استغلال اعترافات بالكذب في عدد من النقاط من قبل ناشط تحدث في رواية وشهادات امام لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة عن انتهاكات حقوق الانسان في هذا البلد.

واكد موقع كوري شمالي رسمي اليوم الثلاثاء ان ذلك يشكل دليلا على عدم نزاهة الامم المتحدة في محاولاتها ادانة بيونغ يانغ لانتهاكات لحقوق الانسان.

وكانت قصة شين دونغ-هيوك (32 عاما) وردت في رواية لقيت رواجا كبيرا. فهو الشخص الوحيد المعروف بانه ولد في معتقل كوري شمالي وتمكن من الفرار منه.

وقد روى قصته في كتاب اصدره الصحافي بلين هاردن بعنوان "الناجي من المعسكر 14"، وقال فيه انه تعرض للتعذيب والاشغال الشاقة قبل فراره في 2005.

ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف هذا الناجي من المعتقل عن القيام بحملات للتنديد بتجاوزات حقوق الانسان في كوريا الشمالية أحد اكثر البلدان انغلاقا في العالم، وقدم شهادته الى احدى لجان الامم المتحدة.

الا ان الرجل اعترف بعد ذلك بأن بعض اجزاء الكتاب مخالف للحقيقة واكد انه يريد انهاء عمله كناشط في مجال حقوق الانسان. وقد اعتذر الاحد على صفحته في فيسبوك، قائلا انه اراد "اخفاء جزء من ماضيه والتمويه عليه".

وما لبثت بيونغ يانغ ان استغلت هذه المسألة لتؤكد محاولات الامم المتحدة للتشهير بانتهاك حقوق الانسان في كوريا الشمالية. وقال موقع اوريمينزوكير الرسمي في كوريا الشمالية الثلاثاء ان هذا الاعتراف يؤكد عدم نزاهة الامم المتحدة في محاولاتها للتشهير بانتهاك حقوق الانسان.

وفي مقالة موقعة، اغتنم الموقع هذه المناسبة ليقول ان كل "تصريحات" شين و"كل الوثائق التي قدمها الى لجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان كوريون شماليون ادعوا انهم منشقون هي اكاذيب واتهامات مغلوطة".

وقد استمعت لجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان الى شين دونغ-هيوك على غرار عشرات آخرين من الكوريين الشماليين، وتوصلت في تقرير الى خلاصة مفادها ان كوريا الشمالية متهمة بتجاوزات لا مثيل لها "في العالم المعاصر".

وبالاستناد الى هذا التقرير، طلبت الجمعية العمومية للامم المتحدة من مجلس الامن رفع المسألة الى المحكمة الجنائية الدولية.

وكررت السلطات الكورية الشمالية القول بالحاح ان شين دونغ-هيوك "كاذب ومجرم". وفي تشرين الاول، بث التلفزيون مقابلة مع والد دونغ-هيونغ ووصفه بأنه "كذاب"، ونفى اقامة عائلته في معتقل للاشغال الشاقة.

وتشكل اعترافات دونغ-هيوك صفعة للمدافعين عن حقوق الانسان في كوريا الشمالية، لكنها تشير الى ان حجم والشهادات التي تؤكد التجاوزات المنهجية تعطي مصداقية لهؤلاء المدافعين.

واكد الصحافي بلين هاردن الذي اصدر الرواية ان شين ادخل في الفترة الاخيرة تعديلا على بعض التفاصيل. وكتب "يوم الجمعة في 16 كانون الثاني، ابلغت ان شين (...) سلم الى اصدقاء نسخة عن قصته تختلف بشكل كبير عن تلك الواردة في كتابي".

واضاف "اتصلت بشين وطلبت منه توضيحات حول التعديلات والاسباب التي حملته على ان يوقعني في الخطأ".

وتقول صحيفة واشنطن بوست ان شين اوضح للصحافي ان بعض المحن التي تعرض لها كانت "مؤلمة جدا" لذلك يتجنب التطرق اليها. وقال ايضا انه ادخل "تعديلات على بعض التفاصيل" التي كان يعتقد انها لا تنطوي على اهمية.

واكد شين في كتابه انه تعرض للتعذيب والحرق في سن الثالثة عشرة لدى محاولته الفرار. وتقول واشنطن بوست ان هذه الوقائع حصلت قبل 20 عاما.

ويروي شين ايضا انه خان والدته وشقيقه بالكشف عن خطتهما للفرار، آملا في الحصول على الطعام وانه شهد اعدامهما. وقالت الصحيفة انه لم يكن حاضرا لحظة الاعدام.

واعتبر لي يونغ-هوان الخبير في حقوق الانسان في سيول ان التعديلات هي "امور غير دقيقة يقوم بها قاصرون". ويؤكد ان عددا كبيرا من اللاجئين الذين تعرضوا لتجاوزات، تنشا لديهم "ذاكرة انتقائية" بسبب الصدمة التي تعرضوا لها وغريزة البقاء التي يطورونها خلال سنوات المحنة.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن