تجدد المواجهات على خلفية ضم مسجدي الإبراهيمي وبلال للتراث اليهودي

تاريخ النشر: 23 فبراير 2010 - 11:27 GMT
اندلعت اليوم مواجهات في العديد من أحياء مدينة القدس المحتلة على خلفية ضم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، ومسجد بلال بن رباح بمدينة بيت لحم إلى التراث اليهودي العالمي. فيما ادانت السلطة الفلسطينية والدول العربية الخطوة الاسرائيلية

واندلعت مواجهات صباح اليوم، بين طلبة مدارس مخيم شعفاط وسط مدينة القدس المحتلة وجنود وشرطة الاحتلال، أشعل خلالها الطلبة الإطارات المطاطية وقذفوا عناصر الجنود والشرطة بالحجارة والزجاجات الفارغة فيما يطلق الجنود القنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المُسيّلة للدموع والرصاص الحي والمطاطي باتجاه الطلبة، كما تم إغلاق الحاجز العسكري الموجود على مدخل مخيم شعفاط أمام حركة السيارات والمواطنين، فضلاً عن استقدام تعزيزات عسكرية وشرطية إلى المنطقة.

وفي شارع صلاح الدين وسط مدينة القدس المحتلة اندلعت مواجهات مشابهة بين الطلبة وجنود وشرطة الاحتلال، وتم استخدام شرطة الخيالة لملاحقة الطلبة إلى جانب إطلاق مكثف للقنابل الصوتية الحارقة والمسيلة للدموع.

وفي منطقة الصوانة بجبل الزيتون 'الطور' اندلعت مواجهات وأغلق الطلبة الشارع الرئيسي بالحجارة والإطارات المشعلة، بالإضافة إلى مواجهات محدودة في باحة باب العامود وشارع السلطان سليمان بمحاذاة أسوار القدس، ويتوقع أن تمتد هذه المواجهات إلى معظم أحياء وبلدات مدية القدس المحتلة.

من جهتها، دفعت سلطات الاحتلال بالمزيد من عناصر شرطتها وجنودها وآلياتها إلى وسط المدينة المقدسة.

وأدانت مصر بشدة، اليوم، قرار حكومة الاحتلال إدراج موقعي الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم بالضفة الغربية على قائمة ما يسمى 'التراث القومي اليهودي'. ووصف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكي، في بيان صحافي اليوم، هذا القرار بأنه 'غير شرعي' حيث أن إسرائيل هي قوة احتلال في الضفة الغربية ولا يحق لها أن تضم هذه المواقع الفلسطينية إلى قوائمها، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي كله يعلم بذلك ويرفض هذا التصرف الإسرائيلي ويعتبره غير قانونيا. من جهتهه قال أحمد قريع (أبو علاء)، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون القدس، إن الإعلان الإسرائيلي الأخير بضم الحرم الإبراهيمي الشريف ومنطقة مسجد بلال في بيت لحم إلى 'المواقع التراثية الإسرائيلية'، جريمة عنصرية أخرى تأتي ضمن سياق مخطط الأسرلة والتهويد الذي يستهدف الهوية العربية الفلسطينية في كل الأرض الفلسطينية المحتلة.

وأضاف، في تصريح صحافي اليوم، إن هذا الإعلان يتزامن مع الإعلان الإسرائيلي عن بناء 549 وحدة استيطانية في بلدة بيت صفافا في القدس، ويترافق كذلك مع الانتهاكات العدوانية الخطيرة التي تتعرض لها مدينة القدس وأماكنها المقدسة والتاريخية، مشيرا إلى المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف باب العامود وطريق الواد وسلوان والشيخ جراح وغيرها، وأعمال الحفريات المستمرة في أسفل ومحيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس التي تعرض المسجد الأقصى إلى خطر الانهيار وأسفرت أمس عن انهيارات خطيرة في سوق خان الزيت في البلدة القديمة.

كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قرار الحكومة الإسرائيلية

وقال موسى في تصريحات للصحافيين قبيل مغادرته متوجها إلى السودان "إن قرار إسرائيل بضم الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح فى مدينة بيت لحم يؤكد أنها ليست جادة في موضوع السلام ولا في موضوع المفاوضات "، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية "كونا".

وأضاف "سنبحث نتائج اللقاء مع نائب المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل بشأن استئناف عملية السلام في اجتماع لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي ستعقد برئاسة دولة قطر رئيس القمة العربية عشية اجتماع وزراء الخارجية العرب في الثالث من مارس/آذار المقبل".

وفي نفس السياق، حذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الإثنين أيضا من تداعيات قرار الحكومة الإسرائيلية ضم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية إلى قائمة المواقع الأثرية اليهودية.

وأكد المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في مؤتمر صحافي عقده في غزة مساء الإثنين أن هذا القرار يعتبر تصعيدا خطيرا يهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية وتهويد الأرض عبر مصادرة المقدسات.

ووقعت اشتباكات بين قوات الشرطة الاسرائيلية ومحتجين فلسطينيين في مدينة الخليل بالضفة الغربية، بعد قرار الحكومة الاسرائيلية اضافة موقعي "قبر راحيل" وموقع "قبر أبو الأنبياء" (الحرم الإبراهيمي) الى المواقع الاثرية في اسرائيل. والقى المتظاهرون الحجارة والزجاجات على قوات الشرطة التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع. وشارك في الاحتجاجات مئة شخص، معظمهم طلاب من مدرسة مجاورة. ويقول المحتجون ان القرار بضم الموقعين الى المواقع الاثرية سيقيد وصول المسلمين اليهما، وهو ما نفته السلطات الاسرائيلية. ووفقا لوكالة الاسوشيتد برس تعتبر الاحتجاجات هي الاعنف من نوعها خلال شهر. وقال مفتي فلسطين الشيخ محمد حسين لوكالة معا الفلسطينية للأنباء: "يكرس الاحتلال جهوده لسرقة المقدسات الفلسطينية في القدس والخليل والمدن الفلسطينية الأخرى ليغير ملامحها حتى يدعا أن البلد يهودي". وأدان الأردن ما أسماه "الخطة الإسرائيلية الاستفزازية" ، وقال انها ستسيء الى جهود السلام وستثير غضب ملايين المسلمين حول العالم.