أدان حزب الله اللبناني، اليوم الخميس، بأشد العبارات إقدام أحد الأمريكيين على تدنيس المصحف الشريف، داعيا إلى إطلاق أوسع حملة إدانة لهذا الفعل الذي وصفه بالإجرامي والخبيث.
وقال الحزب في بيان إن ما جرى يمثل “جريمة مشينة وفعلًا شنيعا تمثل بتدنيس المصحف الشريف في مشهد استفزازي ينضح بالكراهية والتحريض، ويشكل اعتداء صارخا على أقدس مقدسات المسلمين وعلى القيم الدينية والإنسانية التي تجسدها الديانات السماوية جمعاء”.
واعتبر حزب الله أن الثقافة العنصرية وخطابات الحقد التي غذتها تيارات سياسية وإعلامية في الغرب، والتي عملت على مدى عقود على تشويه صورة الإسلام، بتحريض من الإدارات الأمريكية المتعاقبة واللوبيات الصهيونية، تشكل السبب الرئيسي لجرأة المتطرفين على ارتكاب مثل هذه الأفعال، خدمة لمشاريع وصفها بالفتنوية والاستعمارية والتدميرية.
وأكد الحزب أن امتناع الإدارة الأمريكية عن اتخاذ أي إجراءات رادعة بحق مرتكبي هذه الإساءات، تحت ذريعة حرية الرأي والتعبير، يشكل دليلا على منح غطاء كامل لممارسات تحريضية خطيرة، ويعكس طبيعة سياسات تهدف إلى تأجيج الكراهية الدينية وإشعال الصراعات بين الشعوب.
ورأى البيان أن هذه الجريمة لا يمكن اعتبارها تصرفا فرديا معزولا، بل تأتي في إطار نهج أوسع، معتبرا أن منفذي هذه الأفعال ليسوا سوى أدوات بيد ما وصفه بالاستكبار العالمي، الساعي إلى إضعاف الدين الإسلامي لما يحمله من منظومة قيمية وأخلاقية تشكل عائقا أمام الانفلات الأخلاقي والعدواني على الشعوب.
وفي ختام البيان، دعا حزب الله الأمة العربية والإسلامية، شعوبا وقيادات ومرجعيات دينية وثقافية، إلى جانب أتباع جميع الرسالات السماوية، إلى أوسع تحرك لإدانة هذا الفعل، واتخاذ موقف حازم يرفض أي مساس بمقدسات الإسلام أو أي رسالة سماوية، محذرا من أن مثل هذه الأفعال تغذي الكراهية وتقوض الجهود الرامية إلى تعزيز التفاهم والسلام بين الشعوب.
وتأتي هذه الإدانة على خلفية سلسلة حوادث تدنيس استهدفت القرآن الكريم في الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية. ففي نوفمبر الماضي، حاول جاك لانغ، المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ الأمريكي، حرق نسخة من القرآن خلال مسيرة مناهضة للإسلام في مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، ذات الغالبية المسلمة. وأظهرت مقاطع مصورة قيامه بإلقاء المصحف على الأرض وهو يحمل عبوة لسائل قابل للاشتعال، قبل أن يتدخل أحد المتظاهرين المعارضين وينتزعه منه.
وخلال الواقعة، قال المتظاهر الذي منع الحرق “لا تحرقه، لا يمكنك حرقه”، فيما رد لانغ بأنه يمتلك نسخة أخرى من القرآن. ويذكر أن لانغ يترشح عن ولاية فلوريدا بعد حصوله على عفو رئاسي عن مشاركته في أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.
وفي حادثة لاحقة، أقدم لانغ في 13 ديسمبر الجاري على وضع نسخة من القرآن في فم خنزير، خلال احتجاج مناهض للإسلام في مدينة بلانو بمقاطعة كولين في ولاية تكساس الأمريكية، ما أثار موجة غضب واستنكار واسعة.
