ندد الفلسطينيون بقوة الخميس، بتصريحات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي هاجمهم بسبب ازدرائهم لبلاده برفضهم لقاء نائبه مايك بنس، وهدد بقطع المساعدات عنهم ما لم يعودوا للمفاوضات مع اسرائيل.
وكان ترامب قال عقب اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس ان الفلسطينيين ”أبدوا عدم احترام تجاهنا قبل نحو أسبوع بعدم سماحهم لنائب الرئيس بمقابلتهم".
واضاف "نحن نعطيهم ملايين الدولارات مساعدات ودعما، وهي أرقام هائلة، أرقام لا يفهمها أحد-- هذه الأموال مطروحة على الطاولة، وهذه الأموال لن تذهب إليهم ما لم يجلسوا ويتفاوضوا من أجل السلام“.
وقال الرئيس الأمريكي إنه يسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط، معبرا عن امله في أن يسود المنطق السليم بين الفلسطينيين للسعي من أجل السلام.
وبدورها ايضا، هاجمت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الفلسطينيين الخميس، وقالت إن بلادها لن تسعى لاسترضاء قيادتهم التي وصفتها بانها تفتقر للإرادة المطلوبة لتحقيق السلام.
وخلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، انتقدت هيلي الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم 14 يناير كانون الثاني خلال اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله، معتبرة انه "يغوص في نظريات المؤامرة الشائنة والتافهة ليس خطاب شخص يمتلك الشجاعة والرغبة في السلام“.
"ظالم"
ومن جانبهم، رفض مسؤولون فلسطينيون الخميس انتقادات ترامب. وأكد متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية ان الفلسطينيين لن يلتقوا بمسؤولي الادارة الاميركية لحين سحب الولايات المتحدة اعترافها بالقدس كعاصمة لاسرائيل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة “نحن نقول ما لم تتراجع الادارة الاميركية عن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، فأنها ستبقى خارج الطاولة (المفاوضات)”.
ودعا ابو ردينة الادارة الاميركية الى “التراجع عن قرارها والاعتراف بدولة فلسطين والقدس الشرقية كعاصمة لها، واحترام قرارات مجلس الامن وقرارات الشرعية الدولية” مؤكدا ان هذا ما يعتبره الفلسطينيون “اساس أي مفاوضات قادمة”.
وأضاف “اي احد لا يحترم هذه الاسس سيكون خارج الطاولة”.
بينما اكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي لوكالة فرانس برس ان “عدم لقاء ظالمك ليس دليلا على عدم الاحترام، بل دليل على احترامك لذاتك”.
وبحسب عشراوي فأن “هؤلاء الذين لم يقوموا فحسب بعدم احترام حقوق الفلسطينيين بل وخرقوا القانون الدولي (…) هم هؤلاء في الادارة الاميركية الذين قرروا الاعتراف بالقدس كعاصمة لاسرائيل”.
وتابعت “هذا ليس مجرد عدم احترام، هذه ضربة وجودية للفلسطينيين”.
واختتم نائب الرئيس الاميركي مايك بنس الثلاثاء أول جولة له في الشرق الاوسط بزيارة اسرائيل بعدما قاطع الفلسطينيون زيارته ورفضوا الاجتماع معه.
وألقى بنس الاثنين خطابا امام البرلمان الاسرائيلي تعهد فيه نقل السفارة الاميركية الى القدس قبل نهاية عام 2019.
وشهدت العلاقات الفلسطينية الاميركية توترا شديدا بعد قرار ترامب في 6 كانون الأول/ديسمبر الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، والذي انهى عقوداً من الدبلوماسية الاميركية المتريثة، ما دفع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى رفض لقاء بنس.
ونفذ الفلسطينيون الثلاثاء إضرابا عاماً في الضفة الغربية المحتلة للاحتجاج على زيارة بنس والتنديد بالانحياز التام لاسرائيل الذي تنتهجه ادارة ترامب، واندلعت مواجهات مع القوات الإسرائيلية بالقرب من الحواجز العسكرية والمستوطنات.
والقدس في صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين الذين يتمسكون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المنشودة في حين اعلنت اسرائيل القدس المحتلة منذ 1967 “عاصمتها الابدية” في 1980.