تركيا تتجاهل عقوبات ترامب وتواصل هجومها بسوريا

تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2019 - 02:46 GMT
ارشيف

قال منتقدو ترامب إن عقوباته التي فرضها على تركيا من اجل وقف الهجوم أضعف من أن يكون لها أثر، بل على العكس،.ارتفع سعر الليرة التركية.

تجاهلت تركيا عقوبات جديدة أعلنتها الولايات المتحدة ومضت في هجومها على شمال سوريا الثلاثاء في حين دخل الجيش السوري المدعوم من روسيا إحدى أكثر المدن المتنازع عليها ليشغل فراغا خلفه تراجع مفاجئ للقوات الأمريكية.

وبعد أسبوع من تغيير السياسة الأمريكية وسحب القوات لتمكين تركيا من الهجوم على حلفاء واشنطن في شمال سوريا، أعلن ترامب مجموعة من العقوبات على تركيا.

لكن أسواق المال تجاهلت الإعلان وقال منتقدو ترامب إن الخطوات أضعف من أن يكون لها أثر. فقد ارتفع سعر الليرة التركية وأشار متعاملون إلى أن ترامب لم يفرض عقوبات على البنوك التركية.

وأنهى قرار ترامب غير المتوقع بوقف حماية أكراد سوريا بعد اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسبوع، سياسة واشنطن في الشرق الأوسط منذ خمس سنوات مما أطلق يد خصوم واشنطن في الحرب الأكثر دموية في العالم الآن.

وأعلنت الولايات المتحدة يوم الأحد سحب جميع قواتها البالغ قوامها ألف جندي. وعلى الفور أبرم الأكراد، حلفاؤها السابقون، تحالفا جديدا مع حكومة الرئيس بشار الأسد المدعومة من روسيا ودعوا الجيش لدخول بلدات على امتداد الأراضي الخاضعة لسيطرتهم.

* قوات تدخل منبج

ومدينة منبج واحدة من النقاط الساخنة وتقع غربي نهر الفرات وتوعدت تركيا بالسيطرة عليها. وشهدت المنطقة دوريات أمريكية تركية مشتركة بموجب اتفاق كان يهدف إلى إقناع تركيا بعدم شن هجوم.

ويبدو أن القوات السورية المدعومة من روسيا تحركت بسرعة لملء الفراغ الذي خلفه سحب القوات الأمريكية. ونشر التلفزيون الرسمي لقطات لما قال إنه دخول القوات الحكومية منبج يوم الثلاثاء. وقال أحد السكان داخل المدينة لرويترز إن القوات السورية على مشارفها.

وقال مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا إنهم سيواصلون تقدمهم صوب منبج وإن القوات التي دخلت أغلبها من المقاتلين الأكراد المتحالفين حاليا مع الحكومة.

وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن قواته غادرت مدينة منبج بشمال سوريا الثلاثاء، وذلك بعد أن ذكرت وسائل إعلام رسمية سورية أن وحدات من الجيش السوري دخلت المدينة.

وقال المتحدث العسكري الكولونيل ميليس بي. كاجينز على تويتر إن القوات الأمريكية ”تنفذ انسحابا مخططا له من شمال شرق سوريا. نحن خارج منبج“.

وتحدث مصور لرويترز على الجبهة التركية عن قصف مكثف صباح يوم الثلاثاء على مدينة رأس العين السورية الحدودية حيث أشار متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد إلى أن معارك عنيفة تدور.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها يوم الثلاثاء إن الشرطة العسكرية الروسية تقوم بدوريات على خط التماس بين القوات السورية والتركية في شمال سوريا.

ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الوزارة قولها إن القوات الحكومية السورية المتحالفة مع روسيا تسيطر سيطرة كاملة على مدينة منبج بشمال سوريا وإن الجنود الروس ينسقون مع الجيش التركي في منطقة منبج.

* قصف على تركيا

في الاثناء، قال مكتب حاكم إقليم ماردين التركي إن شخصين قُتلا وأصيب 12 آخرون بجروح يوم الثلاثاء بعد أن شن مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية السورية هجوما بقذائف المورتر على بلدة دنيصر الحدودية التركية.

وقال مكتب الحاكم في بيان إن المصابين نقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وكان مكتب الحاكم قد قال الأسبوع الماضي إن ثمانية أشخاص لاقوا حتفهم وأصيب 35 آخرون بعد هجوم مماثل شنته وحدات حماية الشعب على بلدة نصيبين الحدودية في ماردين.

وفي حادث منفصل، قتل ثلاثة آخرون في هجوم بقذائف المورتر الأسبوع الماضي على بلدة سروج الحدودية، في إقليم شانلي أورفا.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان إن 23 من مسلحيها قتلوا في معارك مع القوات التركية بشمال سوريا يوم الاثنين.

ولم يذكر البيان العدد الإجمالي للقتلى منذ بدء التوغل التركي في شمال شرق سوريا الأسبوع الماضي.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان يوم الاثنين إن أكثر من 700 هجوم بقذائف المورتر وقعت على تركيا منذ بدء التوغل. وأضاف أن هناك ”18 شهيدا وحوالي 200 جريح“، لكنه لم يوضح ما إذا كانوا جنودا أم مدنيين.

* ضغوط دولية

الى ذلك، توالت الضغوط الدولية على تركيا، حيث اعتبرت المانيا أن التصعيد العسكري في سوريا يتعين أن يتوقف، مؤكدة انها لن تجيز أي صادرات سلاح لتركيا في الوقت الراهن.

وانتقد أولاف شولتس نائب المستشارة الألمانية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعدم التنسيق قبل قراره فرض عقوبات على تركيا وقال إن الاتحاد الأوروبي يدرس خياراته وينبغي أن يتخذ موقفا موحدا.

وقال شولتس خلال مقابلة مع رويترز ”من المهم أن ننسق إجراءاتنا على المستوى الدولي، هذا هو أهم شيء في هذا الموقف. وهذا ينطبق كذلك على الاتحاد الأوروبي“.

وطالبت بلغاريا جارتها تركيا يوم الثلاثاء بوقف هجومها العسكري في شمال شرق سوريا قائلة إن العنف قد يؤدي لزيادة أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود ويزيد مخاطر حدوث أزمة إنسانية.

وقال رئيس الوزراء بويكو بوريسوف للصحفيين بعد اجتماع المجلس الاستشاري البلغاري للأمن بشأن الوضع في سوريا ”نصر على ضرورة وقف العمليات العسكرية. الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل هذا الصراع“.

وأضاف ”نؤكد على ضرورة وقف العملية العسكرية وعلى أن خطر حدوث أزمة إنسانية كبير للغاية. إذا حدثت أزمة إنسانية فهذا يعني زيادة موجات اللاجئين“.

ومن جانبه، قال ينس ستولتنبرج الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوم الثلاثاء إن الحلف يشعر بالقلق من تداعيات العملية العسكرية التركية بشمال شرق سوريا على التصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

وأضاف للصحفيين ”أشعر بالقلق من التداعيات على المكاسب التي حققناها في قتال عدونا المشترك داعش“.