تركيا تثير احتمال اقامة منطقة عازلة مع فرار مزيد من السوريين

تاريخ النشر: 15 مارس 2012 - 03:45 GMT
طفلة سورية قرب خيام للاجئين في اقليم هاتاي التركي الحدودي
طفلة سورية قرب خيام للاجئين في اقليم هاتاي التركي الحدودي

 قال نائب لرئيس الوزراء التركي يوم الخميس بعد زيادة في عدد اللاجئين السوريين خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية ان تركيا قد تنظر في إقامة منطقة عازلة داخل الاراضي السورية لحماية المدنيين من هجمات قوات الرئيس بشار الاسد.
وردا على سؤال عما اذا كانت تركيا تفكر في إقامة منطقة آمنة داخل سوريا أكد نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي تعاون تركيا مع الجامعة العربية لكنه قال في مقابلة مع تلفزيون (ان.تي.في) ان هذه المسألة "ضمن الامور المحتملة التي قد نعمل بشأنها في الفترة القادمة."
ومن المقرر ان تعقد مجموعة "اصدقاء سوريا" من الدول الغربية والعربية اجتماعا في اسطنبول يوم الثاني من ابريل نيسان.
وقال مسؤولون أتراك الخميس ان الحملة التي تشنها الحكومة السورية على شمال غرب البلاد أسفرت عن زيادة حادة في تدفق اللاجئين على تركيا اذ عبر اليها نحو الف في الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وقال مسؤول تركي ان من المتوقع أن يزيد هذا العدد مادام القتال مستمرا حول بلدة ادلب بالقرب من الحدود التركية لكنه لم يحدد العدد الذي تتوقع تركيا قدومه.
وتخشى تركيا التدخل العسكري في سوريا خوفا من أن يمتد صراع أهلي على الحدود الى حدودها لكنها أشارت الى أن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين سيكون أحد العوامل التي يمكن أن تؤدي الى جهود لانشاء "منطقة آمنة" داخل سوريا.
وكان مسؤولون قد صرحوا بأن الخط الاحمر الاخر لتركيا سيكون اذا بدأت قوات الرئيس بشار الاسد مذابح في مدن سورية. وسبق وأن أعلنت تركيا أنها لن تقوم بعمل من جانب واحد وقالت ان أي مبادرة يجب أن تصدر عن جامعة الدول العربية.
وأيدت بعض الحكومات العربية خاصة قطر انشاء قوة عربية لحفظ السلام وتسليح الجيش السوري الحر المعارض. وقد تتكرر هذه الدعوات خلال اجتماع لمجموعة "اصدقاء سوريا" التي تتكون من دول غربية وعربية ويعقد في اسطنبول في الثاني من ابريل نيسان.
وقال سلجوق اونال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية في مؤتمر صحفي "حدثت زيادة في أعداد الفارين من سوريا الى بلادنا... امس كان عدد من جاءوا 13700 . هذا الصباح كان العدد 14700 ."
وأضاف "يظهر هذا خطورة الوضع في سوريا."
وقال اونال ان من بين من فروا لواء هو سابع اكبر ضابط بالجيش السوري ينشق ويذهب الى تركيا.
ويتدفق اللاجئون عبر الفجوات في سور السلك الشائك الذي يفصل بين الدولتين قبل أن يستقروا على الجانب التركي بعد الرحلة الشاقة عبر التلال متفادين الالغام والجيش السوري.
وهناك يتركهم المهربون لتلتقطهم قوات الامن التركية ويعودون عبر الحدود لاصطحاب المزيد.
وتنقل حافلات صغيرة اللاجئين وأغلبهم من النساء والاطفال الى مخيمات قريبة لينضموا الى آلاف موجودين هناك بالفعل. وقال رجل يبلغ من العمر 22 عاما وصل لتوه من ادلب ووصف نفسه بأنه مقاتل في الجيش السوري الحر "يطلقون النار على النساء والاطفال. الدبابات دخلت المدينة وفتحت النار على المتاجر... يخطفون الاطباء حتى لا يستطيعوا معالجة المصابين."
وأضاف الرجل الذي طلب عدم نشر اسمه أن الجنود الحكوميين "يأخذون النساء والاطفال ويضعونهم في صفوف امامهم كدروع بشرية. يشعلون النيران في المتاجر والمنازل."
ومضى يقول "الجيش السوري الحر اضطر للانسحاب من ادلب في الوقت الحالي لانهم يستخدمون النساء والاطفال. لا يوجد طعام او ماء هناك الان. لا كهرباء. لا شيء... سأعود وأقاتل متى أحصل على سلاح وذخيرة.
وعلاوة على رعاية نحو نصف 30 الف لاجيء تقول الامم المتحدة انهم فروا من سوريا منذ بدء الصراع قبل عام تستضيف تركيا ايضا المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية التي تنضوي تحت لوائها عدة جماعات.
ويضم أحد المخيمات داخل تركيا وتحيطه أسوار عالية للتأمين منشقين عن الجيش. وتنفي تركيا تسليح الجيش السوري الحر لكن محللين يقولون انه يتلقى دعما لوجيستيا وعلى صعيد الاتصالات من أنقرة.
وكان مسؤولون أتراك قدروا أن ما بين 200 و300 سوري كانوا يعبرون الحدود يوميا الى تركيا في الاسبوع الماضي وهو ما أشار الى زيادة حادة في أعداد اللاجئين في الاسابيع القليلة الماضية.
وقال المسؤول التركي ان من المقرر أن تفتح بلاده مخيما جديدا للاجئين قرب بلدة كيليس الجنوبية الشهر القادم لاستضافة عشرة الاف لاجيء سوري اضافي وان العمل بدأ بالفعل في مخيم آخر قرب الطرف الشرقي من الحدود في جيلان بينار يتسع لاستقبال 20 الف شخص.
وبهذا يصبح إجمالي عدد اللاجئين السوريين نحو 45 الفا.