دعت تركيا الاحد المجتمع الدولي الى التحرك ب"صوت واحد" ازاء الوضع في سوريا كما استدعت القائم بالاعمال السوري في انقرة اثر التظاهرات التي استهدفت بعثاتها الدبلوماسية في سوريا.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان ان "موقف الحكومة السورية (...) يكشف ضرورة قيام المجموعة الدولية بالرد بصوت واحد على التطورات الخطيرة في هذا البلد".
واضافت الوزارة ان تركيا تدعم قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة سوريا في اجتماعاتها الى حين وفائها بالتزامها تطبيق المبادرة العربية للخروج من الازمة والتي تنص على وقف اعمال العنف التي اوقعت اكثر من 3500 قتيل منذ منتصف اذار/مارس بحسب الامم المتحدة.
واعتبرت الوزارة انه "على الحكومة السورية استخلاص العبر من رسالة الجامعة العربية والتوقف عن ممارسة العنف ضد شعبها".
وتركيا التي كانت حليفة اقتصادية وسياسية لسوريا قبل اندلاع الاضطرابات في البلاد، دانت بشدة اعمال القمع في هذا البلد واعلن رئيس وزرائها رجب طيب اردوغان انه قطع الجسور مع نظام دمشق.
ومن المقرر ان يلتقي وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو مساء الاحد في انقرة ممثلين عن المجلس الوطني السوري الذي يضم القسم الاكبر من المعارضة.
واخر لقاء معلن للوزير التركي مع ممثلي المجلس عقد في 18 تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وكانت الحكومة التركية تخلت عن النظام السوري بعد عدم استجابة دمشق لما طالبتها به من اصلاحات سياسية ولشعورها بالقلق من الانعكاسات المحتملة للوضع في سوريا على الساحة السياسية التركية حيث يشترك البلدان في حدود يزيد طولها عن 800 كلم.
واستقلبت تركيا على اراضيها العديد من اجتماعات المعارضة السورية والجنود المنشقين عن الجيش السوري الذين يسعون الى تنظيم معارضة مسلحة.
ومن ابرز هؤلاء العقيد رياض الاسعد الذي يؤكد انه قائد "الجيش السوري الحر" ويطالب ب"مساعدة عسكرية" في مواجهة نظام دمشق.
وازداد تدهور العلاقات السورية التركية اثر موجة التظاهرات المعادية التي تعرضت لها البعثات الدبلوماسية التركية السبت احتجاجا على دعم انقرة لقرار جامعة الدول العربية كما ذكرت وكالة انباء الاناضول موضحة ان هذه التظاهرات لم توقع اصابات.
فقد هاجم الاف السوريين الموالين للرئيس بشار الاسد مساء السبت مبنى السفارة التركية في دمشق بالحجارة وحاولوا اقتحامها قبل ان تقوم الشرطة بتفرقتهم مستخدمة الغازات المسيلة للدموع.
وفي اللاذقية (شمال) قامت مجموعة من نحو خمسة الاف متظاهر بتحطيم نوافد القنصلية التركية واحراق العلم التركي.
وفي ادلب (شمال) تمكن متظاهرون سوريون من دخول القنصلية التركية وحاولوا نزع العلم التركي الا ان مسؤولين سوريين منعوهم من ذلك كما ذكرت وكالة الاناضول.
وقالت وزارة الخارجية التركية "ندين بشدة هذه الهجمات".
كما قررت انقرة اجلاء عائلات دبلوماسييها وموظفيها غير الاساسيين من سوريا لاسباب امنية اثر التظاهرات المعادية لها. وقالت وكالة انباء الاناضول ان طائرة تابعة للخطوط الجوية التركية توجهت الى دمشق صباح الاحد للقيام بهذا الاجلاء.
واوضحت ان السفير التركي في سوريا عمر اونهن والدبلوماسيين الرئيسيين سيواصلون عملهم في سوريا.