تركيا تضحي بمقاتلين اجانب جندتهم في فيلق خاص ليدافع عن مصالحها

تاريخ النشر: 19 مارس 2021 - 02:30 GMT
الحرب التي يريدها اردوغان لهؤلاء لن تكون اسهل من تلك الحروب التي خاضوها
الحرب التي يريدها اردوغان لهؤلاء لن تكون اسهل من تلك الحروب التي خاضوها

مع محاولة النظام التركي التمدد عبر العديد من الساحات والتدخل في الشؤون الداخلية والسياسات الخاصة لتلك البلدان التي تعاني من حروب ومشاكل امنية وسياسية واقتصادية،  اصبحت تفقد العشرات من جنودها وقواتها وخبراءها المهمين، فباتت تبحث عن حلول تجنبها الاحراج والاحتجاجات الشعبية ضد نظام الرئيس رجب طيب اردوغان وحزبه المسيطر على الحكم.
الحل الذي تفتقت به العقلية الاردوغانية هي التضحية بالمواطنين من غير الاتراك في الدفاع عن مصالحها وتكريس تدخلها في الخارج، بالتالي تحافظ القيادة التركية على تدخلها وتغلغلها في المحيط وما بعد المحيط، من دون الصدام مع الشعب التركي في حال قتل ايا من هؤلاء الجنود.
وعلى ذلك فان الخطوة التركية المقبلة هي تأسيس فيلق عسكري يتبع للجيش التركي، قوامه من غير الاتراك وتحديدا السوريين والاذريين والصوماليين والتونسيين والليبيين وغيرهم من الجنسيات التي يمكن ان يتم استقطابهم الى هذا الفيلق الذي ستزج به انقرة الى خط الدفاع او الهجوم الاول في معاركها خارج الحدود.
الفكرة التركية تقوم على ارضية قاعدة (تركيا اولا) وهي القاعدة التي رسخها مؤسس تركيا مصطفى كمال اتاتورك الذي كان بدوره ايضا يفكر في الحروب عبر الجبهات البعيدة بحجة تحقيق السلام.
الرئيس رجب طيب اردوغان يتقمص ذات الفكرة، لكنه يجيرها وفق مقتضيات الاوضاع في الدول التي يتدخل فيها، ويستغل ولاء الاتراك لافكار ومبادئ مصطفى اتاتورك للترويج لفكرته متجاوزا حقوق الانسان وتهمه المشاركة في جرائم الحرب والقتل والتدمير.

هذه الفكرة يبدو ان الرئيس التركي سلبها من فرنسا التي اسست القرن قبل الماضي فيلقا ممائلا لشن حروبها على مستعمراتها ، وكان الفيلق الفرنسي الذي ما يزال يعمل الى يومنا هذا يعرف باسم   Légion étrangère  ، أنشئ في 1831. قوامه من الاجانب بقيادة واشراف الضباط الفرنسيين ، واليوم يعرف الفيلق بوصفه وحدة عسكرية نخبوية تركز على التدريب على المهارات العسكرية التقليدية 
الفيلق الأجنبي الفرنسي استخدم لمحاربة أعداء فرنسا خاصة في الجزائر وباقي دول الشمال الافريقي وقتل منهم الالاف فيما بعد كما استخدمو في قمع الاحتجاجات التي تعارض السياسة الفرنسية في الداخل 

اردوغان سيسير على ذات السكة، متسلحا بفكرة تركيا اولا ، وسيرسل هذا الفيلق الى الشمال السوري بعد تفكيك التنظيمات المختلف عليها مع دول العالم، كذلك الى اذربيجان وليبيا والعراق والصومال وهي دول بدأت بالسير في طريق السلام والسكون الامني والعسكري نوعا ما. وسيضحي بارواح هؤلاء ، فيما يكون خارج الادانة الدولية او اللعبة السياسية ان اتهمته بالتدخل او توتير الاوضاع او الانقلاب في تلك الدول.

والواضح ان اردوغان قد بدأ بـ بروفا او سيناريو ليضمن نجاح هذه الفكرة العبثية بعد ان نظم الاف المرتزقة السوريين والصوماليين في كتائب مسلحا وبدأ يجوب بهم العالم بداية من ليبيا ثم اذربيجان والصومال، علما ان خلفية هؤلاء تنظيمات ارهابية ومتطرفة مشمولة في قوائم الارهاب العالمي خاصة الاميركي والاوربي.

في محصلة الاعداد، فقد بلغ عدد الضحايا السوريين ومن بينهم اطفال بين 600 – 700 قتيل خلال عامين تقريبا، بينما بلغ عدد الضحايا السوريين في ناغورنو قرباخ حوالي ( 1000)  قتيل خلال حرب لم تستغرق سوى شهرين ، علما ان غالبية القتلى هم من ( تركمان سورية ) الذين جندتهم تركيا في فصائل موالية لها، مثل السلطان مراد، وفرقة الحمزات، ولواء السمرقند . وقد تم الزج بالسوريين في ميادين القتال بأعداد كبيرة دون استعدادات مسبقة كافية. في الوقت الذي كانت الجثث الممزقة تتناثر على مساحة واسعة، لأنهم كانوا يفتقرون الى سواتر وخنادق وحمايات كافية... إذ لجأ الاتراك الى تكتيك الاعتماد على كثافة العنصر البشري في الهجمات على مواقع الأرمن .

الحرب التي يريدها اردوغان لهؤلاء لن تكون اسهل من تلك الحروب التي خاضوها، وعدد القتلى والجرحى والمفقودين لن يكونو اقل، بل ان الاعداد ستتضاعف خاصة وان المجتمع الدولي سيتصدى لهذه الظاهرة التي يجدها المفرخ الاول لخلايا الارهاب والتطرف، وسيكون المقاتل المرتزق الخاسر الاكبر ولن يجد من يبحث عنه او يحتج على مصرعه وفقدانه .
 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن