دعا الامير تركي الفيصل السفير السعودي السابق في الولايات المتحدة الاربعاء الى اقامة "هلال خصيب" يمتد من العراق الى لبنان وتكون "لسوريا صدارة فيه" بدلا من "الهلال الشيعي" مؤكدا ان السعودية وايران اتفقتا على "اخماد نار الطائفية".
وقال الامير تركي في كلمة امام المؤتمر السنوي لمركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في ابو ظبي "دعوني اقولها بملء فمي: عوضا عن الحلم بهلال شيعي او التخوف منه يمكن ان نعمل معا لبناء هلال خصيب يمتد من العراق حتى لبنان تكون لسوريا صدارة فيه وللاردن حصة فيه ولفلسطين زاوية فيه".
واضاف الامير تركي ان هذا الهلال "ينشغل بالبناء والرخاء والسعادة وتستفيد منه دول الخليج كافة ليكون هلالا نتفق عليه لا هلالا نختلف عليه".
واكد ان المملكة وايران اتفقتا خلال القمة السبت الماضي بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد "على اخماد نار الطائفية المشتعلة في العراق واطفاء جذوتها في لبنان".
وتابع "لذلك افضل النظر الى ايران بوصفها دولة جارة وصديقة تربطنا بها روابط تاريخية ومصالح اقتصادية" مشددا على انه "اذا كان هناك خلاف مذهبي بين ايران ودول المجلس فيجب الا يؤدي هذا الخلاف المذهبي الى اي نوع من العداء والكراهية".
الى ذلك اكد تركي الفيصل ان "الازمة اللبنانية مستمرة". لكنه رأى ان "حدتها خفت بعض الشيء بفضل التواصل السعودي الايراني" الذي تكلل بزيارة الرئيس الايراني الى الرياض.
وقال الامير تركي ان "المملكة وجدت انه من الضروري فتح حوار مع ايران بدلا من الصراع معها في لبنان لان الصراع سيضر اولا باللبنانيين كلهم ثم بالعلاقة بين الجارين الكبيرين على ضفتي الخليج واخيرا سوف يضر اي صراع بالعلاقة المتوترة اصلا بين السنة والشيعة".
واكد ان "المساعي مستمرة" لحل الازمة السياسية الحادة في لبنان حيث تطالب المعارضة وعلى راسها حزب الله الشيعي المدعوم من ايران وسوريا باسقاط حكومة فؤاد السنيورة السني القريب من السعودية والمدعوم من الغرب وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتابع ان "المبدأ الذي تنتهجه المملكة" بشأن الازمة اللبنانية هو "التفاوض وليس التهديد او القوة العسكرية او الضغوط السياسية" معتبرا ان هذا "المبدأ يستند الى حقيقة قوامها ان شعوب المنطقة تريد العيش الكريم والأمن والاستقرار مع الحرية والكرامة".
واضاف انه "منطق سليم. عندما نتفق عليه مع الطرف الآخر نستطيع ان نحل كل مشاكلنا ولا يبقى حينها اختلاف حول تشكيل محكمة دولية تقضي بالحق في قضية (..) رفيق الحريري".
ورأى ان هذه المحكمة "ان ادت دورها فلن تكون بدافع سياسي بل بدافع امني يحتاجه كل مواطن في لبنان".
كما اعتبر ان "لا معنى للاختلاف على حقوق الشيعة في لبنان اذ انه من البديهي ان لهم التمتع بكل الحقوق التي يفترض ان يتمتع بها أفراد المجتمع اللبناني (..) لا يبغون ولا يهمشون طرف في الحكومة فلا يقصوا عن قرار ولا يفرضوا على الشعب قرارا".
ودعا الى تعزيز العلاقة بين ضفتي الخليج خصوصا عبر الاستثمارات الاقتصادية المتبادلة والاستثمارات الخليجية والايرانية "في العراق ولبنان وفلسطين ودعم للتنمية فيها بل وبيننا ايضا".
واكد "نتطلع لاستثمار سعودي في مشهد او شيراز مقابله استثمار ايراني في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية او في الجبيل (...) وبذلك نذهب عنا رجس التوجس والشك".