تصعيد غير مسبوق بين السعودية والإمارات في اليمن

تاريخ النشر: 31 ديسمبر 2025 - 08:16 GMT
تصعيد غير مسبوق بين السعودية والإمارات في اليمن
تصعيد غير مسبوق بين السعودية والإمارات في اليمن

شهدت العلاقات بين السعودية والإمارات، عضوي مجلس التعاون الخليجي، توترًا غير مسبوق في اليمن، ما أثار مخاوف عربية ودولية بشأن استقرار التحالف العربي الذي تقوده الرياض منذ عام 2015 لدعم الحكومة اليمنية ضد جماعة الحوثي.

 

غارات التحالف وخلاف السيطرة

بدأ التصعيد يوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025، عندما نفذ التحالف العربي بقيادة السعودية غارة جوية على ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، مستهدفًا أسلحة وعربات مرتبطة بالقوات المدعومة إماراتيًا. جاءت هذه الخطوة بعد اتهامات السعودية للإمارات بالضغط على المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ عمليات عسكرية في المناطق الجنوبية، بما في ذلك حضرموت والمهرة، وهو ما اعتبرته الرياض تهديدًا لأمنها الوطني.

 

انسحاب القوات الإماراتية

ردًا على التصعيد، أعلنت الإمارات سحب ما تبقى من قواتها العسكرية في اليمن، وهي وحدات مكافحة الإرهاب التي كانت موجودة منذ انسحابها الرئيسي عام 2019. وتأتي هذه الخطوة في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الرياض وأبوظبي وضمان عدم تأجيج النزاع الداخلي بين الأطراف اليمنية.

 

الموقف الدبلوماسي الدولي

في سياق هذه الأزمة، أجرى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اتصالات هاتفية مع نظرائه في السعودية والإمارات لمناقشة التطورات في اليمن والتأكيد على ضرورة الحفاظ على استقرار المنطقة.

 

انعكاسات اقتصادية وإقليمية

أسفر التصعيد بين الرياض وأبوظبي عن موجة تراجع في الأسواق الخليجية، بما يعكس المخاوف الاقتصادية من عدم الاستقرار السياسي وتأثيره على الاستثمارات والمناخ المالي الإقليمي.

 

المجلس الانتقالي الجنوبي يرفض الانسحاب

أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي رفضه الانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها، مؤكدًا أنه يمثل مصالح سكان الجنوب اليمني، مما يعقد الجهود الرامية لتسوية النزاع داخليًا ويزيد من تعقيد المشهد السياسي.

 

دعوات عربية للاحتواء

على وقع هذه التطورات، دعت عدة دول عربية إلى احتواء الخلاف بين السعودية والإمارات، مع التأكيد على أهمية العمل المشترك لضمان الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة. ويشير الخبراء إلى أن استمرار الانقسام داخل التحالف العربي قد يزيد من تعقيد الأزمة اليمنية ويهدد جهود مكافحة الإرهاب وإعادة بناء الدولة اليمنية.

يشكل التصعيد الحالي بين السعودية والإمارات في اليمن اختبارًا حقيقيًا لتحالف دعم الشرعية العربي، ويبرز التحديات الكبيرة في إدارة النزاعات الداخلية ضمن التحالفات الإقليمية. وفي الوقت الذي تحاول فيه الإمارات التهدئة بسحب قواتها، تستمر مخاوف الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في اليمن والمنطقة بشكل عام.