أكد وزيرا الخارجية الروسي والصيني سيرغي لافروف ووانغ يي في اتصال هاتفي اليوم الاثنين تطابق وجهات نظرهما بشأن الوضع في اوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف ووانغ شددا “على تطابق وجهات النظر بشكل كبير حول الوضع في اوكرانيا”.
واضاف البيان ان وزيري الخارجية “اتفقا على مواصلة الاتصالات الوثيقة بينهما في هذا الشأن”.
والصين وروسيا متحالفتان في عدد من الملفات الدبلوماسية الاخرى في مواجهة الغربيين مثل النزاع في سوريا. وقد منعتا تبني عدة قرارات في مجلس الامن الدولي تدين الرئيس السوري بشار الاسد.
وأبدى الرئيس الاميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل "قلقهم البالغ " الاحد بشأن تدخل روسيا في أوكرانيا والذي وصفوه بأنه خرق للقانون الدولي وتهديد للسلام والامن الدوليين.
وقال البيت الابيض إن أوباما تحدث للزعيمين في اتصالين هاتفين منفصلين.
وأضاف البيت الابيض في بيان ان "الزعماء شددوا على ضرورة بدء حوار بين أوكرانيا وروسيا فورا بتسهيل دولي حسب الحاجة."
وعبرت بريطانيا عن قلقها البالغ من إمكانية ان تدفع روسيا بمزيد من القوات الى أوكرانيا وحذرت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ان روسيا ستدفع ثمنا باهظا ما لم تغير نهجها.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن التدخل الروسي في اوكرانيا أكبر أزمة تشهدها اوروبا هذا القرن.
وصرح هيغ بان روسيا تسيطر الان سيطرة ميدانية على منطقة القرم الاوكرانية وانه على الرغم ان روسيا لها حق مشروع في نشر قواتها في المنطقة فعلى الكرملين ان يأمر هذه القوات بالعودة الى ثكناتها.
وقال هيغ في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "من الواضح اننا قلقون جدا من امكانية ان تقوم روسيا بمزيد من التحركات في مناطق اخرى من أوكرانيا وهذا لا يعني ان الموقف في القرم مستقر.
"هذا موقف متوتر جدا موقف خطير خلقه التدخل الروسي."
تعزيزات عسكرية
وقال حرس الحدود الأوكراني يوم الإثنين إن هناك تعزيزات من المدرعات على الجانب الروسي من القناة الضيقة التي تفصل بين روسيا ومنطقة القرم الأوكرانية.
وقال متحدث باسم حرس الحدود أيضا إن سفنا روسية تحركت في ميناء سيفاستوبول وحوله حيث توجد قاعدة لأسطول البحر الأسود الروسي وإن القوات الروسية عطلت خدمات الهواتف المحمولة في بعض المناطق.
وأضاف متحدث باسم حرس الحدود أنه تم تعزيز المدرعات الروسية قرب ميناء على الجانب الروسي من قناة كيرش المواجهة لمدينة كيرش الحدودية.
روسيا: يانوكوفيتش هو الرئيس الشرعي
واعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف الاثنين أن الرئيس الايراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش لا يزال الرئيس الشرعي لهذه الجمهورية السوفياتية السابقة وان كانت سلطته محدودة.
وكتب مدفيديف على حسابه على موقع فيسبوك “نعم، سلطة الرئيس يانوكوفيتش شبه معدومة، لكن ذلك لا يلغي انه الرئيس الشرعي للدولة بموجب الدستور الاوكراني”.
وقد وافقت روسيا على تأمين الحماية على الاراضي الروسية ليانوكوفيتش الذي ظهر الجمعة للمرة الاولى منذ عزله وعقد مؤتمرا صحافيا في مدينة روستوف سور لو دون (جنوب) الروسية.
واكد مدفيديف استعداد روسيا لتطوير “علاقات متعددة الجوانب ومحترمة مع البلد الشقيق اوكرانيا”، ولكن ليس مع السلطات الانتقالية التي حلت محل يانوكوفيتش.
واضاف ان “اوكرانيا ليست في نظرنا مجموعة الاشخاص الذين استولوا على الحكم بعدما اهرقوا الدماء (…) من خلال انتهاك الدستور والقوانين الاخرى لدولتهم”.
وقال “اننا نتعامل مع البلد بكامله المؤلف من اشخاص مختلفين جدا. من الاوكرانيين والروس والتتار واليهود وامم اخرى تعيش بوفاق تام”.
وانتقد عدد كبير من المسؤولين الروس “الفاشيين الذين استولوا على السلطة في كييف”.
واشار مدفيديف من جهة اخرى إلى انه اذا كان يانوكوفيتش متهما بارتكاب جرائم، فان عملية الاقالة كان يجب أن تحصل “بموجب الدستور الاوكراني”.
وحذر بالقول “وكل شىء غير ذلك ليس سوى تعسف واستيلاء على السلطة وهذا يعني ان هذا الوضع سيكون غير مستقر. وذلك سينتهي بانقلاب جديد. حمام دم جديد.”.
وخلص إلى القول إن “روسيا تحتاج إلى اوكرانيا قوية ومستقرة. الى شريك قادر على سداد الديون ومنضبط وليس الى شريك فقير يمضي وقته في التسول”