اندلعت احتجاجات واعمال عنف في مناطق مختلفة من الاردن مساء الجمعة بعد انتهاء مسيرات خرجت ظهرا بسلام للتنديد بقرار الحكومة رفع اسعار المحروقات.
ففي عمان، وبحسب موقع خبرني، انطلقت مجموعتان بالتزامن للوصول الى دوار فراس في منطقة جبل الحسين، الذي لا تفصله سوى مسافة لا تزيد على كيلومترين عن دوار الداخلية الذي اكدت قوات الامن انها لن تسمح بالاعتصام فيهما.
وقد تمكنت قوات الدرك من منع المجموعتين من الوصول الى دوار فراس، بحسب الموقع الذي قال انه بعد جولات كر وفر، توجه المشاركون في المسيرة الاولى اثر ذلك الى شارع الاستقلال المؤدي الى دوار الداخلية ثم الى منطقة جبل النزهة المجاورة.
وقد تجمعت حشود منهم عند دوار النزهة حيث اعتصموا هناك.
وقال ناشطون ان قوات الامن اعتقلت عددا من المشاركين في هذه المسيرة.
وخرجت المجموعة الثانية من حي الطفايلة شرق العاصمة باتجاه مجمع رغدان السياحي حيث اغلقت طريقا هناك ولم تتمكن من التوجه لدوار فراس. وتوجه بعضهم الى الديوان الملكي لكن الدرك طالبهم بالمغادرة فورا.
من جهة ثانية، اندلعت اعمال عنف وتخريب في ضاحية المرج ولواء المزار الجنوبي في محافظة معان جنوب الاردن، وفقا لموقع خبرني.
وفرقت قوات الدرك المحتجين هناك بالغاز المسيل للدموع بعد مواجهات وصفت بانها عنيفة.
وسجلت حالات اعتداء على متصرفية لواء المزار الجنوبي ومنزل المتصرف وسط انباء عن اضرام النار فيه.
وفي معان جنوب البلاد اضرم محتجون النار في مديرية التنمية وبعض الممتلكات الاخرى.
وقال الامن العام انه فرق مثيري شغب في مدينة الطفيلة في جنوب المملكة.
وخرجت عدة مسيرات تحت مسمى "الولاء والانتماء" في مدينة اربد شمال البلاد.
وهتف المشاركون في تلك المسيرات التي خرجت بالسيارات وسيرا على الاقدام شعارات مؤيدة للملك.
وفي عبدون غربي العاصمة عمان، اغلق مشاركون في فعالية "ولاء وانتماء" الشارع الرئيسي بالسيارات التي حملت صورا للملك واعلام الاردن.
وقال موقع عمون أن الأمن العام بدأ بالإفراج عن تباعا عن الموقوفين على خلفية الأحداث الأخيرة التي وقعت خلال المظاهرات والاحتجاجات.
وقال مصدر أمني للموقع أن عدد المفرج عنهم حتى عصر الجمعة بلغ 30 شخصا ممن لم تثبت عليهم أي تهم تتعلق بالاخلال بالأمن العام أو الاعتداء على الممتلكات العامة .
وأكد المصدر أن عدد الأشخاص الذين تم توقيفهم حتى مساء الخميس بلغ 280 شخصا للتحقيق معهم بتهم الإعتداء على المصالح العامة و وعلى الممتلكات الخاصة ، واضرام النار في المركبات والمصالح التجارية .
واعقبت الاحتجاجات واعمال العنف المسائية تظاهرات حاشدة خرجت في الاردن عقب صلاة الجمعة للاحتجاج على رفع اسعار المحروقات.
وتظاهر اكثر من 10 آلاف شخص امام المسجد الحسيني الكبير وسط عمان، بينهم اسلاميون ويساريون ومجموعات شبابية.
ورفع متظاهرون لافتات كتب عليها "اللعب بالاسعار يعني اللعب بالنار" و"لا اصلاح الا بتغيير النهج السياسي والاقتصادي ومحاربة الفساد" و"ثورة الحرية، تعيش انتفاضة الشعب الاردني".
ومنعت قوات الأمن المتظاهرين من التوجه الى الديوان الملكي الذي يبعد قرابة 8 كيلومترات من موقع التظاهرة، لكن لم تقع أي صدامات.
واعلن المتظاهرون انهم ينوون التظاهر مجددا قرب دوار الداخلية، الذي كانت الشرطة فضت بالقوة تظاهرات سابقة قربه خلال اليومين الماضيين.
وتخللت هذه التظاهرة شعارات نادت باسقاط النظام. لكن ناشطين في الحراكات وفي الحركة الاسلامية تبرأوا من هذه الشعارات.
ونقلت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عن الناشط في الحراك الشبابي خالد الكلالدة قوله ان شعار اسقاط النظام ليس من مصلحة احد "ونحن في الحراك الشبابي لا نتبنى هذا الشعار ومن نطق به لا يمثلنا".
وأضاف ان الحراك الشبابي ملتزم بشعاره الذي أطلقه منذ عامين وهو إصلاح النظام.
وقال الكلالدة ان الحوار في هذه المرحلة هو مطلب أساسي وهو الذي يخلصنا من أي متربص بالبلد على ان يكون حوارا نابعا من قناعات والتزامات وطنية للوصول إلى منتصف الطريق والخروج من المأزق الراهن.
ومن جهته، نقل موقع عمون عن نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني رشيد تاكيده أن مطلب إصلاح النظام هو مطلب الحركة الاسلامية الأساسي الذي لم يتراجعوا عنه رغم سقف الهتافات المرتفع في وقفة الحسيني الاحتجاجية اليوم عقب صلاة الجمعة .
وخرجت تظاهرات مشابهة لكن بمشاركة عدد أقل من المتظاهرين في كل من الكرك والطفيلة ومعان (جنوب المملكة) واربد وجرش (شمال).
ومنذ مساء الثلاثاء اندلعت احتجاجات في الاردن بعد رفع اسعار المشتقات النفطية بنسب تراوحت بين 10% و53% لمواجهة عجز موازنة العام الحالي الذي قارب 5 مليارات دولار في بلد يستورد معظم احتياجاته النفطية ويعتمد اقتصاده على المساعدات الخارجية.
وقالت الحكومة انها ستقوم بتعويض الاسر التي لا يتجاوز دخلها السنوي عشرة الاف دينار (حوالى 14 الف دولار) بمبلغ 420 دينارا على مدار السنة (حوالى 592 دولارا).
وادت اعمال شغب رافقت الاحتجاجات على مدى الايام الثلاثة الماضية الى مقتل شخص واصابة 71 آخرين بينهم رجال امن فيما تم اعتقال 158 شخصا وتسجيل 100 حادث شغب وسرقة وتكسير لممتلكات عامة وخاصة.
وطالبت جماعة الاخوان المسلمين الخميس الملك بالغاء قرار رفع الاسعار وتأجيل الانتخابات النيابية المقبلة المقررة في 23 كانون ثاني/يناير المقبل، والتي تقاطعها المعارضة وخصوصا الحركة الاسلامية.
واعتبر مساعد المتحدثة باسم الخارجية الاميركية مارك تونر الخميس ان الاردن "شريك استراتيجي مهم"، رغم احداث العنف.
لكنه اضاف ان "الشعب الاردني لديه مخاوف اقتصادية وسياسية ولديه تطلعات. نعتقد ان خارطة الطريق التي قدمها الملك عبد الله الثاني للاصلاحات تستجيب لذلك. لكن، كما رأينا في مناطق اخرى، ثمة تعطش للتغيير".
من جانبها، دعت السعودية مواطنيها في الاردن الى تجنب اماكن التظاهرات لا سيما دوار الداخلية وسط العاصمة.
وحذرت سفارة المملكة في عمان في بيان "الموظفين والطلاب السعوديين في الأردن من الذهاب لميادين عامة والوقوف عند مناطق تجمعات وتظاهرات والابتعاد كليا عن منطقة العبدلي في العاصمة عمان وخصوصا دوار الداخلية وتهيب بهم عدم الذهاب للدراسة".
وكانت السفارة الأميركية في عمان حذرت مواطنيها من التواجد في اماكن التظاهرات وقالت انها "تراقب بحذر الوضع الامني في عمان وباقي مناطق المملكة".

محتجون يتظاهرون في العاصمة الاردنية عمان يوم الجمعة