تفاؤل بقرب استصدار قرار اممي جديد..اليابان تتعهد ابقاء قواتها وهدوء بالفلوجة مع عودة المئات للمدينة

تاريخ النشر: 20 أبريل 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

اعرب مبعوث الامم المتحدة الاخضر الابراهيمي عن تفاؤله بقرب استصدار قرار اممي جديد بشان العراق، واكدت اليابان انها لن تسحب قواتها من هذا البلد على غرار اسبانيا، فيما ساد الهدوء الفلوجة وتجمع المئات من سكانها عند مدخلها استعدادا للعودة الى منازلهم في اطار اتفاق لوقف اطلاق النار. 

وأعلن الابراهيمي الثلاثاء ان هناك فرصا "طيبة جدا" لاستصدار قرار جديد بشأن العراق في المستقبل القريب. 

وقال حين سأله صحفيون في روما عن فرص استصدار الأمم المتحدة قرارا جديدا بشأن العراق قريبا "أعتقد أن المجتمع الدولي وأعضاء مجلس الأمن مدركون تماما أن هناك حاجة لإشاعة الاستقرار في العراق". 

وبعدما التقى الإبراهيمي مع رئيس مجلس الشيوخ الإيطالي في روما أعرب عن تفاؤله بحل إيجابي وسريع لمشكلة الرهائن الإيطاليين في العراق. وكان خاطفون عراقيون قد خطفوا أربعة من حراس الأمن الإيطاليين وقتلوا الأسبوع الماضي أحدهم. 

وقد عرض الإبراهيمي لدى مقابلته مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني ووزير الخارجية فرانكو فراتيني خطته التي تقضي بأن يتولى الحكم في العراق رئيس للجمهورية ونائبان للرئيس ورئيس للوزراء، وذلك حتى موعد إجراء الانتخابات في يناير/ كانون الثاني 2005. 

يأتي هذا التفاؤل بعدما أكدت فرنسا وروسيا إضافة إلى إيطاليا تأييدها لخطة نقل السلطة التي يحملها الإبراهيمي. 

وقال وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنيه عقب اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو إن هناك ضرورة لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن ينظم عملية انتقال السلطة في العراق يوم 30 يونيو/ حزيران المقبل. 

وقال بارنيه إن عملية الانتقال يجب أن تعتمد على الخطة التي سيقترحها مبعوث الأمم المتحدة لتشكيل حكومة شرعية ذات مصداقية. 

ومن جهته قال لافروف إن المهمة الرئيسية هي إقامة حكومة شرعية تتمتع بدعم واسع من العراقيين، وأضاف أن الإبراهيمي سيقدم الأساس الذي سيجعل الحكومة المؤقتة تمثيلية ومؤهلة وموضع احترام للطوائف المختلفة في العراق. 

وكانت فرنسا قد انضمت إلى روسيا وألمانيا والصين في معارضة الحرب التي قادتها الولايات المتحدة والتي بدأت في غياب قرار من مجلس الأمن.  

وتصر جميع هذه الدول على أن الأمم المتحدة يجب أن تلعب دورا محوريا في إعادة السيادة إلى إدارة عراقية، وأن يتم اختيار الحكومة الجديدة من قبل الأمم المتحدة ومجلس الحكم الانتقالي الحالي وسلطة الائتلاف ومجموعة مختارة من القضاة العراقيين 

اليابان تتعهد ابقاء قواتها 

الى ذلك، اكدت اليابان انها لن تسحب قواتها من العراق على غرار اسبانيا. 

وأبلغ وزير الدفاع الياباني شيجيرو ايشيبا الصحفيين في طوكيو الاثنين "ان حقيقة أن اسبانيا اتخذت هذا القرار وبدأت التحضير لسحب قواتها (من العراق) لن تغير سياسة بلادنا". 

وأكد ياسو فوكودا كبير أمناء مجلس الوزراء وابرز متحدث حكومي للبرلمان الثلاثاء أن الجنود اليابانيين الـ 550 المتواجدين في منطقة السماوة في العراق، لا علاقة له بالعمليات القتالية.  

وكانت الحكومة الاسبانية الجديدة اعلنت ان عملية سحب القوات الاسبانية من العراق بدأت وسوف تكتمل في أقل من ستة أسابيع. 

وأعلن رئيس الوزراء الاسباني الجديد خوسيه لويس ثاباتيرو الاحد انه أصدر أوامر للقوات الاسبانية المنتشرة في العراق وقوامها 1400 جندي "بالعودة للوطن في أقصر وقت ممكن وباقصى اجراءات أمان ممكنة."  

وقررت هندوراس سحب قواتها في "اسرع وقت ممكن" من العراق غداة بدء اسبانيا سحب جنودها من هذا البلد، لكن ايطاليا والسلفادور قررتا الابقاء على جنودهما وقالت تايلاند انها ستسحبهم اذا تعرضوا لهجمات. 

هدوء في الفلوجة والمئات يعودون اليها 

وفي هذه الاثناء، افادت الأنباء الواردة من الفلوجة أن الهدوء يسود معظم أرجاء البلدة، بعد يوم من موافقة القوات الأميركية على عدم مهاجمتها إذا سلم المقاتلون هناك أسلحتهم وذلك في اطار اتفاق تم التوصل اليه مع وجهاء وقادة المدينة.  

وقد استأنفت الدوريات المشتركة من جنود المارينز وقوات الأمن العراقية نشاطها في الفلوجة، بينما تحدثت تقارير عن إن مشاة البحرية الأميركية نفذوا سلسلة عمليات ضد عراقيين يشتبه في تقديمهم الدعم لرجال المقاومة في المدينة المحاصرة منذ أكثر من أسبوعين.  

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) أن هذه العمليات استهدفت أشخاصا أو شبكات على الحدود مع سوريا وفي بلدات حول الفلوجة. 

في الوقت نفسه ذكرت الأنباء أن المدنيين الذين فروا من القتال الضاري الذي شهدته البلدة قبل اسبوعين قد بداوا بالعودة اليها.  

وتجمع المئات من هؤلاء عند مدخل هذه المدينة الشرقي على حاجز للقوات الاميركية والشرطة العراقية استعدادا للعودة الى منازلهم بعد ان سمح لهم بذلك.  

وقال شهود ان بعض السكان النازحين بدأوا يعودون الى الفلوجة لكن قوات مشاة البحرية الاميركية كانت تعيد السيارات من حيث أتت. 

وقالت قناة "الجزيرة" إنه لم تدخل الفلوجة حتى ظهر الثلاثاء، أي عائلة عراقية. وأن القوات الأميركية في الجهة الشرقية من المدينة أبلغت أفراد العائلات العائدة بأنها لم تتبلغ بأي أمر بالسماح لهم بالعودة. 

وتشكل على مدخل المدينة طابور طويل ضم اكثر من مئة سيارة وشاحنة امام مفترق طرق على الطريق السريع الذي يربط بين بغداد والحدود الاردنية والسورية. 

ويقوم عناصر من المارينز بمساعدة عناصر من الشرطة العراقية والدفاع المدني بالتدقيق في هويات الداخلين وتفتيشهم.  

وينص الاتفاق الذي تم التوصل اليه الاثنين بعد ثلاث جولات من المفاوضات بين قوات التحالف واعيان الفلوجة على عودة المدنيين الذين فروا من المعارك بعشرات الالاف الى منازلهم. 

وينص الاتفاق ايضا على تسيير دوريات من المارينز مع قوات الامن العراقية وتسليم الاسلحة والعفو عن الذين يسلمون اسلحتهم الثقيلة وافساح المجال امام الوصول الى المستشفيات ودفن القتلى.  

كما ستقوم الشرطة المحلية بالتحقيق في مقتل اربعة موظفين اميركيين في الحادي والثلاثين من اذار/مارس الماضي والتمثيل بجثتي اثنين منهم ما تسبب بهذه الحملة العسكرية ضد المدينة.  

وقد اشترط الاميركيون تسليمهم المسؤولين عن قتل الاميركيين الاربعة قبل التوصل الى اي اتفاق. 

واعلنت مصادر طبية ان المعارك في الفلوجة طوال اسبوعين ادت الى مقتل اكثر من 600 عراقي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)