دانت روسيا الاتحادية العمليات الارهابية في دمشق التي اودت بحياة العشرات وطالبت المراقبين العرب باعطاء تقييم موضوعي لها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم ان روسيا تدين بقوة هذه العمليات الارهابية الهمجية.
ولاحظ البيان ان "القوى المتطرفة التي ترفض الانخراط في الحوار الوطني تراهن على تحقيق اهدافها عن طريق تصعيد المجابهة والاستفزازات ضد مؤسسات الدولة والمدنيين بما في ذلك النساء والاطفال".
واعرب البيان عن امله في ان يقدم المراقبون العرب تقييما موضوعيا لهذه الاحداث الماساوية.
وجدد البيان تاكيد الموقف الروسي الرافض للعنف في سوريا مهما كان مصدره مشيرا الى ضرورة ان يقوم السوريون بالتوافق على تحديد مستقبل بلادهم ومعالجة المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية
وأدانت الادارة الاميركية الجمعة التفجيرات التي وقعت في دمشق معتبرة مع ذلك أنها لا ينبغي أن تعيق عمل بعثة المراقبين العرب التي تتقصى الحقائق بشأن قمع حركة الاحتجاج في سوريا.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن "الولايات المتحدة تدين الاعتداءات باقصى قوة" حيث أن "لا شيء على الاطلاق يمكن أن يبرر الارهاب".
كما أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس السوري بشار الاسد الإنفجار معتبرا أنه يستهدف "خربطة الحل العربي"، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية. واعتبر سليمان أن تزامن الانفجار "مع وصول طلائع المراقبين إلى سوريا يهدف إلى خربطة الحل العربي الذي تم الاتفاق عليه بين سوريا والجامعة العربية".
وفي نفس السياق، أدان حزب الله التفجيرين متهما الولايات المتحدة التي وصفها "بام الارهاب"، بالوقوف وراءهما ووراء التفجيرات التي وقعت الخميس في بغداد، وذلك "انتقاما لهزيمتها في العراق".
وقال حزب الله في بيان إن "الجريمة الإرهابية المروعة التي ارتكبها اعداء الانسانية في مدينة دمشق قبل ظهر اليوم تأتي بعد يوم واحد من التفجيرات المنسقة التي استهدفت بغداد والمدن العراقية الاخرى، مما يوحي بأن القوى المتضررة من الهزيمة الكبرى التي لحقت بالولايات المتحدة وأدت إلى خروج قواتها ذليلة من العراق، بدأت بعملية انتقام دموية جبانة".
زيارة موقعي التفجيرين
وقال التلفزيون السوري الرسمي إن وفدا من مسؤولي الجامعة العربية زار موقعي التفجيرين اللذين وقعا في دمشق اليوم الجمعة لتفقد الاضرار.
ولم يكشف عضو ببعثة الجامعة خلال اتصال هاتفي عن تفاصيل تحركات مجموعته وقال إن أعضاء الفريق يعقدون اجتماعات.
مزيد من القتلى
ميدانيا، لقي 20 مدنيا مصرعهم برصاص قوات الأمن السورية في عدد من المدن السورية التي شهدت مظاهرات أعقبت صلاة الجمعة أطلق عليها "جمعة بروتوكول الموت" وذلك بعد مقتل 40 شخصا يوم الخميس برصاص قوات الجيش والأمن معظمهم في حمص وادلب.
ودعا الناشطون الذين يطالبون بالديموقراطية إلى التظاهر في جمعة "بروتوكول الموت" معتبرين توقيع النظام على البروتوكول الذي اقترحته الجامعة العربية مناورة لكسب مزيد من الوقت لقتل مزيد من المدنيين وتصفية المعارضين.
المسيحيون غير راغبين في الاحتفال
وفي باب توما وهو أقدم حي مسيحي في دمشق، تسود أجواء من الحزن عشية عيد الميلاد اذ لم تزين الشوارع أو تضاء خلافا للاعوام السابقة، مع أن السكان يتبادلون التهاني، فهم لا يبدون أي رغبة في الاحتفال.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المطران الروم الكاثوليك الياس الدبعي "تعلم السوريون أن يتحسسوا آلام بعضهم".
وأضاف أن "اقتصار المسيحيين للمظاهر على الاحتفالات الكنسية فقط دون مباهج العيد انما هو رسالة من الكنيسة لنقول لجميع العالم اننا نحن السوريون عائلة واحدة".
وتشهد سوريا منذ أكثر من تسعة اشهر تظاهرات احتجاج غير مسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد اسفر قمعها حتى الآن عن أكثر من ستة آلاف قتيل على الاقل كما تقول الامم المتحدة، فيما تتحدث السلطات من جهتها عن اكثر من الفي قتيل من القوات الامنية.
وازداد الوضع تدهورا اليوم الجمعة بعدما استهدف اعتداء انتحاري مزدوج الاجهزة الامنية في دمشق واسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى.
وقال مازن تاجر السجاد وهو جالس امام محله في شارع صغير في الاحياء القديمة "وضعنا محزن". وهذا الشارع الذي يستقطب عادة السياح مقفر ويندر وجود الزبائن فيه منذ اشهر. وبعض المتاجر التي تبيع زينة الاعياد مقفرة. والمتاجر الوحيدة التي قامت بمجهود لتعليق الزينة هي المتاجر الفاخرة في المركز التجاري بفندق فور سيزن.