تقرير: بوش يجيز اعتقال وقتل الايرانيين في العراق والبرادعي يحذر من كارثة

تاريخ النشر: 26 يناير 2007 - 08:33 GMT

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة نقلا عن مسؤولين حكوميين ومسؤولين عن مكافحة الارهاب ان الرئيس الاميركي اجاز للجيش الاميركي قتل او اعتقال العملاء الايرانيين النشطين داخل العراق.

ونقلت الصحيفة عن المسؤولين المطلعين على هذه الخطة والذين لم تنشر الصحيفة اسماءهم قولهم ان هذه الخطوة التي تمت الموافقة عليها الخريف الماضي تستهدف اضعاف نفوذ ايران في المنطقة واجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي الذي يعتقد الغرب انه يهدف الى صنع اسلحة نووية وليس الطاقة.

وقال التقرير انه منذ اكثر من عام احتجزت القوات الاميركية عشرات الايرانيين لبضعة ايام وقامت بأخذ عينات من الحمض النووي من بعضهم بالاضافة الى صور وبصمات كل المحتجزين.

واعتقل عدة مسؤولين ايرانيين في ثلاث غارات اميركية خلال الشهر الماضي. وابلغ السفير الاميركي للعراق زلماي خليل زاد الصحفيين يوم الاربعاء ان تفصيلات الاتهامات ضدهم ستعلن خلال الايام المقبلة.

وأضاف السفير الاميركي ان واشنطن "تتعقب شبكات" من العملاء الامنيين قال انهم أساس التدخل الايراني في العراق.

وتتهم واشنطن ايران بالمساعدة في تسليح وتدريب وتمويل مسلحين عراقيين وخاصة من الشيعة .

وايران على خلاف مع الولايات المتحدة منذ فترة طويلة وهي تمضي قدما في خطط لتخصيب اليورانيوم في اطار ما تصفه طهران ببرنامج سلمي للطاقة. ويخشى الغرب ان تكون ايران تسعى بدلا من ذلك الى تطوير اسلحة نووية.

الايرانية واعضاء الحرس الثوري الايراني الذين يعتقد انهم يعملون مع الميليشيات العراقية ولكن ليس على المدنيين او الدبلوماسيين .

واضافت انه لم يعرف استخدام القوات الاميركية قوة قاتلة ضد اي ايرانيين ولكن مسؤولي الادارة الاميركية يحثون القادة العسكريين على استخدام هذه السلطة.

وقالت الصحيفة ان هناك مشككين في اجهزة المخابرات ووزارتي الخارجية والدفاع بما في ذلك مايكل هايدن مدير وكالة المخابرات المركزية الاميركية والذين قالوا ان الايرانيين ربما يحاولون خطف او قتل اميركيين في العراق ردا على ذلك.

وذكرت الصحيفة ان كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية ايدت الخطة لمساعدة الضغط على ايران بشأن القضية النووية ولكنها اثارت مخاوف بشأن خطر ارتكاب اخطاء وطالبت بأن يكون هناك بعض الاشراف.

وقالت الصحيفة إن وزارتي الدفاع والخارجية أحالتا التساؤلات الى مجلس الامن القومي الذي امتنع عن التعليق على امور محددة بالخطة.

ولكن ردا على اسئلة بشأن اجازة"القتل او الاعتقال" قال متحدث باسم مجلس الامن القومي للصحيفة ان "الرئيس اوضح منذ بعض الوقت اننا سنتخذ الخطوات اللازمة لحماية الامريكيين على الارض في العراق ووقف النشاط الذي قد يؤدي الى الحاق الضرر بهم. قواتنا لديها سلطة دائمة تتمشى مع تفويض مجلس الامن الدولي".

البرادعي

وفي الغضون، قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الخميس ان شن هجوم على ايران سيكون كارثة ويشجعها على السعي لاكتساب قنبلة نووية.

وقال البرادعي أثناء مناقشة لمسألة الانتشار النووي في المنتدي الاقتصادي العالمي بدافوس "ستؤدي الى نتائج عكسية تماما وستكون كارثية".

وشددت الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة موقفها المعادي لايران التي يتهمها الغرب بالسعي لاكتساب قنبلة نووية مثيرة المخاوف من ان واشنطن قد تحاول شن هجوم.

وأرسل الرئيس جورج بوش ناقلة طائرات اضافية الى الخليج وقال انه لن يسمح لايران بتزويد المقاتلين في العراق بالدعم والسلاح.

ورفضت اسرائيل استبعاد شن هجوم وقائي على ايران مثل الهجوم الجوي الذي نفذته عام 1981 على مفاعل نووي في العراق مع ان كثيرا من المحللين يعتقدون ان المنشآت النووية لايران أكثر من أن تستطيع اسرائيل وحدها تدميرها.

وقال البرادعي ان الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لعلاج النزاع الدائر مع ايران بشان برنامجها النووي.

واضاف قوله ان التهديد باستخدام القوة سيلهب الموقف في ايران ويشجع الحكومة على السعي وراء برنامج اسلحة نووية.

وقال البرادعي "انه سيقوي موقف الذين يقولون في ايران .. فلنكتسب قنبلة لنحمي أنفسنا."

وتقول حكومة بوش انها تريد حلا دبلوماسيا وانها لا تعد لشن هجوم على ايران او سوريا.

وفي كلمة أمام المنتدى حذر شوكت عزيز رئيس وزراء باكستان من عواقب أي عمل عسكري ضد ايران. وقال "اذا حدث عمل عسكري فسيكون له نتائج كارثية ليس على المنطقة فحسب بل وعلى العالم باسره".

وحث الرئيس الايراني السابق محمد خاتمي على الهدوء لتقليل التوترات بشأن برنامج ايران النووي.

وقال خاتمي "أرجو ان يجيدوا ادارة الموقف. اننا نحناج بشدة الى التحلي بالصبر والتفاهم والا تحركنا العواطف".

وقال البرادعي انه لا يستبعد تماما استخدام القوة واشار الى عدم وجود دليل حاليا على ان لديها اسلحة نووية. واضاف قوله ان التجارب السابقة اظهرت انه يجب عدم التسرع في استخدام القوة مستشهدا بالعراق حيث لم يعثر على دليل على وجود اسلحة نووية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وقال البرادعي "انني على قناعة بان السبيل الوحيد الى الامام بشأن ايران هو الدخول في حوار."

واضاف "علينا الاستثمار في السلام" مضيفا انه اذا فشل المجتمع الدولي في عمل ذلك فان "العواقب ستكون اسوأ عشر مرات".

وقال البرادعي "اتمنى ان نكف عن الحديث عن الخيار العسكري ونركز على ايجاد حل".

وتقول ايران انها تحتاج الى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء لكن الغرب ينتابه القلق من انها تسعى سرا لانتاج قنبلة ذرية.

وفرضت الامم المتحدة في كانون الاول/ ديسمبر عقوبات شملت حظر حصول ايران على مواد وتكنووجيا ذات حساسية نووية في محاولة لوقف انشطة التخصيب التي قد تنتج موادا تستخدم في صنع قنابل.