البوابة- خاص
بشكل مباشر، وصريح اعلنت المملكة العربية السعودية عدم مشاركتها في تحالف "حارس الازدهار" الذي اعلنته الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة العالمية بعد الهجمات التي شنتها القوات الحوثية على سفن اسرائيلية او متجه الى ميناء ايلات
محمد بن سلمان يرفض المشاركة في حارس الازدهار
لم يبد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اي اهتمام بالطرح الاميركي الذي اعلن فيه عن تشكيل تحالف "حارس الازدهار" والذي كان هدفه الحقيقي حماية السفن الاسرائيلية او تلك العاملة معها بعد ان استهدفتها القوات الحوثية
الامير محمد بن سلمان ليس في قاموسه اليوم فتح نوافذ عداء او فتح جبهات سواءا كانت قريبه او بعيدة، خاصة بعد ان خاض معارك ضارية مع الحوثيين، ويفضل مراقبة التطورات الأخيرة من على الهامش، مطالبا في ذات الوقت بمعالجة الامر من الزاوية الاخرى ووضع الاصبع على الجرح، بمعنى انه يطالب بلجم العنف الاسرائيلي لحل قضية الملاحة وليس خلق تحالفات وجر قوات الى المنطقة وخلق تهديدات للدول في المنطقة.
مصالح سعودية في البحر الاحمر
البحر الاحمر رئة ثانية بالنسبة للسعودية، خاصة انه يتم النظر اليه على انه واجهة المملكة خلال السنوات المقبلة، بل ان الاشهر القادمة كان من المفترض ان تنطلق فيه بعض المشاريع، وفيما يلي اهم المزايا للبحر الاحمر بالنسبة للسعودية:
- السعودية تحصل على 36 في المئة من وارداتها الخارجية عبر موانئها الموجودة على شواطئ البحر الاحمر
- يمتد على طول 1830 كيلومترا من محافظة حقل شمالا إلى منطقة جازان جنوبا
- بدأت العربية السعودية بالاستثمار السياحي واقامة المشاريع الاقتصادية المرتبطة برؤية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 2030، منذ عام 2017
- في 2017 اعلن عن مشروع البحر الأحمر السياحي الذي يمتد لمسافة 200 كيلومتر بين مدينتي أملج والوجه
- المشروع يقضي بتحويل 22 جزيرة إلى منتجعات سياحية كان من المفترض ان يتم افتتاحها العام المقبل 2024.

اميركا تنوب عن اسرائيل
لاترغب اسرائيل بمواجهة الحوثيين، رغم ان التقارير تؤكد قدرتها على ذلك، وهي كما الولايات المتحدة لا ترغب في توسيع الحرب وتكريس ما يعرف بوحدة الساحات، الا ان الاخيرة في وضع محير، ان قامت بتوجيه ضربات على الحوثيين فانها ستسع رقعة الحرب وهو ما لا ترغبه كونها تصب جل اهتمامها بالتنافس مع روسيا والصين، وان سكتت فان اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة سينقلب على الرئيس الاميركي جو بايدن الى جانب ارغام الاخير على جلب عشرات الالاف من الجنود الى المنطقة وهؤلاء سيتم سحبهم من مناطق المواجهة مع موسكو وبكين
في مذكرة بالنقاط التي ستتبعها اسرائيل، قبيل البدء في عدوانها على غزة، فن احدى النقاط تحدثت عن تحميل اميركا مسؤولية الدفاع عن اسرائيل من اي عدوان خارجي سواءا كان عسكرية او سياسيا او اخلاقيا او قضائيا ، اسرائيل ترى ان الحوثيين ماضون في استهداف كل من يتجه الى ايلات ، ودفعت بالولايات المتحدة للدفاع عنها، فقامت حاملات الطائرات الاميركية باسقاط الطائرات الحوثية المسيرة والصواريخ التي انطلقت لضرب ايلات عن طريق المدمرة الأميركية "كارني" الموجودة في البحر الأحمر.

دعم سعودي للفلسطينيين
الرياض اتخذت قرارها وموقفها نتيجة قناعة راسخة لديها بأن العدوان الهمجي البربري الاسرائيلي على الفلسطينيين يجب ان يتوقف فورا، الإسرائيلية على غزة وان على قوات الاحتلال وقف عمليات التطهير العرقي، هذا هو الحل من وجهة النظر السعودية وليس البحث عن حرب جانبية للتغطية على الحرب الرئيسية وحرب الابادة في غزة، وحسب موقع "المجلة" فان الرياض تنتقد الموقف الاميركي في الامم المتحدة والفيتو الذي اطلقته في مجلس الامن ضد وقف الحرب لتعارض اجماع دولي تمثّل في تصويت 13 دولة في مجلس الأمن على وقف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة، واطلق وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان تصريحه الناري : "لن تعمل مع أي دولةٍ كانت تساعد على تحقيق أهداف إسرائيل في تهجير الفلسطينيين".
بالتالي ليس من حق الولايات المتحدة الذهاب في اتجاه اخر وتسليط الاضواء على زاوية مخالفة لتلك الزاوية وذلك الاتجاه المسبب للازمة في البحر الاحمر، وان الرفض السعودي وفق مصادر متطابقة لدعم حارس الازدهار في البحر الأحمر، كونها قوة لحماية ملاحة السفن الإسرائيلية أو السفن التي تعمل من أجل إسرائيل. ىحيث تظهر ازدواجية المعايير الاميركية

توتر دولي بسبب حارس الازدهار
وما ان اعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف حارس الازدهار وجرت اليها عدة دول، للوقوف الى جانبها، بعضها اعلن مشاركته بمستشارين فقط، حتى اعلن قائد القوات البحرية بالحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنكسيري، عن تشكيل وحدة باسيج بحرية للقيام بعمليات عبر السفن الثقيلة والخفيفة حتى شواطئ تنزانيا، هو مؤشر جدي على مخاطر توسع هذه الحرب وانتقالها لمنطقة الخليج.
والسعودية حاليا -حسب المصادر- ليست في وارد فتح جبهات خصام سواءا مع ايران التي تصالحت معها مؤخرا واعادت العلاقات الدبلوماسية والسياسية ، او الحوثيين الذين انهت معهم سنوات طويلة من حرب مدمرة، وانه من غير الوارد ان السعودية محتاجة اليوم الى فتح معركة صارخية جديده مع القوات الحوثية

عمليات بحرية للحوثيين
ومنذ الرابع عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، هددت القوات الحوثية الموالية لايران باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، تضامنا مع "الفلسطينيين في قطاع غزة" ثم استولو على سفينة الشحن "غالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، وفي ديسمبر الجاري أعلنو عزمهم منع مرور السفن المتجهة إلى إسرائيل وهو ماسبب ازمة اقتصادية لدى دولة الاحتلال حيث اضطرت 180 سفينة شحن الى تحويل طريق سيرها باتجاه رأس الرجاء الصالح وفق وقع "بلومبرغ"، فيما أوقفت العشرات من شركات الشحن رحلاتها البحرية عبر البحر الأحمرالامر الذي ادى الى قفز تكلفة نقل البضائع في حاوية بطول 40 قدما من آسيا إلى شمال أوروبا بنسبة 41 في المئة