اعلن وزير العدل الاميركي اريك هولدر الثلاثاء ان المشتبه به في الاعتداء الفاشل بسيارة مفخخة في ساحة تايمز سكوير في نيويورك "اعترف بتورطه" وستوجه اليه تهمة ارتكاب عمل ارهابي.
وافاد مصدر قضائي انه تم توجيه التهمة رسميا الى المشتبه به، مشيرا الى انه تعلم اعداد المتفجرات في باكستان.
وجاء في الاتهام ان فيصل شاه زاد متهم بانه "تلقى تدريبا ليتعلم اعداد المتفجرات في وزيرستان في باكستان" قبل ان يحاول السبت "تفجير" قنبلة وضعت في سيارة ركنت في وسط نيويورك.
وكان فيصل شاه زاد وهو اميركي بالتجنيس مولود في باكستان اعتقل بعد مطاردة مكثفة لمدة 48 ساعة في مطار جي اف كينيدي حيث كان يتاهب لمغادرة الولايات المتحدة متوجها "الى دبي" كما اعلن الوزير في مؤتمر صحافي.
واوضح هولدر ان فيصل شاه زاد سيحاكم خصوصا بتهمة ارتكاب "عمل ارهابي يتجاوز الحدود الوطنية" و"محاولة استخدام سلاح دمار شامل".
من جانبه قال مساعد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جون بيستولي ان المشتبه به "قدم معلومات وقرائن اثبات مهمة".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد في وقت سابق ان الولايات المتحدة لن تخضع للترهيب اثر محاولة اعتداء تايمز سكوير مشددا على ان هذا الحادث يوضح جليا مدى التهديدات المحدقة بامن البلاد.
وقال اوباما في خطاب امام مسؤولين كبار في اوساط الاعمال في واشنطن "هذا الاعتداء هو تذكير قاس جديد بالمرحلة التي نعيشها" مشيرا الى انه تم انقاذ مئات الارواح بفضل يقظة قوات الامن في نيويورك.
واضاف "في العالم وهنا في الولايات المتحدة هناك اشخاص على استعداد لمهاجمة مواطنينا وقتل رجال واطفال ونساء ابرياء لتحقيق غايتهم الاجرامية".
واكد اوباما "لن نخضع للترهيب ولن نتقوقع على انفسنا من الخوف" مشددا على انه "سيتم اقرار العدالة وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا لحماية الشعب الاميركي" موضحا ان المحققين سيحددون ما اذا كان للباكستاني-الاميركي الذي اعتقل الاثنين علاقة بمتطرفين اجانب.
وقد اعتقل شاه زاد مساء الاثنين قرابة الساعة 23,45 (3,45 ت غ).
واستنادا الى السلطات القضائية فانه يشتبه في ان فيصل شاه زاده "قاد سيارة مفخخة في تايمز سكوير مساء اول ايار/مايو" ومن المقرر ان يمثل الثلاثاء امام المحكمة الفدرالية في مانهاتن.
وجاء اعتقاله بعد 48 ساعة من العثور السبت على عبوة ناسفة مصنوعة من العاب نارية وصفائح بنزين وقوارير غاز في سيارة رباعية الدفع نيسان باثفايندر متوقفة في الساحة الشهيرة في نيويورك.
واشاد رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ بسرعة اعتقاله لكنه انتقد تمكن شاه زاد من الصعود الى الطائرة.
وصرح بلومبرغ في مؤتمر صحافي "لا اريد التكهن بشان الطريقة التي تمكن بها من القيام بذلك. من الواضح ان الرجل كان في الطائرة في حين لم يكن يفترض ان يصعد اليها".
من جانبه اوضح بيستولي ان شاه زاد كان ادرج في القائمة الاميركية للاشخاص الممنوعين من السفر جوا "نو فلاي ليست" بعد ساعات من تحديده كمشبته به ما اتاح اعتقاله اثناء محاولته مغادرة الولايات المتحدة.
وكانت القوات الامنية واجهزة الاستخبارات الاميركية قد تعرضت للهجوم اثر محاولة اعتداء فاشلة اخرى يوم عيد الميلاد في طائرة اميركية.
وقد تصدرت صورة المشتبه به في حادث تايمز سكوير الثلاثاء القنوات الاخبارية وهو يبتسم.
واستنادا للصحف الاميركية فانه في الثلاثين من العمر ويعيش في كونيتيكت، بالقرب من نيويورك حيث يجري مكتب التحقيقات الفدرالي التحقيق الثلاثاء. واظهر التلفزيون الاميركي لقطات لرجال شرطة يقومون بتفتيش منزله.
وذكرت وسائل الاعلام ان فيصل شاه زاد عاد مؤخرا الى الولايات المتحدة من رحلة الى باكستان توجه خلالها الى مدينة بيشاور التي تعتبر احد مراكز تجنيد عناصر طالبان والقاعدة.
واوضح وزير العدل ان التحقيق يتتبع خيوطا عدة من بينها خيط الارهاب الدولي.
وقال اريك هولدر "من الواضح ان الهدف من هذا العمل الارهابي كان قتل اميركيين".
واستنادا الى شبكة سي.ان.ان فان باكستان كانت الوجهة النهائية للمتهم.
وقال فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الاميركية "نعمل بتعاون وثيق مع الحكومة الباكستانية في اطار التحقيق الجاري في اعتداء تايمز سكوير الفاشل". واضاف "اننا مرتاحون لتعهد باكستان بالتعاون كليا".
واثر هذه التصريحات اعلن مسؤول امني باكستاني اعتقال شخصين يشتبه في علاقتهما باعتداء نيويورك الفاشل على اساس اتصالات هاتفية مع فيصل شاه زاد.
وقال ضابط كبير في الاجهزة الامنية لفرانس برس طالبا عدم ذكر اسمه ان قوات الامن "اعتقلت شخصين في كراتشي على اساس تسجيلات هاتفية مع المشتبه به" المعتقل في الولايات المتحدة لتورطه في هذا الاعتداء الفاشل.