تواصل ادانة الحفريات الاسرائيلية بالقدس

تاريخ النشر: 07 فبراير 2007 - 12:11 GMT

وأدانت سوريا يوم الاربعاء أعمال الحفر التي تقوم بها اسرائيل قرب المسجد الاقصى وطالبتها بحماية الاماكن المقدسة في القدس بوصفها دولة احتلال.

وقال بيان لوزارة الخارجية السورية نشرته الوكالة السورية الرسمية ان أعمال الحفر قرب ثالث الحرمين الشريفين تشكل "مساسا صارخا بالمقدسات الاسلامية."

وأضاف البيان أن "اسرائيل كسلطة قائمة بالاحتلال يتوجب عليها القيام بحماية الاماكن المقدسة وفقا للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة.

"سوريا اذ تدين بشدة هذه الانتهاكات ترى فيها مساسا صارخا بالمقدسات الاسلامية وبمشاعر المسلمين."

وأثارت أعمال التنقيب الاسرائيلية بالقرب من مدخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى احتجاجات فلسطينية وعربية لكن اسرائيل تقول ان الحفر لن يلحق ضررا بالمسجد.

ونشرت الشرطة الاسرائيلية تعزيزات في أزقة مدينة القدس القديمة المسورة يوم الثلاثاء مخافة اندلاع أعمال عنف من جانب الفلسطينيين في المدينة التي تمثل قلب الصراع العربي الاسرائيلي.

وقالت هيئة الاثار الاسرائيلية انها تبحث عن اثار عند أساس المجمع المعروف لدى المسلمين بالحرم الشريف ولدى اليهود بجبل الهيكل قبل بناء جسر للمشاة ليحل محل طريق صخري صاعد يقود الى المجمع.

وضمت اسرائيل القدس الشرقية بعد حرب 1967 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. ويريد الفلسطينيون الجزء الشرقي من المدينة ليكون عاصمة لدولتهم في المستقبل.

ودعا رجال دين مسلمون ورئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الثلاثاء الى التعبئة ضد اشغال تقوم بها اسرائيل قرب احد مداخل باحة المسجد الاقصى، مؤكدين انها تهدد اساسات الموقع.

وذكرت ادارة الوقف الاسلامي ان الاشغال التي تقوم بها ادارة الآثار تحت حماية مشددة من الشرطة، تهدد اساسات الحرم القدسي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

وذكر مصور صحفي في المكان ان ثلاث جرافات اسرائيلية بدأت تجريف التل الصغير الواقع عند باب المغاربة احد ابواب البلدة القديمة والمؤدية الى الحرم القدسي والى حائط البراق (المبكى) الذي يقدسه المسلمون واليهود.

وقالت ادارة الوقف ان قاعتين ملحقتين بالمسجد تقعان تحت التل الذي تهدد ازالته اساسات المسجد الاقصى. اما السلطات الاسرائيلية فتؤكد ان الاشغال تهدف الى تدعيم جسر خشبي تضرر خلال عاصفة ثلجية منذ سنتين.

ووجه الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي فيها، الثلاثاء نداء للفلسطينيين للتجمع في باحة المسجد الاقصى في القدس للاحتجاج على هذه الاشغال.

واكد الشيخ التميمي ان الجرافات الاسرائيلية في طريقها الى ساحة المسجد الاقصى، موضحا ان هذه الجرافات ستقوم بازالة تل يقع عند باب المغاربة احد ابواب القدس العتيقة الموصلة الى ساحة المسجد الاقصى.

ووجه الشيخ التيميمي في تصريح لقناة "الجزيرة" الفضائية القطرية نداء الى الشعب الفلسطيني "للتوجه فورا الى المسجد الاقصى لحمايته" من جرافات الاحتلال الاسرائيلي التي قال انها تتوجه نحو باب المغاربة.

كما ناشد التميمي العالم الاسلامي "التحرك بسرعة لانقاذ المسجد الاقصى".

من جهته، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية الثلاثاء الشعب الفلسطيني الى ان يهب لحماية المسجد الاقصى الذي يتعرض "للتهويد".

وقال هنية لدى مغادرته غزة الى مكة المكرمة للصحافيين "ان نداءنا الى كل ابناء شعبنا الفلسطيني ان يتوحدو ويهبوا هبة رجل لحماية المسجد الاقصى والمقدسات على الارض الفلسطينية المباركة".

وقال هنية "ونحن نتوجه الى مكة المكرمة تتوجه جرافات الاحتلال لتهدم سورا بقرابة باب المغاربة"، مؤكدا ان "معركة هذا الشعب والامة مع الاحتلال الاسرائيلي الذي ما زال مستمرا في عدوانه ومسه المباشر للمسجد الاقصى".

واكد ان "معركة الشعب الفلسطيني ليست داخلية انما هي مع الاحتلال الذي يستمر في عدوانه وتهويده للقدس وحفرياته".

وفي غزة توعدت كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة برد "قاس" على "الاعتداءات" الاسرائيلية على المسجد الاقصى وهددت "بتسديد ضربات صاروخية ونوعية للمحتل الغاصب".

وقال شهود عيان ان الشرطة الاسرائيلية انتشرت بكثافة في القدس لتفادي حصول اي اضطرابات. واضافوا ان جرافة واحدة وصلت عند باب المغاربة.

وقررت السلطات الاسرائيلية الاحد تحديد عدد الداخلين الى المسجد الاقصى تفاديا لحصول احتجاجات على اعمال البناء هذه.

ولم يسجل اي حادث رغم النداءات الى التعبئة بينما تجمع عشرات الفلسطينيين قرب باب المغاربة، وبينهم زعيم الحركة الاسلامية في اسرائيل الشيخ رائد صلاح.

وقالت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) ان مجلس الافتاء الاعلى اعرب عن خشيته من ان "تقوم سلطات الاحتلال بتنفيذ مخططها بهدم جزء من باب المغاربة مستغلة اجواء الاحتقان في الساحة الفلسطينية واتجاه الانظار الى لقاء مكة" بين فتح وحماس.

واضافت الوكالة ان "قوات الاحتلال الاسرائيلي ارجأت هدم هذا الجزء من باب المغاربة امس الاول بسبب سوء الاحوال الجوية".

وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية اندلعت في ايلول/سبتمبر 2000 بعد زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارييل شارون لباحة المسجد الاقصى.

وحذر الاردن في اليوم ذاته من اي مساس بالمواقع الاسلامية منددا بمساعي اسرائيل. وحذر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني من "اي مساس بالمقدسات الاسلامية" في القدس.

وعبر عن ادانته المحاولات الاسرائيلية التي "تستهدف تغيير طبيعة هذه الاماكن وطمس معالمها الاسلامية" في اشارة الى المسجد الاقصى.