بدأت المواكب الشعبية تتوافد الاحد الى مدينة طرابلس في شمال لبنان استعدادا للمشاركة في مهرجان دعا اليه تيار المستقبل، ابرز مكونات المعارضة، دعما للمحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري وتضامنا مع الانتفاضة السورية.
وينعقد المهرجان الذي يتزامن مع الذكرى الثامنة والستين لاستقلال لبنان تحت عنوان "خريف السلاح، ربيع الاستقلال"، في اشارة الى سلاح حزب الله المدعوم من سوريا الذي تتهمه المعارضة بالهيمنة على الحياة السياسية، والى الربيع العربي.
وشهدت طرابلس ليلا توترا على الارض على خلفية المهرجان، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس.
فقد وضع عدد من الناشطين مكبرات صوت في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية المواجهة لمنطقة جبل محسن ذات الغالبية العلوية والموالية بمعظمها للنظام السوري، وبثوا منها اناشيد واغاني ضد الرئيس السوري بشار الاسد. فعمد آخرون في منطقة جبل محسن الى تثبيت مكبرات صوت مقابلة راحت تبث اناشيد واغاني مؤيدة لبشار الاسد.
وعلى الاثر، ارسل الجيش اللبناني تعزيزات وآليات الى المنطقة ومنع اي نشاط استفزازي في شارع سوريا الفاصل بين باب التبانة وجبل محسن.
وبعد منتصف الليل، حطم مجهولون سيارتين كانتا تتجولان في شوارع طرابلس وتبثان عبر مكبرات صوت اناشيد وطنية واغاني لتيار المستقبل. كما حصل تراشق بالحجارة بين جبل محسن وباب التبانة، بحسب ما افاد مصدر امني.
وحصلت خلال الاشهر الماضية مواجهات عدة بين باب التبانة وجبل محسن على خلفية الاحداث السورية، انتهت احداها في حزيران/يونيو باشتباكات مسلحة اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص.
ولوحظ الاحد انتشار امني كثيف في طرابلس، اكبر مدن شمال لبنان. ويتولى الجيش حراسة مشددة على مراكز ومؤسسات تابعة لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من المدينة، بينها مدارس وجمعيات خيرية.
وكانت طرابلس ذات الغالبية السنية شهدت في كانون الثاني/يناير موجة غضب احتجاجا على تعيين نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة بعد اسقاط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري بسبب انسحاب وزراء حزب الله وحلفائه منها. وتطورت الاحتجاجات يومها الى تحطيم ممتلكات لميقاتي وسيارات لوسائل الاعلام.
وترفض الاكثرية الحكومية الحالية المؤلفة من حزب الله وحلفائه ان يدفع لبنان حصته من تمويل المحكمة الدولية التي تتهم اربعة من عناصر الحزب الشيعي بالتورط في اغتيال رفيق الحريري العام 2005.
وهدد ميقاتي بالاستقالة اذا لم تقر حكومته مسالة التمويل الاسبوع المقبل، الامر الذي يهدد بسقوط الحكومة.