توغلت قوات اسرائيلية في بيت جالا بالقرب من بيت لحم اثر اصابة مستوطنة بجروح فيما قتل فلسطيني وجرح 7 في انفجار غامض وقع صباح اليوم في منزل بمخيم رفح بقطاع غزة. في الغضون امرت الحكومة الإسرائيلية سكان 7 مستوطنات بالإخلاء قبل غروب نهار اليوم.
اعلن مسؤولون امنيون فلسطينيون ان عسكريين اسرائيليين توغلوا مساء اليوم الاربعاء في بلدة بيت جالا, بالقرب من بيت لحم بالضفة الغربية.
وقال المصدر ان هذا التوغل جاء اثر اطلاق نار على مقر لجنة التنسيق الاسرائيلية الفلسطينية الواقع خارج بيت جالا.
وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية قالت امس ان امرأة اسرائيلية اصيبت بجروح طفيفة بانفجار قنبلة يدوية الصنع لدى مرور سيارتها بالقرب من مجمع مستوطنات غوش ايتزيون بالقرب من بيت لحم.
مقتل فلسطيني بانفجار غامض
افادت مصادر طبية وشهود عيان ان شابا فلسطينيا استشهد فجر اليوم الخميس واصيب سبعة اخرون في انفجار غامض وقع في منزله بمخيم رفح جنوب قطاع غزة. وقال الطبيب علي موسى، مدير مستشفى رفح الحكومي، لوكالة الصحافة الفرنسية وصلت الى المستشفى جثة الشهيد عوني كلاب (25 عاما) مصاب في انحاء الجسم وقد تحول جزء من جسده الى اشلاء بفعل انفجار قوي.
واشار موسى الى ان سبعة مواطنين آخرين اصيبوا بينهم طفل في الثانية من عمره هو ابن الشهيد كلاب بالاضافة الى زوجته موضحا ان حالة اثنين من المصابين خطرة وقد نقلوا جميعهم الى المستشفى للعلاج. واكد شهود عيان ان الانفجار الذي وقع بعد الثانية من فجر اليوم بالتوقيت المحلي منتصف ليل الاربعاء الخميس بالتوقيت العالمي كان هائلا واسفر عن دمار كبير في المنزل نفسه اضافة الى اضرار في سبعة منازل اخرى مجاورة.
واوضح مصدر في لجان المقاومة الشعبية التي تضم اعضاء سابقين في الفصائل خصوصا حركة فتح واعضاء جدد ان كلاب هو من اعضائها ودون اعطاء المزيد من التفاصيل. وقال شاهد من سكان المخيم ان الانفجار لا يزال غامضا موضحا ان افرادا من الشرطة والامن الفلسطيني وصلوا الى المكان لمعرفة ملابسات الانفجار واسبابه ولفحص امكانية ان كان هناك اي علاقة للجيش الاسرائيلي بالانفجار ام لا.
خطة شارون
في صعيد التطورات السياسي، أمرت الحكومة الاسرائيلية المستوطنين في ستة مواقع في الضفة الغربية بالرحيل قبل غروب الشمس يوم الخميس والا سيتم طردهم فيما اعتبرته مصادر سياسية لفتة مقصودة من جانب ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل زيارته للولايات المتحدة.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية ان المستوطنين في المواقع الستة الموجودة على قمم التلال وهي في الغالب سيارات متنقلة واكواخ تم اخطارهم بان عليهم ان يرحلوا بحلول مغيب يوم الخميس بعد ان فشلوا في استصدار حكم قضائي بالغاء امر الحكومة بطردهم.
وقالت المتحدثة "اذا لم يفعلوا فسيتم اجلاؤهم بالقوة".
وقال مصدر سياسي اسرائيلي كبير عن امر اخلاء المواقع في الضفة الغربية "هذا قد يكون طريقة جيدة لاظهار حسن النية قبل رحلة واشنطن التي سيقوم بها شارون".
وعبر الفلسطينيون عن ارتيابهم. وقال غسان الخطيب وزير العمل الفلسطيني ان الفلسطينيين سوف يستجيبون عندما تنفذ اسرائيل لانهم اعتادوا على تصريحات الاسرائيليين التي لا تنفذ ابدا.
وترد اسرائيل على الاتهامات بانها تتجاهل "خارطة الطريق" باستمرارها في توسيع المستوطنات بالاشارة الى فشل الفلسطينيين في كبح جماح النشطاء الذين لعبوا دورا بارزا في الانتفاضة على الاحتلال الاسرائيلي التي بدات في ايلول / سبتمبر عام 2000.
وتعتزم الولايات المتحدة ايفاد ثاني وفد لها الى اسرائيل خلال شهر لبحث خطط رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاحادية لازالة مستوطنات يهودية من قطاع غزة وهو ما يراه فلسطينيون تهديدا محتملا لخطة "خارطة الطريق" الاميركية للسلام في الشرق الاوسط.
وقال مسؤولون أميركيون الاربعاء أن من المتوقع أن يتوجه وليم بيرنز مساعد وزير الخارجية الاميركي وستيفن هادلي نائب مستشارة بوش للامن القومي الى اسرائيل الاسبوع القادم.
وستكون المحادثات أحدث جولة من المناقشات الاميركية الاسرائيلية فيما يسعى البيت الابيض الى الحصول على فهم افضل لما قد يفعله شارون اذا ما مضى قدما في تنفيذ خطة فك الارتباط مع الفلسطينيين في حالة فشل "خارطة الطريق".
ويخشى الفلسطينيون من أنه في حالة تنفيذ خطة فك الارتباط فان اسرائيل قد ترغب في مبادلة غزة بسيطرة دائمة على مساحات كبيرة من الضفة الغربية تضم مستوطنات يهودية كبرى مما يحرمهم فعليا من الارض التي يريدون اقامة دولتهم عليها.
ولكن مصادر مقربة من المحادثات الاميركية الاسرائيلية تقول ان كبار مستشاري بوش يرون في خطة شارون خطوة مرحلية ايجابية محتملة في حالة استمرار جمود خطة "خارطة الطريق" للسلام.
ويوم الاثنين بحث دوف فايسغلاس كبير مساعدي شارون وكوندوليزا رايس مستشارة الامن القومي الاميركي "الخطوات العملية" المطلوبة لتنفيذ ما يسمى بخطة فك الارتباط الاسرائيلية. وقالت مصادر مقربة من المحادثات ان فايسغلاس ورايس يعدان لاجتماع في البيت الابيض بين بوش وشارون سيعقد على الارجح في أواخر اذار / مارس او اوائل نيسان/ابريل.
واقترح شارون اجلاء معظم المستوطنين في غزة وعددهم 7500 مستوطن
يعيشون في جيوب استيطانية يصعب حمايتها أمنيا بالقطاع واقامة جدار أمني بالضفة الغربية يخشى الفلسطينيون من أن يؤدي الى ضم التجمعات الاستيطانية.
ويعيش أكثر من 200 ألف مستوطن ومليوني فلسطيني في الضفة الغربية التي استولت عليها اسرائيل مع قطاع غزة في حرب عام 1967.
وقال مسؤول أميركي في تعقيب على زيارة بيرنز وهادلي اللذين قاما بزيارة إسرائيل للمرة الاخيرة منتصف شباط / فبراير"انها جزء من مشاوراتنا المستمرة مع إسرائيل بشأن عدد من القضايا المختلفة بما في ذلك مقترحات رئيس الوزراء شارون".
وأضاف المسؤول "شارون تخطى نقطة اللاعودة فيما يتعلق بالقيام بشيء (بشأن ازالة المستوطنات من غزة وربما من أجزاء من الضفة الغربية"). وتابع المسؤول ان شارون ومستشاريه "مازالوا يبحثون في كافة التفاصيل"—(البوابة)—(مصادر متعددة)