ثلاثاء الصين الاسود يلقي ظلاله على بورصات العالم

تاريخ النشر: 28 فبراير 2007 - 01:51 GMT

واصلت بورصات آسيا تراجعها مع استمرار عمليات البيع الكثيفة للاسهم، كما سجلت البورصات العالمية خسائر فادحة، وذلك تأثرا بمخاوف من انفجار فقاعة المضاربة في الصين بعد "الثلاثاء الاسود" الذي شهدته بورصة شنغهاي.

وكانت بورصة شنغهاي سجلت تراجعا بلغت نسبته 9% تقريبا الثلاثاء وهو اكبر تراجع منذ العام 1996.

وقد سجلت هذه السوق المالية صباح الاربعاء خسائر اضافية لكنها باشرت تحسنا وارتفعت بنسبة 1,35%. وقال كاو يان المحلل في شركة الوساطة "سوشو" يبدو ان غالبية المستثمرين لا يمتلكهم الذعر مثل البارحة".

في المقابل تابعت غالبية الاسواق الاسيوية تراجعها بشكل متفاوت. ففي طوكيو ثاني اكبر بورصة عالمية اغلق مؤشر نيكاي على تراجع نسبته 2,85%.

وفي منتصف جلسات التداول كانت بورصة هونغ كونغ سجلت تراجعا نسبته 2,88% وسنغافورة 5,57% ومانيلا 7,92%. وتراجعت بورصة بومباي 3,4% عند الافتتاح وانهارت بورصة كوالالمبور 8,17% في اولى المداولات. واغلقت بورصة ويلينغتون على تراجع نسبته 1,54%.

وسجلت الاسواق المالية العالمية خسائر كبيرة الثلاثاء في رد تسببت به اجراءات اعلنتها السلطات الصينية لتعزيز المراقبة العامة على السوق واتى ذلك مع مخاوف من احتمال انفجار فقاعة المضاربة في الصين في حين ان بورصة شنغهاي شهدت ارتفاعا كبيرا العام 2006 بلغ 130%.

وقال غلين ماغواير كبير خبراء الاقتصاد لمنطقة آسيا في مصرف "سوسيتيه جنرال" "العامل الذي ادى الى عمليات البيع الكثيفة غير واضح تماما" مشيرا الى سريان "شائعات في الاسواق الصينية".

ويضيف ماكغواير "انه مثال كلاسيكي على القول المأثور في البورصة +قم بالبيع مستندا الى الشائعات واشتر مستندا الى الوقائع" معتبرا ان من غير المرجح ان تكون بكين تنوي فعلا تعزيز القيود في البورصات.

وبالفعل نفت السلطات الصينية الاربعاء ان تكون لديها نية بفرض ضرائب على الارباح المسجلة في البورصة. وكان هذا الامر من الاسباب التي طرحت لتفسير التراجع الكبير في سوق شنغهاي الثلاثاء.

وزادت من التوتر تصريحات ادلى بها الاثنين الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الاميركي آلن غرينسبان الذي تحدث عن خطر حصول انكماش في الولايات المتحدة فضلا عن توترات جيوسياسية في الشرق الاوسط.

هبوط الاسواق العالمية

وفي نيويورك انهى مؤشر داو جونز جلسته الثلاثاء على تراجع نسبته 4.3 في المائة، وهو أكبر تراجع منذ الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة ضد الولايات المتحدة في التاسع من ايلول/سبتمبر.

ووفقا للـ"سي.ان.ان" العربية، فقد طاول التراجع جميع قطاعات المؤشر، الذي خسر أكثر من 400 نقطة تساوي 632 مليار دولارا الثلاثاء، وتركزت التراجعات على أسهم قطاع شركات التكنولوجيا والتصنيع.

وقد زاد الطين بلة، انهيار أنظمة الكمبيوتر بفضل الضغط الشديد للتعاملات، كما فشلت الأنظمة المساندة بدورها في تحمل الضغط مما تسبب بخلل، أعقبه بصورة مباشرة خسارة 200 نقطة من المؤشر.

وفيما رأى عدد من المحللين أن ما عانته الأسواق هو نتيجة طبيعية للانتعاش الذي ساد تداول الأشهر الأربعة عشر الأخيرة، توقع عدد آخر منهم أن تستمر موجة الهبوط للفترة المقبلة، معتبرين أنها حركة تصحيح أسعار مستمرة.

وربط البعض الآخر تلك النتائج بالقلق الذي اعترى الأسواق عقب الهجوم الذي استهدف قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان، إبّان زيارة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني إليها.

في استراليا حيث اقفلت بورصة سيدني على تراجع نسبته 2,96% حث رئيس الوزراء جون هاورد المستثمرين الى المحافظة على الهدوء.

وسجل مؤشر توبكس الياباني الاربعاء أكبر هبوط في يوم واحد منذ ثمانية أشهر وتراجع 3.23 في المئة بعد موجة بيع اجتاحت الاسواق العالمية.

وتراجع سهم شركة نيكو كورديال للوساطة 14.9 في المئة بعد تقرير صحفي رجح شطب الشركة من البورصة بعد فضيحة محاسبية.

ودفعت تلك الخسائر بورصة طوكيو الى تقييد صفقات المراجحة وتعليق مؤقت لتعاملات العقود الاجلة المرتبطة بمؤشر توبكس.

وقال تاتسوتيوكي كاواساكي مدير تعاملات الأسهم في كانياما للوساطة في الاوراق المالية "السؤال الحقيقي هو ما اذا كانت بورصة نيويورك ستتمكن من النهوض الليلة. واذا لم يحدث ذلك فسيبدأ المستثمرون في البحث عن الاسباب وراء كل هذا البيع."

ونزل مؤشر توبكس 3.23 في المئة أو بمقدار 58.59 نقطة ليصل الى 1752.74 نقطة. وهذا أكبر هبوط بالنسبة المئوية يسجله المؤشر في يوم واحد من يونيو حزيران 2006 .

وهبط مؤشر نيكي 2.85 في المئة مسجلا 17604.12 نقطة وهو أيضا أكبر مستوى هبوط في يوم واحد منذ ثمانية أشهر.

تراجع اسعار النفط

وادى تراجع الاسواق الى تراجع كذلك في اسعار النفط. فعند الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش في سوق نيويورك (نيميكس) كان سعر برميل النفط "لايت سويت كرود" تسليم نيسان/ابريل 60,29% دولارا في مقابل 61,46 مساء الثلاثاء.

وقال توني نومان محلل المخاطر في الشركة التجارية اليابانية "ميتسوبيشي كوربوريشن" ان "سوق النفط الخام تتفاعل مع الانهيار في البورصة الذي قد يكون مؤشرا الى انفجار الفقاعة (المضاربة) الصينية. فالطلب الصيني دعم بشكل كبير السوق منذ العام 2004".

كما هبطت اسعار النفط للعقود الاجلة أكثر من دولار في التعاملات الصباحية في اسيا يوم الاربعاء متراجعة عن اعلى مستوياتها في شهرين وسط خسائر قوية في اسواق الاسهم العالمية اثارها هبوط حاد لاسعار الاسهم في الصين.

وانخفض الخام الاميركي الخفيف للعقود تسليم نيسان/ابريل 1.16 دولار أي بنسبة 1.89 في المئة الي 60.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 0127 بتوقيت جرينتش بعد ان تعافى من مستوى أكثر انخفاضا بلغ 59.92 دولار.

وكان الخام الاميركي سجل مكاسب على مدى خمس جلسات متتالية حتى يوم الثلاثاء عندما أغلق مرتفعا 7 سنتات عند 61.46 دولار وهو أعلى مستوى اغلاق في شهرين بسبب مشاكل في مصاف نفطية في الولايات المتحدة وقلق بشأن امدادات الوقود في الصيف وتزايد المخاول بشأن الامدادات من ايران وسط نزاعها النووي مع الغرب.

وهبط خام القياس الاوروبي مزيج برنت 1.09 دولار الي 60.24 دولار للبرميل قبل ان يتعافى في وقت لاحق الي 60.43 دولار.