اندلعت اشتباكات بالرصاص في طرابلس الجمعة بين مسلحين مؤيدين للعقيد الليبي الفار معمر القذافي وقوات المجلس الانتقالي ما خلف ثلاثة قتلى ونحو ثلاثين جريحا بحسب المجلس الوطني الانتقالي.
وأشار عبد الرزاق العرادي نائب رئيس اللجنة الأمنية في طرابلس إلى أن مقاتلا من المجلس الانتقالي واثنين من الموالين للقذافي قتلوا في المواجهات التي وقعت في حي ابو سليم الشعبي في حين جرح نحو ثلاثين شخصا.
وبحسب العرادي فان نحو خمسين مسلحا موالين للقذافي كانوا وراء حوادث ابو سليم. وقال إن 27 منهم اعتقلوا بينهم اربعة "مرتزقة افارقة".
ووعد عبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري في طرابلس من جخته خلال مؤتمر صحافي في طرابلس بالحزم في مقاتلة الموالين للقذافي و"الخلايا النائمة" للنظام السابق.
واعلن بلحاج أن قوات المجلس الوطني الانتقالي ستقوم "بتمشيط المناطق المشتبه بها اعتبارا من غدا (السبت)".
واشار إلى أن قوات المجلس الانتقالي ستطالب بسحب الاسلحة من السكان المدنيين، لافتا إلى أن التغذية بالكهرباء ستقطع السبت عن بني وليد كما ستقطع المياه عن طرابلس.
وقال مراسل لفرانس برس إن قوات موالية للقذافي اشتبكت مع مقاتلين موالين للمجلس في حي بوسليم الذي يبعد نحو عشرة كيلومترات إلى الجنوب من وسط العاصمة ويعرف انه يضم مؤيدين للقذافي.
واشتبك موالون للقذافي مع العشرات من مقاتلي المجلس الانتقالي، الذين اطلقوا النار على مواقعهم من عربات.
ومع وصول الصحافيين إلى المكان هتف أحد الشباب المؤيدين للقذافي: "الله، معمر، ليبيا وبس!".
وقال الناطق باسم المجلس الانتقالي عبد الرحمن بوسين لفرانس برس "بعد تظاهرة للموالين للقذافي في حي بوسليم جرت اشتباكات مع قوات معارضة للقذافي".
ولكن خالد شريف، نائب المسؤول العسكري عن طرابلس في المجلس الوطني الانتقالي، اصر على أن الاشتباكات "محدودة". وقال لفرانس برس "تمت السيطرة على الوضع وإلقاء القبض على عدد منهم ونقوم بمطاردة الباقين".
وقال شريف إن اشتباكات محدودة دارت في حيي بوسليم والهضبة الخضراء اللذين يعتبران مواليين للقذافي.
وقد اغلقت عدة طرق في العاصمة في اعقاب اعمال العنف.
واكد السكان ان احتجاج بوسليم بدأ بعد صلاة الجمعة وجاء بعد دعوة إلى الانتفاض انطلقت في وقت سابق من الاسبوع من احد المذيعين الموالين للقذافي في تلفزيون الرأي الذي يبث من سوريا.
وقال مقاتل شاب من المجلس في بوسليم يدعى مفتاح "كنا نعرف أن المؤيدين للقذافي سيخرجون اليوم، وكنا مستعدين".
ويعرف حي بوسليم بالسجن الموجود فيه، وكان اخر منطقة في العاصمة تشهد مقاومة بعد اقتحام قوات المجلس المقر الواسع والمحصن للزعيم الهارب بباب العزيزية في 23 اب/اغسطس.
وهذه هي المرة الاولى التي تسجل فيها اشتباكات في المدينة منذ سيطرت عليها قوات المجلس الانتقالي.