تسعة قتلى في سوريا واغتيال معارض كردي في القامشلي

تاريخ النشر: 07 أكتوبر 2011 - 03:21 GMT
لقطة عن فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب يشير الى تظاهرة ضد النظام السوري في حماة
لقطة عن فيديو بثه ناشطون على موقع يوتيوب يشير الى تظاهرة ضد النظام السوري في حماة

 

سقط ثمانية مدنيين بالرصاص كما قال ناشطون لدى نزول الاف المتظاهرين الجمعة الى الشوارع لدعم المجلس الوطني المعارض لنظام الرئيس بشار الاسد، اما التاسع فقتل في كمين، في حين اعلن ناشطون اغتيال المعارض الكردي مشعل تمو في القامشلي على يد مجهولين.
فقد قتل ثلاثة مدنيين منهم اثنان برصاص قناصة في مدينة دوما وآخر في مدينة الزبداني القريبتين من دمشق، كما قال المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل اربعة آخرون منهم مسنان برصاص قوات الامن في حمص (وسط) حيث اصيب 25 شخصا على الاقل، كما قال المصدر نفسه.
وسارت تظاهرات تدعو الى سقوط النظام "في معظم احياء حمص"، احد مراكز الاحتجاج على النظام، حيث يسمع اطلاق نار غزير واصوات انفجارات منذ ظهر الجمعة، كما ذكر الناشطون.
وفي دير الزور (شرق)، ترددت اصداء الرصاص في بضعة شوارع تدفق اليها مئات المتظاهرين بعد صلاة الجمعة.
من جهة اخرى، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تظاهرة كبيرة في معرة النعمان بمنطقة إدلب قرب الحدود التركية، فأصيب خمسة اشخاص بجروح.
وتحدث مرصد حقوق الانسان عن "انتشار كثيف لقوات الامن ووصول تعزيزات" هاجمت مسجدا لجأ اليه المتظاهرون بعد خروجهم منه للمطالبة بسقوط النظام والتعبير عن دعمهم المجلس الوطني السوري، ابرز حركات المعارضة.
وقال المرصد السوري ان مدنيا قتل في قرية خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور، "على اثر كمين نصبه له مع اخرين ضابط اتصل بهم وادعى انه يريد الانشقاق عن الجيش السوري". واضاف المرصد ان الضابط "طلب منهم مساعدته في الهروب من سوريا، وبمجرد وصولهم الى المنطقة المتفق عليها اعتقل اثنان وقتل هو جراء اطلاق الرصاص عليه".
واغتال مسلحون مجهولون في القامشلي شمال شرق سوريا الجمعة المعارض الكردي مشعل تمو، الناطق باسم تيار المستقبل الكردي، كما اعلن ناشطون.
وقالت لجان التنسيق المحلية في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "قام مجهولون باغتيال مشعل تمو الناطق باسم تيار المستقبل الكردي اثناء تواجده في احد المنازل وقد جرح ابنه والناشطة زاهدة رشكيلو".
بدوره اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان اغتيال تمو، موضحا ان مجموعة من اربعة مسلحين ملثمين اقتحمت منزله واغتالته بداخله واصابت ابنه مارسيل وناشطة اخرى.
وكان تمو (53 عاما) اعتقل في آب/اغسطس 2008 وحكم عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف بتهمة "إثارة الفتنة لإثارة الحرب الأهلية"، الا انه افرج عنه في حزيران/يونيو الفائت، وقد رفض بعد خروجه من السجن عرضا بالحوار مع النظام ووقف الى جانب المحتجين ضد بشار الاسد، بحسب بيان اصدره اتحاد تنسيقيات شباب الكرد في سوريا.
وتمو مهندس زراعي متزوج وله ستة أولاد، وقد عمل بين قيادات حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا (محظور) لاكثر من عشرين عاما، وأسس تيار المستقبل الكردي في سوريا و"هو تيار شبابي ليبرالي يرفض اعتباره حزبا سياسيا ويعتبر ان الاكراد جزء لا يتجزأ من تركيبة النسيج السوري"، بحسب المصدر نفسه.
وبحسب اتحاد تنسيقيات شباب الكرد فان تمو شارك في مؤتمر المعارضة السورية الذي عقد في اسطنبول وذلك "عبر رسالة صوتية وجهها للمؤتمرين من داخل سوريا وأكد فيها على وحدة الشعب السوري"، كما انه "كان من المشاركين وبفعالية كبيرة في تأسيس وبلورة المجلس الوطني السوري" الذي شكلته المعارضة السورية الاحد.
وكان الناشطون الذين يطالبون بالديموقراطية دعوا على شبكة فايسبوك للتواصل الاجتماعي السوريين الى التظاهر تحت شعار "المجلس الوطني يمثلني، انا وانت وكل السوريين".
ويضم المجلس الوطني السوري الذي تأسس اواخر آب/اغسطس في اسطنبول، معظم التيارات السياسية المعارضة للنظام، وخصوصا لجان التنسيق المحلية والليبراليين وجماعة الاخوان المسلمين، المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا، واحزابا كردية واشورية. وسيجتمع السبت في القاهرة لانتخاب قيادته.
وفي الوقت نفسه، تعرضت سوريا التي قتل فيها اكثر من 2900 شخص منذ بداية الانتفاضة الشعبية المعادية للنظام في منتصف اذار/مارس، لانتقادات في جنيف امام مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في اطار المناقشة الدورية الشاملة لموضوع حقوق الانسان.
فقد طلب عدد من البلدان الغربية والبرازيل من دمشق السماح للجنة التحقيق المستقلة التي كلفتها الامم المتحدة في آب/اغسطس التحقيق في انتهاكات حقوق الانسان، بدخول سوريا.
من جهته، اعتبر الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الجمعة، للمرة الاولى ان على النظام السوري "الرحيل" اذا لم يتوصل الى تطبيق "الاصلاحات الضرورية" في هذا البلد.
وجاء تصريح مدفيديف بعد ثلاثة ايام على استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) على قرار يدين حملة القمع التي تشنها سوريا على المتظاهرين.
وقال مدفيديف في تصريحات متلفزة ان "روسيا تريد مثلها مثل الدول الاخرى ان تنهي سوريا سفك الدماء، وتطالب القيادة السورية بتطبيق الاصلاحات الضرورية".
وقال "اذا كانت القيادة السورية غير قادرة على تطبيق هذه الاصلاحات، عليها ان ترحل. ولكن هذا امر لا يقرره الحلف الاطلسي او اي دولة اوروبية منفردة، بل يقرره الشعب السوري والقيادة السورية".
واستخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) الثلاثاء لوقف اصدار مجلس الامن الدولي قرارا يدين سوريا، حليفة روسيا منذ العهد السوفياتي، بعد ان قالت ان تلك الخطوة التي تستهدف القيادة السورية يمكن ان تشجع المحتجين على اللجوء الى العنف.
وقتل 187 طفلا على الاقل منذ بدء قمع حركة الاحتجاج في سوريا كما اعلنت الجمعة لجنة الامم المتحدة لحقوق الطفل. واعربت اللجنة التي تختتم الجمعة اعمال دورتها ال58 عن "قلقها الشديد للتقارير المنتظمة والموثوق بها التي تشير الى انتهاكات خطيرة لحقوق الاطفال منذ اندلاع حركة الاحتجاج في اذار/مارس 2011".
واشارت في هذا الاطار الى "اعتقالات تعسفية وقتل اطفال خلال التظاهرات واعمال تعذيب وسؤ معاملة". وفي مؤتمر صحافي اعرب رئيس اللجنة السويسري جان زيرماتن عن الاسف لهذا الوضع.
وقال انه في 22 ايلول/سبتمبر كان لدى اللجنة قائمة ب187 طفلا قتيلا على الاقل. واوضح ان هذه الارقام واردة من مفوضية الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان ومجلس حقوق الانسان وايضا من منظمات غير حكومية.
واضاف ان اعمال العنف كان لها "تاثير مباشر" على الاطفال من خلال عدم احترام الحق في الحياة والاعتقالات وايضا "تاثير غير مباشر" وخاصة بسبب اختفاء او وفاة افراد من اسرهم او ايضا بسبب صعوبة الوصول الى التعليم.
وطلبت اللجنة في نتائجها من السلطات السورية اتخاذ "اجراءات فورية لوقف الاستخدام المفرط والدامي للقوة حيال المدنيين وتفادي تعرض الاطفال لاي اعمال عنف جديدة".