يعد "جبل الرحمة"، الذي يتدفق إليه صباح الوقفة في التاسع من ذي الحجة، حجاج بيت الله الحرام، ليشهدوا الوقفة الكبرى، عند أداء مناسك الحج ، من أشهر جبال مكة المكرمة الدينية والتاريخية، كما أنه قد وقف عليه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وألقى خطبة حجة الوداع في السنة الـ10 للهجرة.
وعلى الرغم من أن الوقوف في جبل الرحمة والذي يسمى كذلك جبل عرفات، ليس من واجبات الحج، إذ يجوز الوقوف في أي مكان داخل مشعر عرفات، إلا أنه يعد أشهر مكان في مشعر عرفات بعد مسجد نمرة.
جبل "الرحمة" الذي يحرص حجاج بيت الله الحرام على الوقوف به والدعاء، هو جبل صغير بالنسبة لما حوله من الجبال، ولا يزيد ارتفاعه عن 30 متراً ، وقد وقف الرسول صلى الله عليه وسلم على الصخرات الكبار المفترشة في طرف الجبل، واستناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم "وقفت هاهنا وعرفه كلها موقف".
أسماء جبل الرحمة
ولكثرة الدعاء في جبل الرحمة سمي بجبل الدعاء، وله أسماء أخرى، حيث سماه العامة باسم "القرين" ربما لذلك الشاخص الذي أُحدث في أعلاه كالقرن، وتعرفه كتب الجغرافيا الإسلامية بجبل إلال، ويسمى أيضاً بـ"النابت"، وربما أطلق هذا الاسم الأخير على الصخرات التي وقف عليها الرسول.

حجة الوداع
وفي حديث حجة الوداع، أنه صلى الله عليه وسلم بعد أن صلى العصر ركب راحلته القصواء حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته إلى الصخرات، واستقبل القبلة، فلم يزل صلى الله عليه وسلم واقفاً بالهضبات حتى غاب قرص الشمس، وهو يقول: "وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف" ونزل عليه قوله تعالى "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
الموقع
يقع الجبل شرقي منطقة عرفات الواقعة بين مكة والطائف بنحو 22 كيلومترا وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى، و6 كيلومترات من مزدلفة، بين الطريق السابع والثامن.
يبلغ طول جبل الرحمة 300 متر، ويقدر محيطه بـ640 مترا، يعلوه شاخص ارتفاعه 7 أمتار، حوله حائط يبلغ ارتفاعه 57 سنتيمترا، ويبلغ ارتفاع الجبل عن الأرض المحيطة به نحو 65 مترا.
تحيط به عين زبيدة من الجهة الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية، وتجد أسفله مسجد الصخرات.
لتسهيل صعود الحجاج إليه، شقت السلطات السعودية في جبل الرحمة طريقا عبارة عن درج من 90 درجة.
يتميز الجبل بسطحه المستوي والواسع الذي تتواجد في منتصفه دكة مرتفعة طولها قرابة نصف متر.

السكان
خلال أيام السنة، لا ينشط المكان بالسكان إلا يوما واحدا خلال موسم الحج، فليس فيه سكان أو عمران، عدا المنشآت الحكومية وبعض المرافق كالمطاعم والمقاهي.
التاريخ
للجبل أهمية تاريخية ودينية للمسلمين، فقد وقف عليه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وألقى خطبة حجة الوداع في السنة الـ10 للهجرة.
بات جبل الرحمة منارة يستدل بها الحجاج لمعرفة أماكن وقوفهم ومواقع خيامهم، وذلك لكثرة الازدحام فيه، فيحددون أماكنهم لبعضهم بعضا بالنسبة لموقعهم حول الجبل.
شهد هذا الجبل جزءا من نزول القرآن الكريم على رسول (الله صلى الله عليه سلم)، إذ تقول بعض الروايات إنه نزل عليه قول الله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (سورة المائدة: الآية 3).

المعالم
في أعلى الجبل شاخص، ولكنه لا يحمل أي دلالة دينية؛ إنما وضع ليميز الجبل عن غيره من الجبال المجاورة.
توجد حول جبل الرحمة مساحات خضراء مجهزة لمسيرات الحجاج والزائرين، كما أعدت مواقف مخصصة للحافلات التي تنقل الحجاج لتسهيل وتنظيم سير الوقوف على الجبل.