جبهة التحرير تتهم واشنطن باغتيال ابو العباس وتطالب بتحقيق دولي

تاريخ النشر: 10 مارس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

البوابة-بسام العنتري 

حملت جبهة التحرير الفلسطينية الادارة الاميركية المسؤولية عن وفاة زعيمها محمد عباس (ابو العباس) داخل معتقل اميركي في العراق الاثنين، وطالبت بتحقيق دولي لكشف ملابسات ما اعتبرته عملية "اغتيال" تعرض لها على يد محققي جهازي الاستخبارات الاميركي "سي أي ايه" والموساد الاسرائيلي. 

وقال نائب الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، عمر شبلي "نحن نحمل الادارة الاميركية المسؤولية الكاملة" عن وفاة ابو العباس (65 عاما) والذي اعتقلته القوات الاميركية في بغداد في نيسان/ابريل الماضي. 

واكد شبلي في اتصال هاتفي مع "البوابة" ان "استشهاده (ابو العباس) ياتي كنتيجة لاسس اعتقاله". 

وقال ان "التحقيق الذي جرى معه، وعزله عزلا كاملا عن العالم، وتشكيل لجنة من الموساد والسي أي ايه للتحقيق معه، كل هذا كنا نعرف ان نتائجه ستكون الاستشهاد". 

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بريان ويتمان اعلن الثلاثاء، ان وفاة عباس "على ما يبدو كانت لاسباب طبيعية"، فيما نقلت وكالة الاسوشييتد برس عن مسؤول اميركي قوله أن صحة زعيم جبهة التحرير تدهورت كثيرا في الآونة الأخيرة. 

غير ان شبلي اكد ان وضع ابو العباس الصحي كان "ممتازا" قبيل وفي الايام الاولى لاعتقاله، واتهم سلطات الاحتلال الاميركي في العراق باغتياله. 

وقال "ابو العباس كان وضعه الصحي ممتازا، ومعنوياته عالية"، مشيرا الى انهم علموا بذلك "من خلال رسائل كان يبعثها ويطلب فيها توزيع عنوانه على الجميع". 

واضاف "ابو العباس اغتيل اغتيالا. ومثلما مورست عليه البلطجة والخطف باعتقاله، مورست عليه عملية الاغتيال والقتل البطئ". 

واكد مجددا ان "الادارة الاميركية تتحمل مسؤولية اعتقاله (ابو العباس) وكيفية هذا الاعتقال وظروفه والقهر الذي كان يمارس عليه وقطع الدواء عنه وعدم تقديم الحد الادنى (من الطعام والشراب) له (ووضعه) في غرفة معزولة في غياهب السجن..وكل ما كان يمارس عليه وهو معزول عن العالم". 

واعلن شبلي ان حركته والسلطة الفلسطينية ستسعيان الى تحقيق دولي لكشف ملابسات وفاة ابو العباس. 

وقال "نحن نطالب والسلطة سوف تطالب مستقبلا بلجنة تحقيق للكشف عن ملابسات استشهاده..لجنة محايدة اطباء وخبراء في القانون الدولي وفي حقوق الانسان لكشف هذه الملابسات لان عندنا الدليل انه قتل قتلا بطيئا ومورست عليه عملية الاغتيال السياسي والارهاب الدولي المنظم". 

 

وكان ابو العباس دبر اختطاف السفينة الايطالية اكيلي لاورو في تشرين الاول/اكتوبر 1985 حيث قتل يهودي اميركي على متنها والقي في البحر.  

وفي عام 1990 اسقطت واشنطن أمرا باعتقاله كما اعلنت اسرائيل عام 1999 انه غير ملاحق بعد ان سمح له بالعودة الى غزة على يد مسؤولين استنتجوا انه لم يعد متورطا في انشطة ضدها. 

وبعد اعتقاله على يد القوات الاميركية بعيد دخولها الى بغداد في نيسان/ابريل الماضي، سعت السلطة الفلسطينية ومصر واطراف عربية اخرى لدى الادارة الاميركية من اجل اطلاق سراحه، لكن تلك المساعي باءت بالفشل. 

وارجع شبلي فشل هذه المساعي الى ما وصفه بانه "تعنت" من قبل الرئيس الاميركي جورج بوش. 

وقال "كنا في صور ادق تفاصيل التحركات السياسية (لاطلاق سراح ابو العباس)، لكن بوش تعنت، كان لا يريد ان يسمع باسم ابو العباس". 

واوضح شبلي انه لا يعني بذلك ان المسالة دخلت في نطاق المواقف الشخصية، وقال "المسالة ليست شخصية، بل لان الاميركيين..ارادو التغطية على فشلهم في العثور على اسلحة الدمار الشامل عبر اعتقاله..اعتقلوه كرهينة لتبرير دخولهم الى العراق تحت حجة محاربة الارهاب وابو العباس ليس ارهابيا". 

الى ذلك، اوضح شبلي ان جثمان ابو العباس سيتم تسليمه الى مندوبين للجبهة في بغداد الاربعاء، مشيرا الى ان قرارا بشان موقع الدفن بعد التشاور مع اسرته في دمشق. 

وقال "هناك مندوبون لنا سيستلمونه خلال الساعات القادمة، وسنقرر بعد التشاور مع الرئيس (ياسر عرفات) واخذ راي اهله ما اذا كنا سننقله (ليدفن) في دمشق او في فلسطين". 

وكان ابو العباس ولد في مخيم اليرموك في دمشق لعائلة فلسطينية هاجرت من حيفا عام 1948، وامضى سني حياته السبعة عشر الاخيرة في بغداد.  

وقد عمل ابو العباس مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بدايات انخراطه في الحياة السياسية، ثم انضم إلى القيادة العامة للجبهة عام 1973 ليصبح المتحدث الرسمي باسمها. وفي 1977 انشق عنها مكونا جبهة التحرير الفلسطينية. 

وكان عضوا باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ تشرين الثاني/نوفمبر عام 1984 إلى أن تركها عام 1991.—(البوابة) 

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن