ذكرت تقارير ان مفوض السياسة الخارجية الاوروبي خافيير سولانا عرض على الرئيس السوري بشار الاسد "حزمة حوافز" تتضمن تحييد اسرته في محاكمة قتلة رفيق الحريري، ومساعدات بقيمة 15 مليار دولار لقاء قبوله نظام المحكمة و"انفصاله" عن ايران وحزب الله.
وكان سولانا التقى الاسد في دمشق الاربعاء، خلال اول زيارة يقوم بها الى هذا البلد منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير 2005 في بيروت في تفجير اشارت لجنة تحقيق دولية الى احتمال تورط مسؤولين امنيين سوريين فيه.
ونفت سوريا أي علاقة لها بهذا الاغتيال وغيره من سلسلة الاغتيالات التي استهدفت لاحقا سياسيين لبنانيين مناهضين لها، كما عبرت عن معارضتها للمحكمة الدولية التي اتفق لبنان والامم المتحدة على تشكيلها من اجل محاكمة المتورطين في هذه الاغتيالات.
وتعتبر سوريا ان نظام المحكمة يجب ان لا يبت الا بعد انتهاء التحقيق الدولي. بالمقابل اكد رئيس لجنة التحقيق الدولية سيرج برامرتس مرارا بانه لن يصدر قراره النهائي (الاتهامي) قبل اقرار نظام المحكمة لتكون هناك جهة صالحة لاستلامه.
وقالت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية ان سولانا عرض على الاسد خلال اجتماعه معه الاربعاء، ان يتم تحييد افراد اسرته في اطار هذه المحكمة في مقابل موافقته التعاون معها.
وبحسب ما تنقله قناة "العربية" عن الصحيفة، فقد ابلغ سولانا الاسد ان "الدوائر الغربية توافقت سرا" على ان يتم تحييد افراد اسرته" في مسعى لطمأنته حيال هذه المحكمة والحصول على تأييده لها.
وفي سياق متصل، اكد زعيم الغالبية النيابية اللبنانية سعد الحريري الاربعاء ان المحكمة لن تسيس.
وقال اثر اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك "المحكمة ليست محكمة سياسية بل هي لمعرفة الحقيقة وحتى نطوي صفحة الجرائم في لبنان". واضاف "لا شيء في نظام المحكمة اصلا يعرض النظام السوري للخطر الا اذا كان احد ما في النظام السوري ارتكب الجريمة".
يذكر ان المعارضة اللبنانية التي يقودها حزب الله الشيعي تتمسك اسوة بدمشق بتعديل نظام المحكمة حتى لا تسيس فيما ترفض الموالاة التي تمثل الاكثرية النيابية افراغ هذا النظام من مضمونه لحماية المتورطين في اغتيال الحريري.
من جهة اخرى، ذكرت صحيفة ايرانية ان سولانا عرض على الاسد مساعدات بقيمة 11 مليار يورو (نحو 14,5 مليار دولار) في مقابل "انفصال" بلاده عن حليفيها الشيعيين حزب الله اللبناني وايران.
وقالت صحيفة "جمهورية اسلامي" في تقرير حمل عنوان "حلوى اوروبا الجديدة لابعاد الاسد عن ايران وحزب الله" ان سولانا قدم الى الرئيس السوري خلال لقائه معه عرضا يتضمن منح بلاده مساعدات بقيمة 11 مليار يورو من اجل الانفصال عن ايران وحزب الله".
وباتت العلاقة القوية التي تربط سوريا مع ايران وحزب الله مصدر قلق كبير للقوى الغربية، خاصة بعد الحرب التي شنتها اسرائيل الصيف الماضي على حزب الله الذي لا تخفي دمشق وطهران دعمهما له ماليا وعسكريا.
واصدر مجلس الامن الدولي في اب/اغسطس 2006 قرارا حمل الرقم 1701 كان من شأنه وضع حد للعمليات العسكرية بين حزب الله واسرائيل.
وقال سولانا في مؤتمر صحافي عقده في مطار دمشق قبيل مغادرته العاصمة السورية "اخبرت الرئيس الاسد خلال اجتماع ساده مناخ ايجابي باننا نرغب بان تبذل سوريا جهودا كبيرة لتطبيق القرار 1701".
واضاف في المؤتمر الذي شارك فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم " هذا امر ضروري لتحقيق السلام والاستقرار في لبنان" معربا عن امله "ان يتم تطبيق القرار بشكل تام".
يذكر بان القرار نص على انتشار قوات دولية معززة الى جانب الجيش اللبناني الذي وصل الى المنطقة الحدودية مع اسرائيل للمرة الاولى منذ عقود. كما نص على نزع سلاح الميليشيات بدون ان يسمي حزب الله.
واوضح سولانا انه قال للرئيس الاسد " هناك فرصة لتكون سوريا جزء من المبادرات (في المنطقة). ومن الضروري ان تتخذ القرارات الجيدة وان نشارك معا في عملية السلام لتامين الاستقرار في كل المنطقة".
واكد المبعوث الاوروبي انه قال للرئيس السوري "يجب ترجمة العبارات بافعال". كما اكد دعم الاتحاد الاوروبى لحق سوريا فى "استعادة اراضيها" التي احتلتها اسرائيل عام 1967.
ووصل سولانا الى دمشق مساء الثلاثاء في اطار جولة شملت بيروت ثم الرياض.