جعجع يحذر من حرب اهلية والمعارضة تشيع قتلاها بمواجهات بيروت

تاريخ النشر: 26 يناير 2007 - 10:06 GMT

جدد زعيم حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع اتهام المعارضة التي شيعت قتلاها في المواجهات الدامية في بيروت الخميس، بمحاولة اسقاط النظام بالقوة، منبها الى ان استمرارها في هذا النهج سيقود البلاد الى حرب اهلية.

وقال جعجع، وهو احد اقطاب الغالبية المؤيدة للحكومة، في مؤتمر صحافي في منزله في بزمار (كسروان) ان "بعض الاحزاب والقوى تحاول اسقاط الحكومة والنظام بالقوة والخطوات التي قامت بها اخيرا غير ديموقراطية".

واضاف "انا اكيد ان السيد حسن نصرالله (الامين العام لحزب الله) لا نية لديه لاشعال حرب اهلية، لكن تصرفاته وتصرفات حلفائه ستؤدي بالوضع الى حرب اهلية"، داعيا نصرالله الى "وقف هذا التحرك والعودة الى الاساليب الديموقراطية".

واضاف جعجع "لا نستطيع ان نكون تحت التهديد وكلام السيد حسن (نصرالله) في الاسبوع الاخير مرفوض ولا نقبله (...) ما حصل الثلاثاء بداية محاولة انقلاب لكنها لم تنجح، ولا انقلاب ممكنا في لبنان".

من جهة اخرى، اتهم جعجع النائب المسيحي المعارض ميشال عون ب"تحريف الوقائع وتشويهها"، نافيا ان يكون مناصرو القوات اللبنانية استخدموا السلاح ضد مؤيدي عون يوم اضراب المعارضة.

وقال "لم نتحول مجموعات مسلحة بدليل ان قتيلا سقط لنا اضافة الى 26 جريحا".

وكان عون اتهم الاربعاء الفائت "مجموعات مسلحة متنقلة معروفة بانتمائها الى (حزب) القوات اللبنانية باطلاق النار في مناطق عدة على عناصر التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه.

تشييع قتلى

وجاءت تصريحات جعجع فيما شارك الالاف من مؤيدي المعارضة في تشييع ضحايا المواجهات الدامية التي شهدتها بيروت الخميس.

وتجمع الحشد حول مسجد الامام الاوزاعي في جنوب بيروت لتشييع الشاب عدنان ابراهيم شمص الذي ينتمي الى حركة امل.

وتم اطلاق عيارات نارية في الهواء تعبيرا عن الحزن والغضب فيما حمل البعض صور الضحية.

وفي الوقت نفسه، شارك بضعة الاف في تشييع الضحية خليل شومان في سهل البقاع في شرق البلاد.

واقام حزب الله مراسم التشييع في بلدة سرعين الفوقا.

والقى عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك خطبة دعا فيها الى الوحدة بين كل الفئات اللبنانية مؤكدا ان "المشكلة ليست طائفية بل سياسية".

كذلك شيع حزب الله قتيلا ثانيا هو حسن مرتضى في بلدة تمنين التحتا البقاعية.

حظر التجول

هذا، وقد سيطر الهدوء على شوارع بيروت الجمعة، واعلن الجيش ان حظر التجول الذي فرضه مساء الخميس ورفع صباح الجمعة لن يفرض مجددا في حال استمر الوضع هادئا.

وقال مصدر في الجيش "نعتبر ان كل شيء تحت السيطرة حتى الان ولن يعلن حظر تجول اخر هذا المساء اذا لم تحصل اي تطورات". واضاف "في حال وقعت حوادث طارئة فسنعلن اجراءات جديدة".

وسجل انتشار كثيف للجيش في محيط جامعة بيروت العربية التي انطلقت منها الصدامات واتسعت في اتجاه احياء مسلمة عدة في بيروت وسير عناصر الجيش دوريات واقاموا حواجز مدققين في هويات العابرين.

واعادت المتاجر في المنطقة فتح ابوابها وسجلت حركة شبه طبيعية لكنها لم تشهد الزحمة المعتادة بسبب اقفال الجامعات والمدارس بناء على قرار اعلنه وزير التربية خالد قباني مساء الخميس.

وفي حي زقاق البلاط الذي شهد اعمال عنف الخميس لا تزال مستوعبات القمامة المحروقة تشهد على مواجهات البارحة في حين انتشرت ناقلات جند للجيش على مفترقات الطرق.

كما سيطر الهدوء على وسط المدينة حيث يتواصل اعتصام للمعارضة منذ الاول من كانون الاول/ديسمبر الماضي وذلك غداة ظهور مجموعات من الاشخاص المسلحين بالهراوات في هذا الحي التجاري الرئيسي في قلب العاصمة.

تحذير من الفتنة

من جهتها حذرت الصحف اللبنانية من "فتنة" قد تؤدي الى حرب اهلية غداة المواجهات الدامية داعية كل الافرقاء الى بذل جهود حثيثة لتفادي الاسوأ.

وعنونت صحيفة النهار القريبة من الحكومة "شغب مذهبي اشعل حرب شوارع وازقة في بيروت" وقالت "قد يكون التطور الايجابي الوحيد الذي سجل امس فتح باب الاتصالات المباشرة للمرة الاولى بين مسؤولين وزعماء تحت وطأة الضرورة العاجلة".

من جهتها ادرجت صحيفة الاخبار المعارضة ما حصل في خانة "رد الموالاة على اضراب المعارضة بالرصاص" متهمة "مسلحين من تيار المستقبل (بزعامة النائب سعد الحريري) والحزب التقدمي الاشتراكي (برئاسة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط) بالانتشار في شوارع العاصمة واطلاق النار على معارضين لهم واحراق سيارات".

وكان الجيش اللبناني اعلن حظر التجول من مساء الخميس حتى صباح الجمعة فيما تكثفت الدعوات من جانب قادة المعارضة والغالبية النيابية الى الانسحاب من الشوارع وضبط النفس.

ودعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله مناصريه مساء الخميس الى ترك الساحة للجيش والقوى الامنية.

كذلك دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة من باريس اللبنانيين "الذين خرجوا للتعبير عن رأيهم" الى "العودة الى صوت العقل والمحبة والابتعاد عن التوتر والتأزيم".

وقال رئيس البرلمان نبيه بري ان "لبنان تحول شوارع وهذا البلد حرام ان نضيعه هكذا وآن لنا ان نتعلم من دروس الماضي".

ودعا النائب سعد الحريري "اهل بيروت" الى "الهدوء وضبط النفس وتفويت الفرصة على من يريدون تخريب النتائج الايجابية لمؤتمر +باريس 3+".

وكانت المواجهات بين مناصري المعارضة والحكومة اندلعت في احياء عدة من بيروت اثر صدامات بين طلاب من الجانبين في جامعة بيروت العربية.

وتأتي موجة العنف هذه والتي اتخذت طابعا مذهبيا بين سنة موالين للحكومة وشيعة معارضين لها بعد يومين على اضراب عام دعت اليه المعارضة وشهد اعمال عنف اسفرت عن ثلاثة قتلى و133 جريحا.

وتزامنت هذه الاحداث مع انعقاد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان في باريس وعد بمنح لبنان هبات وقروض ميسرة بقيمة 7,6 مليارات دولار.