فقد حث الزعيم المسيحي سمير جعجع المؤيد للحكومة يوم الاحد القوى الامنية اللبنانية على منع اي محاولات للمعارضة لشل البلاد هذا الاسبوع عبر اقفال الطرقات الرئيسية والمؤسسات.
ودعت المعارضة والتي تضم حزب الله وحركة أمل الشيعيين والزعيم المسيحي ميشال عون إلى اضراب عام في كل انحاء البلاد يوم الثلاثاء قبل يومين من انعقاد مؤتمر للدول المانحة لمساعدة الاقتصاد اللبناني في باريس.
وقال جعجع الزعيم في تحالف القوى المناهضة لسوريا في مقابلة هاتفية مع رويترز "تبين لنا ان الذي يحضر له هو قطع طرقات اكثر ما يحضر الى اضراب عام." واضاف انه ستبدأ "الخطة منذ صباح الثلاثاء .. سيجدون طريقة للنزول على الطرقات الرئيسية على المفارق الرئيسية على المستديرات الرئيسية في البلد ومن هناك بانتظار ان تكون اتت قوى الامن لازالتهم .. سيمنعون الناس من اكمال طريقهم الى اعمالهم وبالتالي يكونوا قد وصلوا الى اضراب عام ولكن بالقوة وبالفرض." وتقول مصادر في المعارضة التي تطالب بصوت مؤثر في الحكومة واجراء انتخابات برلمانية مبكرة ان التصعيد ضد الحكومة سيبدأ يوم الثلاثاء ولم تستبعد تنظيم تظاهرات ضخمة. وطالب زعماء من تحالف الاغلبية الناس بالذهاب الى اعمالهم كالمعتاد يوم الثلاثاء لكن جعجع قال انهم لن يطلبوا من انصارهم مواجهة المتظاهرين في الشوراع. وقال جعجع "نحن نطالب الجيش اللبناني والقوى الامنية الاخرى ان يؤمنوا التواجد الكافي على المفارق الرئيسية والطرقات الرئيسية منذ ليلة الاثنين لكي لا يستطيع احد ان يقفل الطرقات." واضاف "المواطن الذي يحب يوم الثلاثاء ان يكمل عمله يجب ان يكون له حق ونحفظ له هذا الحق. لهذا الدولة عليها مسؤولية تأمين الطرقات والمفارق." وقال الجيش اللبناني في السابق والذي بقي محايدا في الازمة السياسية الحالية انه لن يسمح باقفال المؤسسات والطرق الرئيسية لكن لا يبدو انه سيلجأ لاستخدام القوة ضد المتظاهرين من اي جهة كانت. واوضح جعجع ان حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة "لن تغتال نفسها" عبر الرضوخ لمطالب المعارضة. وقال "مهما كان فان الحكومة ستضع كل ثقلها حتى تظل تستطيع ان تحكم وتسير شؤون المواطنين وان كان ذلك بحدود ليست كبيرة جدا ولكن هذا المتوفر في الوقت الحاضر لان الخيار الآخر عند الحكومة هي ان تغتال نفسها بنفسها وهذا شيء لن تفعله."
وقال "لا افق سياسيا لتحرك المعارضة." مضيفا ان مزيدا من وزراء المعارضة يمكنهم الانضمام الى الحكومة لكن ليس بالعدد الكافي لعرقلة قرارات الحكومة الاساسية. ووجه جعجع نداء الى الوزراء والنواب المناهضين لسوريا لاخذ الاحتياطات اللازمة مكررا خشيته من حصول المزيد من الاغتيالات السياسية في لبنان لتحقيق اهداف المعارضة. وقال ردا على سؤال حول ما اذا كان يخشى وقوع مزيد من الاغتيالات في صفوف الوزراء والنواب "كثير كثير كثير ... انا سأستفيد من هذه المناسبة من جديد لاوجه نداء الى كل النواب والوزراء خصوصا ليأخذوا كل الاحتياطات اللازمة لانهم مستهدفون. مستهدفون بسياق هذه اللعبة ذاتها. هذا الوجه الاخر من الاعتصامات والتظاهرات التي تحصل. اما ان يصلوا الى الهدف عن هذه الطريق او عن تلك الطريق."
وتعهد نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم في حديث تلفزيوني يوم الاحد بان المعارضة لن تتنازل.
وقال قاسم "فعاليات المعارضة ستكون قوية ومؤثرة وكبيرة والاهم من ذلك اننا لن نترك الشارع حتى تحقيق اهدافنا."
ويخيم مؤيدون للمعارضة خارج مكاتب السنيورة في وسط بيروت منذ الاول من ديسمبر كانون الاول للضغط لتحقيق مطالبها بتمثيل افضل في الحكومة التي يقول حزب الله انها دمية بيد واشنطن.
وقتل ستة من السياسيين والصحفيين المناهضين لسوريا في لبنان خلال العامين الماضيين من بينهم رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري. وتلقي القوى المناهضة لسوريا باللائمة على سوريا في الاغتيال لكن دمشق تنفي تورطها. وتجري الامم المتحدة تحقيقا في الهجمات.
واجبرت القوات السورية على مغادرة لبنان في عام 2005 تحت ضغط دولي وتظاهرات شعبية ضخمة اعقبت اغتيال الحريري.
عون يدعو للمشاركة بكثافة
الى ذلك طلب النائب المسيحي ميشال عون احد اركان المعارضة في لبنان الاحد من اللبنانيين المشاركة بكثافة في الاضراب الذي دعت اليه المعارضة الثلاثاء مشيرا الى ان "الفرصة متاحة" لمحاسبة الحكومة.
وقال عون خلال لقاء لكوادره استعدادا للاضراب "اطلب من جميع اللبنانيين ومن المدارس والجامعات والمحلات التجارية الاقفال".
واضاف "اليوم الفرصة متاحة لمحاسبة الطقم (الفريق) الذي اشترك في حكم لبنان ثلاثين عاما". وتابع "الحريرية (نسبة الى تيار الحريري) حبل مشنقة... اقطعوه قبل ان يمرجحكم". وكان عون يشير الى رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي ترأس حكومات عدة في لبنان قبل اغتياله في شباط/فبراير 2005. ويرى عون الذي يرئس التيار الوطني الحر ان الحكومة الحالية برئاسة فؤاد السنيورة الذي ينتمي الى تيار المستقبل برئاسة سعد الحريري نجل رفيق الحريري تتمة للسياسات السابقة لا سيما على الصعيد الاقتصادي. وقال في كلمته اليوم ان السياسة التي اعتمدت خلال السنوات الماضية "ابعدت كل من عنده صفاء ونزاهة عن الحكم". ويحمل عون الحكومات المتعاقبة خلال السنوات الاخيرة مسؤولية تراكم الدين العام الذي تجاوز اربعين مليار دولار. وتولى السنيورة لفترة طويلة في هذه الحكومات حقيبة وزارة المال.
وكثف اركان المعارضة اجتماعاتهم من اجل التحضير للاضراب الثلاثاء. وقال النائب السابق المسيحي سليمان فرنجية الذي ينتمي الى المعارضة ايضا خلال لقاء لكوادر حزبه المردة في بنشعي في الشمال ان تحرك الثلاثاء سيكون مقدمة لتحركات اخرى الى "ان يسقطوا" على حد تعبيره في اشارة الى الحكومة الحالية. وقال فرنجية "ابتداء من الثلاثاء سيرون امورا لم يروها من قبل". ودعا انصاره الى المشاركة بكثافة في الاضراب. واعلن الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة ان التحرك الجديد للمعارضة سيكون "كبيرا جدا ومهما جدا ومؤثرا جدا".
الحريري
ومن جهة مقابلة حث النائب اللبناني سعد الحريري احد زعماء الاكثرية النيابية اللبنانيين على عدم التجاوب مع دعوة المعارضة الى الاضراب العام.
وقال الحريري في بيان "ان فتح المدارس والمعامل والاسواق التجارية ومواصلة الفلاحين والعمال الزراعيين البحث عن لقمة عيشهم في اماكن عملهم العادية هي مسؤولية وطنية بامتياز في هذه الظروف الاستثنائية لوطننا لبنان".
واضاف "ان كل عمل منتج هو رد فعلي يساهم في تحصين لبنان وحكومته الشرعية".
وتابع الحريري "ان منظمي اضراب الثلاثاء يعلمون علم اليقين ان غالبية اللبنانيين لا توافق على اهدافهم ولا على اساليب الشلل والتعطيل التي يعتمدونها ولذلك فهم سيلجأون الى كل ما من شأنه منع المواطنين من ممارسة حريتهم ومزاولة أعمالهم بما في ذلك محاولة اقفال المنافذ والطرقات".
وقال "نحن جميعا علينا ان نقول لهم ان يوم الثلاثاء يجب ان يكون يوما عاديا بالعمل والانتاج والدراسة".
واشار البيان الى ان الداعين الى الاضراب "يريدون تعطيل باريس-3 من بيروت وبيروت لن تقفل ابوابها في وجه الحياة".
ودعا الحريري في الوقت نفسه "المواطنين في كل المناطق اللبنانية الى التزام اقصى درجات الهدوء واليقظة في مواجهة حملات التصعيد والتهويل المتوالية التي سيكون يوم الثلاثاء المقبل حلقة جديدة من حلقاتها".
وطالبهم "بوجوب اعتماد الوسائل السلمية والقانونية لمواصلة الحياة الطبيعية يوم الثلاثاء".
الهيئات الاخرى
من جهة اخرى رأت الهيئات الاقتصادية في الدعوة الى الاضراب الثلاثاء "اي قبل يومين من انعقاد مؤتمر باريس-3 ضربة موجهة الى المؤتمر في وقت توافق الجميع واكدوا حرصهم على ضرورة انعقاده رغم خلافهم على برنامجه الاصلاحي".
واضاف بيان صادر عن هذه الهيئات "ان اي محاولة لافشال هذا المؤتمر الذي تعود نتائجه على الجميع وليس على فئة دون اخرى هي بمثابة ضربة قاصمة للاقتصاد اللبناني كله وللثقة الدولية والعربية بلبنان وان انعقاد المؤتمر يجب ان يتم في ظروف طبيعية بعيدة عن التشنج والتحدي". اعتبرت الهيئات الاقتصادية بالتالي يوم الثلاثاء "يوم عمل عادي". ودعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني "جميع المؤسسات الدينية في لبنان الى فتح ابوابها للعمل وممارسة اعمالها اليومية كالمعتاد الثلاثاء رأفة بالوطن والمواطن" حسبما جاء في بيان صادر عن دار الفتوى.
كما دعت شخصيات عديدة في قوى 14 آذار المؤيدة للحكومة المواطنين الى التوجه الى اعمالهم كالمعتاد الثلاثاء.