جنرال أمريكي لأوباما: السعودية صمام أمان في وجه إيران

تاريخ النشر: 20 أبريل 2016 - 07:54 GMT
‫الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان
‫الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان

دعا اﻟﺠﻨﺮال ﺗﺸﺎرﻟﺰ واﻟـﺪ، القائد الأسبق للقيادة الأمريكية في أوروبا، ‫الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى طمأنة زعماء دول الخليج العربي، وذلك أثناء زيارته الحالية للسعودية.

دعوة الجنرال الأمريكي للرئيس أوباما، جاءت عبر مقال نشره موقع “ديفينس ون”، رأى فيه أنه يجب على الرئيس أوباما أن يطمئن الدول الخليجية التي تعتبر الحليف التقليدي للولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى ضرورة التأكيد على أن أمريكا مستمرة بالوقوف إلى جانب حلفائها في ظل تزايد الاضطراب الذي يشهده الشرق الأوسط.

وبحسب الجنرال والد، تأتي زيارة الرئيس أوباما للعاصمة السعودية الرياض، وسط تعقيد شديد للتحديات الطارئة في المنطقة، التي تتطلب تدخلا عاجلا من قبل الإدارة الأمريكية.

وفي معرض ذكره للتحديات أمام الرئيس الأمريكي، بين والد أنها تتنوع ما بين الحروب الطائفية، والاعتداءات العرقية، وتصفية الحسابات الإقليمية، إضافة إلى التدخلات في شؤون الغير من قبل بعض الدول القوية في المنطقة، ولم ينس ويلد الإشارة إلى التحدي الأكبر وهو الإرهاب.

وأردف الجنرال الأمريكي في توضيح صورة التحديات، عبر استدلاله بأمثلة عليها، فبدأ بما يحدث للشعب السوري من ذبح على يد رئيس النظام بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا، ومن ثم عرج إلى سيطرة داعش على أراض واسعة من العراق وسوريا، ولفت أيضا إلى أحداث اليمن ودور الحوثيين فيها.

وواصل والد في رسم خارطة التحديات، بالإشارة إلى الشلل السياسي وعدم الاستقرار الذي يتصدر  المشهد في لبنان، كما نوه إلى استمرار  الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وتابع والد في تعداد التحديات امام أوباما، بقوله “إنه في خضم هذه النزاعات والانقسامات، تأتي الاتفاقية النووية الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية،  لتزيد من الاضطراب في المنطقة، حيث نتج الاتفاقية رفع للعقوبات بحق إيران، ومنحها 100 مليار دولار إضافية تنفقها طهران حاليا على تطوير قدراتها العسكرية وقدرات وكلائها في حروب المنطقة وفي اهدافها التوسعية وإثارة القلاقل”.

وخلص القائد الأسبق للقيادة الأمريكية في أوروبا إلى أنه “مع هذا المزيج المعقد والسام، الذي يهدد بإشعال المنطقة برمتها ونشرالارهاب في العالم، ناهيك عن زعزعة سوق الطاقة العالمي، فإن كافة هذه الأزمات تتطلب من أمريكا المزيد من الانخراط فيه لا التقليل منه، فمصالحها في المنطقة تتضمن حفظ السلام”.

وأضاف: ” الرد على ذلك  كله لا يتطلب تدخلا مستمرا من قبل القوات البرية الأمريكية. ولكن ولتعزيز فرص بقاء تلك المصالح يجب على الولايات المتحدة أن تقوي علاقاتها مع المملكة العربية السعودية التي تعد صمام أمان لاستقرار المنطقة و حجز زاوية في حفظ التوازن ضد ايران”.

واعتبر الجنرال الأمريكي أن “الاحتفاظ بالشراكة مع السعودية يعد أمرا ضروريا و ليس عاطفيا. فمع تصاعد قوة داعش و ايران يعد دور المملكة الاستراتيجي في المنطقة جوهريا أكثر من أي وقت مضى”.

وتابع: “على الولايات المتحدة أن تدرك أن السعودية تعاني من تهديدات أمنية متزايدة  على الصعيدين الاقليمي و الدولي. فالانهيارات التي شهدتها حكومات بعض الدول في الشرق الاوسط خلال الربيع العربي و نوايا داعش في الاطاحة بالعائلة المالكة في السعودية  وتأجيج ايران للحروب المذهبية في سوريا و دول الخليج و العراق و الاردن و البحرين حتى داخل السعودية نفسها و بالاضافة إلى الهبوط الحاد في اسعار النفط , تشكل تهديدات جسام لأمن و استقرار السعودية”.

وقال :”غياب الدعم و التطمينات الامريكية سيدفع بالسعودية للبحث عن حلفاء جدد،  حيث تنتشر الأقاويل عن سعي السعوديين لامتلاك برنامجهم النووي الخاص بهم، بالإضافة إلى السعي نحو إقامة علاقات مع روسيا لغايات تقديم الدعم الدبلوماسي و العسكري. يمكن لمثل هذه التحركات أن تزيد من الفوضى في الشرق الاوسط و تهدد ببقاء التحالف السعودي – الأمريكي الذي يعد اساسا للأمن الاقليمي و الدولي”. 

وأضاف “فبدلا من أن توتّر الولايات المتحدة علاقاتها مع السعودية , عليها أن تعزز منها على كافة الصعد, الامنية و الدبلوماسية و الاقتصادية و عليها أن تدفع قدما باتجاه الاصلاح في المملكة”.