جيش احتياط لحزب الله

تاريخ النشر: 13 أغسطس 2018 - 07:00 GMT
حزب الله وبالاستناد الى عوامل كثيرة، لا يطرح حالياً فكرة الانسحاب من سوريا
حزب الله وبالاستناد الى عوامل كثيرة، لا يطرح حالياً فكرة الانسحاب من سوريا

مقابل التحول في سورية فان الحديث يتجدد اليوم عن وضعية حزب الله العسكرية المقبلة في سوريا بعد الحرب ووفق اي شكل ستكون. هل الحزب سيخرج من سوريا كلياً أم جزئياً؟ هل حزب الله باقٍ مدة من الزمن بقوته المعروفة التي استخدمها في القتال، ام انه سيقوم بتخفيضها الى مستوى معين؟ والسؤال الذي يطرح على أكثر من محور "متى يعود حزب الله من سوريا؟".

الثابت وفق ما يتردد، ان الحزب لا زال يعتبر ان المهمة التي ذهبت من اجلها الى سوريا، وان جرى تحقيق 90% منها، الى انه لا زال هناك ضرورة لوجوده في الميدان، سيما وان هذا الميدان لم يصل بعد الى مستوى الشفاء الكلي من الاورام الخبيثة التي ضربته. معنى ذلك ان هناك ضرورة لبقاء الحزب مناطق معينة حسب موقع ""ليبانون ديبايت""

نتيجة بحث الصور عن مؤيدات حزب الله اللبناني

في تفكير حزب الله الاستراتيجي يعتبر ان سوريا ملزمة ان تكون واحة أمن ورئة رئيسية تتنفس من خلالها المقاومة، فاذا ما تعرضت سوريا لهزّة يعني ان بيئة المقاومة أقله في لبنان معرضة لامتصاص الترددات. معنى ذلك ان اولوية الامن في سوريا تندرج تحت خانة حماية المقاومة.

ومن الجدير الذكر، ان حزب الله وبالاستناد الى عوامل كثيرة، لا يطرح حالياً فكرة الانسحاب من سوريا بل ينكب على اجراء دراسة حول الشكل الذي سيكون عليه وجوده هناك في المستقبل. يقودنا هذا الحديث للاستدلال الى افكار قائمة على وجود قواعد ثابتة يخطط الحزب لان تبقى بشكل دائم داخل سوريا. من هنا تخرج أسباب الصراع الذي يدور مع بعض الدول المعنية بالملف السوري الى العلن والذي يتموضع ضمن خانة السعي لـ "ابعاد حزب الله" عن مناطق محددة.

صورة ذات صلة

وللتأكد من هذا الحديث، تؤخذ منطقة القصير والقلمون وارياف حمص المتاخمة لمنطقة الهرمل كنماذج يصلح اعتمادها لتبرير وجهة النظر هذه. هناك، يقيم حزب الله قواعد عسكرية ثابتة. ما يدلل الى تفكير الحزب الاستراتيجي في البقاء، هي نوعية القواعد التي جرى انشاؤها، والتي بنيت على اساس انها قواعد دائمة وليست مؤقتة.

اضافة اخرى، ان حزب الله الذي اختبر استخدام الجرود السورية من تلال واودية وسهول ضده، لن يعيد كرّة اخلائها وجعلها دون حماية مجدداً، بل بات لزاماً عليه بالحد الادنى في المدى المنظور، المحافظة على وجود عسكري محدود يفيده في عامل الامن والحماية.

وفي عملية استخلاص العبر، يتبين ان حزب الله سيحتفظ بدور ضمن اطار ما انسجاماً مع حسابات استراتيجية، بمعنى أن حزب الله لن يترك ما حققه هناك لغيره، ولن يبقي الحدود اللبنانية السورية متروكة، ولن يترك ظهره وعمقه الاستراتيجيين بدون تأمين أو عين موضوعة فيها.

نتيجة بحث الصور عن مؤيدات حزب الله اللبناني

وانطلاقاً من نفس المبدأ، نستخلص ان حزب الله حالياً منكب على تأسيس نواة عسكرية خالصة به تتشكل من افراد سوريين. هذه النواة التي دخل الحديث عنها في الجد والعلن، هي قيد الاعداد منذ لحظة دخول الحزب المعترك السوري بالمعنى العسكري، ما يدل على ان فكره الاستراتيجي اعتمد في الاساس على ان الدخول الصعب لن يقابله خروج سهل.

أمر آخر مهم، ان حزب الله لا زال يعتبر ان هناك موجبات عسكرية ضرورية تحتم عليه البقاء وفق قدرات عسكرية في سوريا، وان هناك أهدافاً لم تتحقق بعد ويجب تحقيقها. وتأسيساً يسري حديث حول تحضيرات يقوم بها الحزب الى جانب القوات السورية الشرعية للمشاركة في عملية عسكرية "محددة الاهداف" في نطاق محافظة إدلب.

في المقابل، يلاحظ ان الحزب عمل في الفترة الماضية على الحد من دخوله العمليات العسكرية المباشرة، بحيث بات يتلخص وجوده، في الغالب، على تأمين عوامل دفاعية أكثر منها هجومية. وقد فسر ذلك على انه يأتي من ضمن ترتيب مسرح العمليات السوري من قبل روسيا.

نتيجة بحث الصور عن مؤيدات حزب الله اللبناني

هناك أمر مهم ينسحب على اعادة التموضع هذه، يرتبط بالإطار العددي للعسكر داخل حزب الله. كيف سيصرف وجود العدد الهائل من مقاتليه في سوريا وكيف سيجري توزيعهم؟ هذه النواة خاضعة لعملية دراسة مستفيضة.

ما يكمن قوله في هذا الصدد، ان حزب الله يتجه الى عملية تخفيف عسكري موضعي في سوريا، والاشارة هناك الى العناصر التي اندرج عملها ضمن إطار "المشاريع" وهو إطار عملي تنظيمي داخل حزب الله خاص بالشق الجهادي. هؤلاء الذين جرى استخدام قدراتهم في الحرب لأعوام، يتجه قسم كبير منهم للراحة في الفترة المقبلة.

نتيجة بحث الصور عن مؤيدات حزب الله اللبناني

ومع تبدل الظروف الميدانية تنتفي الحاجة الى هؤلاء العناصر على ان يجري الاستغناء عنهم في مضمار القتال مرحلياً. لكن دورهم لم ينتهِ بعد. القاعدة ان يجري حفظهم تحت خانة "قوات الاحتياط المعقدنة" يجري استخدامها عند الحاجة.

والافادة من هذه العناصر تكمن في مراكمتها للخبرات العسكرية والميدانية والقتالية الكافية التي تصلح للاستخدام عند حصول اي خطر، وهو اطار عسكري تعتمده الجيوش في العادة للإبقاء على خزانها مفعّل ريثما تدعو الحاجة لذلك.مبدئياً، فرّغت الاغارة السعودية في العمق السياسي الداخلي، والتي اتخذت شكل العقوبات، من مضامينها.