البوابة- اياد خليفة
ما ان سمع محمود طعمة نبأ استشهاد ابنه ماهر في الغوطة الشرقية، حتى خر ساجدا شاكرا لله الذي حقق امنيه نجله ومنحه الشهادة التي ارادها وطلبها منذ انضمامه الى صفوف الثورة ضد النظام السوري.
ترك الشهيد ماهر محمود طعمة (مواليد 1988) جامعة العلوم الشرعية وسارع الى مدينته دوما للانضمام الى صفوف المحتجين الداعين للاصلاح والحرية والديمقراطية في سورية، وكان في الصفوف الاولى للمظاهرات والاحتجاجات السلمية التي قابلها نظام الاسد بـ اعتى انواع الاسلحة واصناف العنف، وهو ما دفع الاهالي لتغيير مسار الثورة دفاعا عن انفسهم، فكان الشهيد ماهر طعمة من اوائل الملتحقين بالثورة ومقاومة النظام.
فـ انضم الى جيش الاسلام حيث لفت انتباه قادة هذا الفصيل لما تمتع به من قوة واقدام وشجاعة وتضحية وتصرف مع المقاتلين كقائد حقيقي ومجرب وخبير على الرغم من صغر سنه، فكان اول المهاجمين واخر المنسحبين ولم يلفت انتباهه منصب او مال فالهدف هو تحقيق الحرية وحماية الاهل والشعب
وخلال فترة قصيرة تمكن بفضل مثابرته وتضحيته من تحقيق قفزات نوعية تكللها تضحيته الدائمة واقدامه وقناعته لما يقوم به، الى جانب احاطته بالمحبة والاخلاص من الاصدقاء والمقاتلين والمحيطين وقد وصل الى منصب قائد اركان اللواء الرابع في جيش الاسلام المعارض.
يسجل له مشاركته في غالبية المعارك التي خاضها جيش الاسلام، اولها معركة دوما والغوطة الشرقية، وقد اصيب عدة مرات كان اخطرها في معركة تحرير تل الكردي العام الماضي، وقد دعاه والده للخروج من الغوطة لتلتئم جراحه، لكنه فضل البقاء في مدينته دوما، وفيما بعد ظهر يلبس ملابس الاحرام على جبال الغوطة مكبرا تكبيرات الحج في اشارة رمزية الى قدسية تلك الارض التي يقاتل من اجل تحريرها.
في المعركة الاخيرة (في منطقة الجبال المطلة على الغوطة) كان اللواء الرابع الذي يقوده على جبهة القتال وخلال دقائق امطرت قوات النظام الثوار بـ 1500 صاروخ، والوضع الطبيعي ان يؤمن ماهر الانسحاب لعناصره، وتم ذلك بسلام، وكقائد عليه ان يكون اخر المنسحبين، الا ان صارخا انفجر بالقرب منه في هجوم مباشر اسفر عن اصابته اصابة خطيرة لم تمهله الا ساعات ليلقى وجه ربه
في عمان كان والده الحاج محمود طعمة ينتظر اخبار ابنه المصاب، وعندما سمع نبأ استشهاده حمد الله وسجد شاكرا وتوجه ليهنئ والده الشهيد