تنفس الطالب عثمان أرشد الصعداء حين وصل إلى مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج سيرًا على الأقدام، قادما من بلده باكستان في رحلة مضنية استغرقت نحو 6 أشهر و 13 يوما.
ويصف أرشد البالغ من العمر 26 عاما رحلته الطويلة أنها كانت فرصة للاقتراب من الله بصورة أكبر، فيما اعتبرها البعض ضربا من الجنون وسيرا نحو التهلكة وتعذيب الجسد ومن أجل لفت الانتباه أيضا.
وبين الشاب أرشد المُحب جدا لرياضة المشي بحسب تصريحاته لموقع سكاي نيوز عربية أنه واجهه رفضا من قبل أسره في بداية الأمر، خشية تعرضة للخطر أثناء الرحلة.
ويوضح الحاج الباكستاني أنه عمل مدة 10 أشهر من أجل الإعداد إلى الرحلة من دراسة للدول التي سيقوم بالتنقل عبرها والتعرف على كيفية الحصول على تأشيرة من أجل دخولها بالإضافة إلى تحديد التحديات التي ستواجهه أثناء الطريق.
شاب يمشي من باكستان إلى السعودية من أجل الحج
وانطلق أرشد عند تجهيز كافة الاحتياجات من باكستان متجها إلى إيران ومنها إلى الإمارات ثم دلف إلى المملكة العربية السعودية، قاطعا مسافة تقدر بنحو 5400 كيلومتر في رحلة استغرقت 6 أشهر و13 يوما.
ويصف الشاب الحاج معانته الأكثر عند حلول الليل خلال مروره بمناطق صحراوية غير مأهولة بالسكان، الأمر الذي يدفعه إلى الاحتماء داخل خيمته الصغيرة حتى شروق الشمس، حيث كان يلجأ عند نفاذ طعامه إلى أكل قطع صغيرة من الخبز حتى يتمكن من مواصلة الطريق.
ويضيف أرشد أنه عايش خلال رحلته الكثير من التحديات بداية من التحرك وسط أجواء حارة داخل بلاده ثم التعرض لموجة طقس باردة عند وصوله إلى إيران، وكذلك رياح شديدة وهو ما تسبب في إصابته بالإعياء الشديد أكثر من مرة.
ولم يخفي الشاب القاصد بيت الله مشيا على الأقدام إصابة في قدمه دون يستسلم لحظة، وعندما يشعر بالإحباط كان يفكر فورًا في وجهتي الجميلة وأمنية الوصول إلى الحرم المكي الشريف.
