تعيش الاراضي حالة حداد عامة حزنا على مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين، بينما اعلنت اسرائيل حالة التاهب القصوى تحسبا لعمليات فلسطينية انتقاما لاغتياله على يد قواتها. وقد تواصلت في الاثناء موجة التنديد الدولي بالجريمة التي وصفتها اليابان بالهوجاء كما ادانتها الامم المتحدة غداة بدء مجلس الامن مشاورات بشانها.
وخلت شوارع مدن قطاع غزة الضفة الغربية من المارة كما اغلقت المحال التجارية والمؤسسات الرسمية والمدارس، اليوم الثلاثاء، وذلك في سياق ثلاثة ايام من الحداد العام الذي اعلنته السلطة الفلسطينية حزنا على الشيخ ياسين.
وكان ياسين استشهد في غارة جوية اسرائيلية استهدفته بينما كان خارجا من صلاة الفجر في احد مساجد غزة. واستشهد ثمانية فلسطينيين اخرين في الغارة نفسها والتي اطلقت المروحيات الاسرائيلية خلالها ثلاثة صواريخ باتجاه الشيخ الشهيد.
وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي اليوم الثلاثاء، ان وزير الدفاع شاوول موفاز من قادة الاجهزة الامنية الليلة الماضية تشديد الاجراءات الامنية حول السفارات الاسرائيلية في الخارج وزيادة الحماية على الشخصيات العامة داخل اسرائيل، وذلك تحسبا من هجمات انتقامية في اعقاب استشهاد ياسين.
كما شدد موفاز على ضرورة مواصلة استهداف قادة "الارهابيين"، وفقا للاذاعة.
وجاءت تصريحات موفاز خلال اجتماع عقده الليلة الماضية لتقييم جاهزية قوات الامن في ضوء التصعيد المتوقع في العنف اغتيال الشيخ احمد ياسين الذي استشهد في غارة جوية في غزة فجر الاثنين كانت اسفرت ايضا عن استشهاد ثمانية فلسطينيين اخرين.
واعلن موفاز في وقت سابق ان اسرائيل تعد نفسها لموجة جديدة من الهجمات "الارهابية".
وقد توعدت حركة حماس وحزب الله وكتائب شهداء الاقصى بالثار لاغتيال ياسين. كما نسب موقع اسلامي على الانترنت الى مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة تهديدها بالانتقام للاغتيال.
ووفقا لوسائل الاعلام الاسرائيلية، فمن من المقرر أن تواصل قوات الجيش الإسرائيلي وقوات الشرطة، اليوم الثلاثاء، كما على مدار الأسبوعين القادمين، العمل وفق حالة التأهب القصوى، في كافة أنحاء البلاد، وذلك تحسبًا لوقوع عمليات انتقامية.
وسيكون استنفار قوات الأمن والشرطة ملموسًا اليوم بشكل خاص في مدينة الناصرة، وعدد آخر من القرى والمدن العربية، وذلك إثر قرار لجنة المتابعة العليا لشؤون المواطنين العرب في إسرائيل، بإعلان يوم حداد.
وأصدر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، شلومو أهرونيشكي، تعليماته للشرطة بتعزيز قواتها وخصوصًا في المراكز المليئة بالجمهور، في الأماكن العامة ومحطات حافلات الركاب.
وعليه من المقرر أن ينتشر ألاف أفراد الشرطة في المراكز العامة للمدن وعلى مداخلها.
وتم فرض طوق أمني على المناطق الفلسطينية.
قوة مدرعة تدخل شمال قطاع غزة
والليلة الماضية توغلت قوة اسرائيلية مدرعة في شمال قطاع غزة بعد ان اطلق نشطاء فلسطينيون صواريخ من داخل القطاع على اسرائيل.
وقال المصدر ان عددا صغيرا من المدرعات دخل منطقة تقع على بعد 300 متر من سياج الحدود بين قطاع غزة ومنطقة النقب في جنوب اسرائيل بعد اطلاق ما لا يقل عن اربعة صواريخ من غزة. وجاءت هذه الخطوة بعد ساعات من اغتيال زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين.
وصرحت مصادر أمنية فلسطينية بأنه لم يدخل أي جندي اسرائيلي منطقة يسيطر عليها الفلسطينيون. وقال شهود عيان انهم رأوا دبابات قرب بلدة بيت حانون ولكنها بعيدة عن المناطق السكنية الفلسطينية.
تواصل التنديد الدولي واليابان تدين القتل"الاهوج" لياسين
الى هنا، وقد تواصل التنديد الدولي باغتيال الشيخ ياسين، حيث انضمت اليابان إلى أوروبا في استخدام لهجة قوية في ادانتها ولم تحذو حذو الولايات المتحدة التي امتنعت عن اعلان ادانة صريحة لهذا الاغتيال.
وقال ياسو فوكودا كبير المتحدثين باسم الحكومة اليابانية في مؤتمر صحفي "إنه سلوك أهوج لا يقدر العواقب التي ستنجم عنه ولا يمكن تبريره."
وأضاف "نشعر بقلق بالغ من أن هذا (العمل) ستكون له نتائج خطيرة وسلبية على عملية السلام بالشرق الاوسط وعلى المنطقة."
وقال البيت الابيض الاثنين انه يشعر "بانزعاج بالغ" لاقدام اسرائيل على اغتيال الزعيم الروحي لحركة حماس.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت مكليلان "نحن نشعر بانزعاج بالغ للاعمال التي وقعت هذا الصباح في غزة."
وفي اوتاوا قالت كندا الاثنين ان اغتيال اسرائيل للشيخ ياسين "غير مقبول بالمرة" وليس من شأنه سوى ان يثير مزيدا من العنف.
وقال وزير الخارجية الكندي بيل جراهام في بيان "قتل الشيخ ياسين خارج نطاق القضاء غير مقبول بالمرة ويتنافى مع التزامات اسرائيل الدولية."
واضاف "ونحن ندين هذا الهجوم الذي ليس من شانه سوى ان يؤجج التوتر في المنطقة ويضع عقبة اخرى في سبيل تحقيق تسوية سلمية للصراع."
وادان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان اغتيال اسرائيل لزعيم حركة حماس، وقال انه لن يساعد باي شكل في دعم جهود السلام في الشرق الاوسط.
وقال انان لدى وصوله الى مقر الامم المتحدة في نيويورك "ادين بالتأكيد اغتيال زعيم حماس احمد ياسين ومن ماتوا معه."
واضاف للصحفيين "مثل هذه الاعمال ليست منافية للقانون الدولي فحسب بل ولا تساعد ايضا باي شكل في عملية البحث عن حل سلمي."
ويريد السفراء العرب من مجلس الامن الذي ناقش القضية في مشاورات مغلقة ان يصدر بيانا يدين الهجوم.
وليس واضحا ما الذي قد يفعله المجلس المؤلف من 15 عضوا.—(البوابة)—(مصادر متعددة)