البوابة-بسام العنتري
نفت "حركة الوفاق" صحة تقرير لصحيفة بريطانية تحدث عن تراجعها عن معلومة قدمتها الى البريطانيين حول امتلاك صدام حسين اسلحة دمار شامل يمكن استخدامها خلال 45 دقيقة، واكدت تمسكها بصحة المعلومة التي استندت اليها الحكومة البريطانية لتبرير مشاركتها في الحرب.
وذكرت صحيفة "ذي غارديان" الثلاثاء ان حركة الوفاق التي يترأسها عضو مجلس الحكم الانتقالي اياد علاوي، اعربت عن شكها بصحة المعلومة التي قدمتها، والتي تتسبب حاليا باتهامات للحكومة البريطانية بانها "ضخمت" الخطر العراقي خاصة بعد الفشل في العثور على اسلحة دمار شامل في العراق.
ونقلت الصحيفة عن شخص يدعى نيك ثيروس، وقدمته على انه ممثل رئيس الحركة في واشنطن، قوله ان تلك المعلومات، والتي كان مصدرها ضابط في الجيش العراقي، تبدو الان "من دون اساس".
غير ان مسؤولا كبيرا في الحركة نفى لـ"البوابة" اية علاقة لحركته بهذا الشخص، واكد تمسك الحركة بصحة المعلومات التي قدمتها الى الجانب البريطاني.
وقال امين سر "الوفاق" ابراهيم الجنابي ان نيك ثيروس لا يمثل رئيس الحركة اياد علاوي "نهائيا".
واضاف "سالت الدكتور اياد شخصيا (عن ثيروس) فقال لي: نهائيا، نحن ليس لدينا مثل هذا الشخص نتعامل معه".
واكد الجنابي تمسك الحركة بصحة المعلومة التي قدمتها للبريطانيين حول نشر نظام صدام حسين اسلحة دمار شامل يمكن استخدامها خلال 45 دقيقة، مشيرا الى انها وصلت حركته من عدة مصادر وليس من مصدر واحد كما اشارت "ذي غارديان".
وقال ان "هذه المعلومة ليست خاطئة..وجاءتنا قبل سقوط نظام صدام بفترة ليست بالقصيرة..بحدود نهاية سنة 2002، وقد حصلنا عليها من امر كتيبة دفاع جوي كان ما يزال في موقعه الى ما قبل سقوط نظام صدام، ومن مصادر اخرى داخل اجهزة الجيش العراقي، وبخاصة في وحدات الدفاع الجوي".
واشار الجنابي الى الضابط على انه من "منتسبي حركة الوفاق" ويدعى العقيد شاهر الدباغ قائلا انه قام بتمرير هذه المعلومة عبر "شخص ثالث كان موجودا داخل العراق".
وتابع انه "بالضرورة، ولكون الاخ العقيد شاهر من منتسبي الوفاق، فحتما الدكتور اياد ذكر هذه المعلومة على اعتبار انها احدى المعلومات المتوفرة لدينا"، والتي تم نقلها الى الاستخبارات البريطانية والاميركية.
وقال ان "المعلومات التي توفرت لنا اكدت انه كانت هناك صواريخ محملة برؤوس كيماوية وانه جاءت تعليمات اليهم (اطقم الدفاع الجوي) بالتدرب على اطلاقها خلال 45 دقيقة من وصول الامر" بذلك.
لكن الجنابي قال ان "هذه الصواريخ لم يتم استخدامها في الحرب الاخيرة".
واشار المسؤول في حركة الوفاق الى ان صحيفة "صنداي تلغراف" نشرت في 7 كانون الاول/ديسمبر الماضي، مقابلة مع العقيد الدباغ في بغداد تحدث فيها عن هذه المعلومات، وان الصحيفة حصلت كذلك على تاكيد لها من مصادر اخرى.
ونقلت الصحيفة في حينه عن العقيد الدباغ الذي كان مسؤولا عن وحدة دفاع جوي في المنطقة الصحراوية الغربية للعراق، تاكيده انه كان من الممكن استخدام هذه الأسلحة في غضون نصف ساعة دون أن يوضح ما إذا كانت رؤوس هذه الأسلحة تحوي عناصر كيميائية أو جرثومية.
وأضافت أنه يعتقد أن "فدائيي صدام" أخفوا هذه الأسلحة، التي كان مخططا اطلاقها بواسطة قاذفات محمولة، في أماكن سرية وأنها ما زالت في العراق.
وذكرت أن الضابط تجسس خلال سنوات عدة قبل الحرب لحساب حركة الوفاق الوطني، وهو يعمل الآن مستشارا لمجلس الحكم الانتقالي العراقي.
ورفضت الحكومة البريطانية في حينه التعليق على هذه المعلومات.
وكان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد أكد مجددا أنه لا يزال يؤمن بصحة المعلومات التي حصل عليها حول وجود أسلحة دمار شامل في العراق قبل الحرب ودعا إلى مواصلة عمليات التفتيش.
وقدم بلير قبيل الحرب ملفا حول اسلحة العراق، وذلك بهدف اقناع الراي العام ومجلس العموم بمبرراته للمشاركة في غزو العراق.
وشكلت هذه المعلومة محور خلاف بين الحكومة وهيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" التي اكدت ان رئاسة الحكومة البريطانية "ضخمت" المعلومات حول امتلاك العراق اسلحة دمار شامل.
وقد امتد الجدل حول المعلومة التي تشير الى قدرة العراق على استخدام اسلحة دمار شامل بسرعة قياسية، الى الولايات المتحدة.
والثلاثاء، نفى البيت الأبيض، الذي يتعرض لجدال حول الحجج التي قدمها من اجل تبرير الحرب، ان يكون وصف وفي اي وقت كان التهديد الذي يمثله صدام حسين بأنه "مداهم".
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية سكوت ماكليلان "ان بعض وسائل الاعلام هي التي استعملت كلمة مداهم. لقد استعملنا كلمتي خطير ومطابق".
واذا كان الرئيس جورج بوش لم يصف العراق بانه "تهديد" مداهم فهو استعمل كلمة "عاجل" في حين ان نائب الرئيس ديك تشيني وصفه بـ"القاتل" ووزير الدفاع دونالد رامسفلد بـ"الاني".
والاربعاء، قال الرئيس الاميركي "في رايي لا شك ان صدام حسين كان يشكل خطرا متزايدا". واضاف "من المهم جدا ان نترك فريق المفتشين في العراق يواصل عمله".—(البوابة)