حروب بوتين: من الشيشان إلى جورجيا ثم سوريا فاوكرانيا

تاريخ النشر: 24 فبراير 2022 - 08:25 GMT
حروب بوتين: من الشيشان إلى جورجيا ثم سوريا فاوكرانيا

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قواته فجر الخميس، ببدء عملية عسكرية في أوكرانيا دفاعا عن الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق هذا البلد، مؤذنا ببدء حرب جديدة تضاف الى رصيده من الحروب التي خاضها على امتداد العقود الثلاثة الماضية.

ومنذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، دخل الجيش الروسي حروبا ومواجهات عسكرية شملت الشيشان (1994 و1999) ثم جورجيا في 2008 وبعدها سوريا حيث تدخلت موسكو عسكريا منذ 2015 دعما للرئيس بشار لأسد، واليوم يأمر بوتين جيشه بدخول أوكرانيا.

حرب الشيشان 

في نهاية 1994، وبعد غض الطرف على استقلال الشيشان بحكم الأمر الواقع مدة ثلاث سنوات، 

أدخلت روسيا جيشها لتطويع جمهورية الشيشان الانفصالية الواقعة في القوقاز الروسي عام 1994. وبعد مقاومة شرسة، انسحب الجيش الروسي منها في 1996. 

وفي اواخر 1999، وبدفع من رئيس الوزراء حينها، فلاديمير بوتين الذي انتخب بعد ذلك رئيسا، دخلت القوات الروسية الشيشان مرة أخرى بعد هجوم شنه الانفصاليون الشيشان على جمهورية داغستان في منطقة القوقاز الروسية وعدة اعتداءات دامية في روسيا، نسبتها موسكو إلى الشيشانيين.

ومطلع العام 2000، سيطرت روسيا على العاصمة غروزني التي دمرتها المدفعية وسلاح الجو الروسي. لكن حرب العصابات تواصلت. في 2009، أعلن  الكرملين إنهاء عمليته، بعدما أدى النزاعان إلى مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.

جورجيا: "حرب خاطفة"

شنت جورجيا عام 2008، هجوما داميا ضد منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية الموالية لروسيا التي خرجت من سيطرة تبليسي منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وحرب في مطلع التسعينيات. 

وجاء رد روسيا متمثلا في إرسال قواتها إلى جورجيا والحقت بها هزيمة مدوية خلال خمسة ايام. وأدت المعارك إلى مقتل المئات. في غضون ذلك، اعترف الكرملين باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهي مقاطعة انفصالية أخرى، وأبقى منذ ذلك على وجود عسكري كبير فيها. وندد الغربيون بهذا الاحتلال القائم بحكم الأمر الواقع.

سوريا الاسد

نشرت روسيا منذ 2015 قوات عسكرية في سوريا دعما لقوات الرئيس بشار الأسد. وأدى التدخل، الذي ترافق مع عمليات قصف دامية ودمار هائل، إلى تغيير مسار الحرب ما سمح للحكومة السورية بتحقيق انتصارات حاسمة ضد الفصائل المقاتلة المعارضة والجهاديين. 

وحصلت موسكو خلال ذلك على قاعدتين عسكريتين في سوريا إحداهما في مطار حميميم في شمال غرب البلاد والأخرى في ميناء طرطوس على البحر المتوسط. وشارك في الحملة أكثر من 63 ألف جندي روسي.

غزو اوكرانيا 

في أعقاب الثورة الأوكرانية المؤيدة للغرب وفرار الرئيس فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا عام 2014، ضمت موسكو شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وهو إجراء لم يحظ باعتراف المجتمع الدولي. 

وظهرت حركات انفصالية موالية لروسيا في شرق أوكرانيا بعد هذه العملية، وتحديدا في دونيتسك ولوغانسك، في منطقة دونباس المتاخمة لروسيا. وأعلنت الجمهوريتان استقلالهما مما أدى إلى نشوب نزاع مسلح حاد.

وتتهم كييف والغرب روسيا بدعم الانفصاليين من خلال إرسال جنود ومعدات. في المقابل، تنفي موسكو الأمر على الدوام ولا تقر سوى بوجود "متطوعين" روس في أوكرانيا. 

ولاحقا خفت حدة النزاع منذ 2015 وتوقيع اتفاق مينسك للسلام. لكن منذ نهاية 2021، تجري موسكو مناورات عسكرية برية وجوية وبحرية واسعة النطاق حول الأراضي الأوكرانية، ونشرت أكثر من 150 ألف جندي عند حدود هذا البلد. 

وبعد عدة أشهر من التوتر، اعترف بوتين مساء الإثنين باستقلال المنطقتين الانفصاليتين وأمر قواته بالانتشار فيهما. وأدت الاشتباكات في أوكرانيا إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ 2014.