تنازع حزبا "النهضة الإسلامي" و"قلب تونس"، اعلان الفوز في الانتخابات البرلمانية التي جرت في البلاد الاحد، في وقت أظهر استطلاع لآراء الناخبين عقب خروجهم من مراكز الاقتراع فوز الاول.
غير ان استطلاعا لآراء الناخبين عقب خروجهم من مراكز الاقتراع أظهر أن حزب النهضة حل في المركز الأول.
وبحسب الاستطلاع، الذي أجرته مؤسسة (سيجما كونساي) وأذاعه التلفزيون الرسمي، حصل حزب النهضة الإسلامي على 17.5 في المئة من الأصوات بينما حصل منافسه الرئيسي حزب قلب تونس على 15.6 في المئة.
وأُغلقت مراكز الاقتراع في تونس عند الساعة السادسة من مساء الاحد بالتوقيت المحلي، بعدما أدلى التونسيون بأصواتهم في انتخابات برلمانية يبدو أنها لن تسفر عن ظهور حزب فائز يكون الأكبر في البرلمان ويُكلف بتشكيل الحكومة.
وقال متحدث باسم حزب النهضة الإسلامي في تونس في إفادة صحفية إن النتائج الأولية أظهرت أن الحزب حل في المركز الأول.
وكان حزب قلب تونس المنافس أعلن أيضا أنه حل أولا في هذه الانتخابات، ودون أن يعطي تفاصيل عن كيفية الحصول على النتيجة التي اذاعها بعد نحو نصف ساعة فقط من اغلاق الصناديق.
ويؤجج الاستياء العام من إخفاق حكومات ائتلافية على مدى سنوات شعورا بخيبة الأمل بعد ثماني سنوات على انتفاضة أدت إلى التحول للديمقراطية وألهمت "الربيع العربي". وأظهرت المؤشرات الأولية ضعف الإقبال على التصويت.
وستواجه أي حكومة تتمخض عنها انتخابات يوم الأحد نفس العقبات التي واجهتها سابقاتها وهي ارتفاع البطالة والتضخم والدين العام ونقابة عمال قوية تقاوم التغيير الذي يطالب به المقرضون الدوليون.
لكن في ظل الأداء السيء للأحزاب الراسخة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية قبل ثلاثة أسابيع، يبدو من المحتمل ألا تسفر الانتخابات عن فائز واضح في البرلمان.
وقد يجعل هذا من مسألة تشكيل ائتلاف حاكم قادر على قيادة أغلبية في البرلمان عملية مزعجة ومطولة رغم أن وكالات مثل صندوق النقد الدولي تقول إن الاقتصاد يحتاج لتحرك سريع.
وذكرت محطات إذاعية محلية أن نسبة الإقبال على التصويت بلغت نحو 15 في المئة بحلول الساعة الثانية مساء مما دفع هيئة الانتخابات لحث المزيد من الناخبين على الإدلاء بأصواتهم.
وأصاب إخفاق حكومات ائتلافية متعاقبة، جمعت بين النخبة العلمانية القديمة وحزب النهضة الإسلامي الذي واجه الحظر لفترات طويلة، في معالجة ضعف الاقتصاد وتراجع الخدمات العامة الكثير من الناخبين بخيبة الأمل.
وقالت بسمة الزغبي وهي موظفة في بلدية تونس لرويترز "في أول انتخابات بعد الثورة كنا كلنا تفاؤل وكانت آمالنا كبيرة ولكن الأمل تقلص كثيرا الآن نتيجة الأداء الكارثي للحكام والبرلمان السابق".
ووصلت معدلات البطالة إلى 15 بالمئة على مستوى البلاد و30 بالمئة في بعض المدن وهو ما يفوق نسبتها في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي توفي في منفاه بالسعودية الشهر الماضي.
وفي تونس يملك الرئيس سلطة مباشرة على السياسات الخارجية والدفاعية بينما يرشح أكبر حزب في البرلمان رئيس الوزراء الذي يشكل الحكومة التي تتركز سلطاتها في أغلب ملفات السياسة الداخلية.
وكان هناك عدد قليل على ما يبدو من الناخبين الشبان في مراكز اقتراع زارتها رويترز يوم الأحد.
وقال أحد هؤلاء الناخبين، وهو نادل يدعى عماد الصالحي (28 عاما) ويشعر بالقلق على المسار السياسي في تونس "أنا خائف جدا من أن يسقط البلد فريسة في أيدي الشعبويين".
* سياسيون جدد في المشهد
تجرى الانتخابات البرلمانية بين جولتي الانتخابات الرئاسية التي لم تشهد إقبالا كبيرا على المشاركة. وأسفرت جولة التصويت الأولى عن اقتصار المنافسة في الجولة الثانية على شخصيتين سياسيتين جديدتين على المشهد على حساب مرشحي الأحزاب الكبرى.
ولم يتضح بعد تأثير ذلك على انتخابات يوم الأحد التي يتنافس فيها حزب النهضة مع الكثير من الأحزاب التي تأمل في الحصول على الكثير من الأصوات، ومن بينها حزب قلب تونس الذي ينتمي له قطب الإعلام نبيل القروي.
واعتقلت السلطات القروي قبل أسابيع من الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية بسبب اتهامات بالتهرب الضريبي وغسل الأموال وجهتها هيئة معنية بالشفافية قبل نحو ثلاثة أعوام. وينفي القروي الاتهامات لكنه قضى كل فترة الانتخابات خلف القضبان.
ووضع نجاحه في تخطي الجولة الأولى هو وأستاذ القانون الدستوري المتقاعد قيس سعيد الذي يعتنق آراء اجتماعية محافظة ضغطا على الأحزاب الراسخة في البلاد.
وعلق سعيد حملته الانتخابية قائلا إنه لا يريد الحصول على أفضلية غير عادلة على حساب القروي الذي لم يتمكن من لقاء الناخبين أو القيام بأي مقابلات حتى الآن من زنزانته.
وإذا لم تسفر انتخابات يوم الاحد عن فوز واضح لأحد الأحزاب فقد يؤدي ذلك إلى تعقيد عملية تشكيل حكومة ائتلافية.
وفيما يعكس أجواء انعدام اليقين، أكد حزبا النهضة وقلب تونس عدم الانضمام إلى أي حكومة تضم الطرف الآخر، وهو موقف غير مبشر للمفاوضات والمساومات اللازمة لتشكيل الحكومة.
وقال راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة لرويترز بعد الإدلاء بصوته في تونس العاصمة "التونسيون يجب أن يفخروا بالديمقراطية الوحيدة في المنطقة ولكن التركيز يجب أن يكون على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين".
وإذا فشل أكبر حزب في الفوز بعدد كبير من المقاعد، مع وجود الكثير من المستقلين، فقد يجد صعوبة في تشكيل ائتلاف يضم 109 نواب مطلوبين لتأمين الحصول على دعم الأغلبية لحكومة جديدة.
وتكون أمامه مهلة لمدة شهرين من تاريخ الانتخابات إما أن ينجح في ذلك أو يكلف الرئيس حزبا آخر ببدء مفاوضات لتشكيل حكومة. وإذا فشل، فستُجرى الانتخابات مرة أخرى.