اتهمت روسيا اطرافا خارجية بتأجيج الصراع بين حركتي فتح وحماس اللتين تواصلت الاشتباكات بينهما لليوم الرابع على التوالى وارتفعت حصيلتها الى 33 قتيلا، وذلك رغم الدعوة السعودية للحوار والجهود المصرية لانهاء الاقتتال.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اجتماع للحكومة ترأسه الرئيس فلاديمير بوتين ان اللجنة الرباعية التي ستلتئم في واشنطن الشهر المقبل ستحاول "التغلب على المواجهة بين الفلسطينيين وتحديدا بين فتح وحماس ووقف الجهود التي تقوم بها لسوء الحظ أطراف خارجية لتأجيج الصراع بين الجماعتين".
ونسبت وكالة انترفاكس للانباء الى لافروف قوله في الاجتماع ان "جهود استئناف عملية المفاوضات مع اسرائيل قد تعثرت من جراء حرب أهلية باتت تهدد الاراضي الفلسطينية".
وقال لافروف في تصريحات منفصلة أدلى بها للتلفزيون "إن لم تصادف جهودهم عائقا من الخارج فان الجماعتين الفلسطينيتين في وسعهما التوصل الى اتفاق سريعا".
ولم يفصح لافروف عمن يرى انه يعرقل المصالحة. وتساند الولايات المتحدة والدول الغربية عباس بينما تتمتع حماس بمساندة كل من سوريا وايران.
33 قتيلا
وتأتي تصريحات لافروف فيما تواصلت الاشتباكات بين فتح وحماس الاثنين لليوم الرابع على التوالى حيث ارتفعت حصيلة القتلى الى 33.
واعلنت حماس ان مسلحين اطلقوا النار على مدير مكتب وزير الداخلية سعيد صيام ما اسفر عن اصابة مرافقه. وقالت في بيان انها "لن تسكت عن هذه الجريمة".
ويعيش قطاع غزة حالة شلل حيث لا تزال معظم المحال مغلقة والشوارع تكاد تخلو من المارة مع اقفال شوارع الرئيسية باطارات السيارات المشتعلة والحواجز والاسلاك الشائكة فيما تعطلت الجامعات.
ودارت اشتباكات متقطعة منذ صباح الاثنين في انحاء مختلفة من مدينة غزة في حين لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ الجمعة في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة في محيط مقر جهاز الامن الوقائي.
واعلنت مصادر طبية ان وصفي كردش (21 عاما) توفي اثر اصابته برصاصة في القلب بينما كان في منزله قرب مقر الامن الوقائي. كما افادت مصادر طبية ان الضابط في الامن الوطني عبد محمد افندي (57 عاما) قتل صباح الاثنين في الاشتباكات. وقال شهود عيان ان "مسلحين من حركة حماس قتلوا عبد محمد افندي في حي الرمال بغزة عندما اوقفوا سيارته واطلقوا عليه النار فاردوه".
واعلنت مصادر طبية ان محمد جابر ابو قاسم (23 عاما) وهو احد افراد الامن الفلسطيني توفي الاثنين متاثرا بجراحه التي اصيب بها ليل الاحد الاثنين خلال الاشتباكات .
وبهذا يرتفع الى 33 عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء المواجهات مساء الخميس بين حركة حماس التي تتولى رئاسة الحكومة وحركة فتح التي يترأسها الرئيس محمود عباس فيما جرح اكثر من 100 شخص.
دعوة ووساطات
وتواصلت الاشتباكات رغم اعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس فتح ورئيس المكتب السياسي لحماس ترحيبهما باقتراح الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد لقاء بين قادة فتح وحماس في مكة لانهاء المواجهات.
من جهته قدم الوفد الامني المصري الموجود في غزة مبادرة من خمس نقاط للحكومة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس من اجل تهدئة الأوضاع وطلب الوفد من حركتي فتح وحماس الرد خلال ساعات عليها.
واهم نقاط المبادرة "انهاء كافة مظاهر التسلح في الشارع الفلسطيني ورفع الحواجز وفرض النظام والقانون". كما تنص على ان "تقوم كافة الأطراف بتسليم كافة المتهمين في الحوادث الأخيرة للنيابة العامة" وعلى "الافراج عن المختطفين من الجهتين الا من يتم التحقيق معهم من جانب جهات تحقيق رسمية وعدم السماح بنقل القتال الدائر في قطاع غزة إلي الضفة الغربية". ورحبت فتح بالوساطة المصرية.
وتلقى رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية ظهر الاثنين اتصالا من رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان تناول اخر التطورات على الساحة الفلسطينية حسب بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء. وحسب البيان اعرب سليمان عن قلقه "لما يجري من احداث مؤلمة" مؤكدا "حرص مصر على بذل كل الجهود من أجل تطويق الاحداث ووقف النزيف".
من جهته أكد رئيس الوزراء "ان الحكومة تبذل قصارى جهدها من اجل انهاء الوضع المتفجر على الساحة" مشددا على ان الحكومة "ستواصل تحمل مسؤولياتها الوطنية من اجل حماية الوطن والقضية والتمسك بالوحدة الوطنية وتغليب لغة الحوار".
وقال اسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس ان "هناك جهودا مصرية وجهودا من الفصائل وحركة حماس تدرس المبادرة المصرية". واكدت حماس في بيان لها انها تسلمت المبادرة وانها تدرسها.
لكنها اكدت ان "نجاح اي مبادرة مرهون بالاجراءات على الارض وفي مقدمتها الكشف عن مرتكبي مجزرة مسجد الهداية والمجازر الاخرى وسحب قوات الامن الوطني والاجهزة الأمنية التابعة للرئاسة من الشوارع وعودتها الى مواقعها اضافة الى تمكين وزارة الداخلية من تطبيق القانون وفرض النظام العام حسب صلاحياتها".
—(البوابة)—(مصادر متعددة)