حفريات اسرائيل في القدس تثير غضب المسلمين

تاريخ النشر: 06 فبراير 2007 - 02:59 GMT

أثارت أعمال التنقيب الاسرائيلية يوم الثلاثاء بالقرب من مدخل الحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى احتجاجات فلسطينية وأكدت اسرائيل أن الحفر لن يلحق ضررا بثالث الحرمين الشريفين.

ونشرت الشرطة الاسرائيلية تعزيزات في أزقة مدينة القدس القديمة المسورة مخافة اندلاع أعمال عنف من جانب الفلسطينيين في المدينة التي تمثل قلب الصراع العربي الاسرائيلي.

وقالت هيئة الاثار الاسرائيلية إنها تبحث عن اثار عند أساس المجمع المعروف لدى المسلمين بالحرم الشريف ولدى اليهود بجبل الهيكل قبل بناء جسر للمشاة ليحل محل طريق صخري صاعد يقود الى المجمع.

وبدأت جرافتان في تحطيم الرصيف أسفل الممر الصخري الذي لحقت به أضرار من جراء عاصفة ثلجية وزلزال عام 2004 لتمهيد الطريق لما تسميه الهيئة "حفريات للاثار".

وبعد أن يصدر عن الهيئة افادة بعدم وجود أي اثار من الممكن اتمام خطط لبناء جسر للمشاة بامتداد 100 متر إلى باب المغاربة عند مدخل الحرم الشريف وحائطه الغربي المعروف بحائط المبكى.

وقبيل سفره إلى مكة لاجراء محادثات الوحدة مع حركة فتح قال رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية إن اسرائيل تريد الحاق ضرر مباشر بالمسجد الاقصى.

وناشد هنية الفلسطينيين الاتحاد والتماسك لحماية المسجد الاقصى والاماكن المقدسة في "أرض فلسطين المباركة".

وقال مسؤولون اسرائيليون إن أعمال التنقيب التي تجرى على بعد 50 مترا من الطريق الصخري الموجود حاليا لن تلحق أي ضرر بالمسجد الاقصى أو بمسجد قبة الصخرة التي تقع هي الاخرى داخل المجمع.

وقال جدعون أفني مدير التنقيب بهيئة الاثار الاسرائيلية "لا شيء في عملنا يمس جدار جبل الهيكل. الجدار راسخ بأساسه في الصخر ولا مجال أن تسبب مثل هذه الاعمال ضررا للحوائط الرومانية لجبل الهيكل."

وأضاف أفني أنه لم يتم التنسيق بشأن هذا المشروع مع هيئة الوقف الاسلامية التي تدير الحرم الشريف.

وقال "أعمال التنقيب مفتوحة أمام علماء الاثار والمهندسين والخبراء. لا نخفي أي شيء. سيتم الاعلان عن كل شيء. هيئة الوقف مدعوة للحضور والاطلاع على النتائج والتعليق عليها."

ودعا تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الاعلى للقضاء الشرعي في الضفة الغربية وقطاع غزة الفلسطينيين الى التوجه الى المسجد الاقصى وحمايته من "المخططات الاسرائيلية" التي تستهدف "تدمير المسجد".

وفي بيت لحم رشقت جموع من الفلسطينيين الجنود الاسرائيليين بالحجارة خارج معبد قبة راحيل وهو موقع مقدس يقع عند مدخل المدينة الواقعة في الضفة الغربية. ورد الجنود باطلاق الغاز المسيل للدموع.

وقال أبو محمد وهو سائق سيارة أجرة فلسطيني من القدس الشرقية يبلغ من العمر 29 عاما "لا شك أنه لن يكون هناك سبيل لمنع العنف ان لم يكن اليوم فغدا أو الاسبوع المقبل."

وتساءل "لماذا يفعلون ذلك .. هل يريدون خلق فرصة لاراقة الدماء.. كل ما نريده هو العيش بسلام دون أي شيء مثل هذا."

كان افتتاح اسرائيل لنفق أثري بالقرب من الحرم الشريف عام 1996 قد أدي الى مظاهرات فلسطينية عنيفة وأدى الى اشتباكات قتل خلالها 61 عربيا و15 اسرائيليا.

واندلعت انتفاضة فلسطينية عام 2000 بعد زيارة قام بها ارييل شارون زعيم المعارضة انذاك للمسجد الاقصى.

وضمت اسرائيل القدس الشرقية بعد حرب 67 في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. ويريد الفلسطينيون الجزء الشرقي من المدينة ليكون عاصمة لدولتهم في المستقبل.