حكومة الفيليبين تخطو خطوة اضافية نحو السلام مع حركة التمرد الاسلامية

تاريخ النشر: 14 يوليو 2013 - 04:18 GMT
ارشيف
ارشيف

اعربت الفيليبين عن املها في ان توقع قريبا اتفاق سلام نهائي مع حركة المتمردين الاسلاميين لانهاء التمرد الذي اودى بحياة عشرات الالاف وذلك عقب احداث اختراق في المحادثات.

وقالت كبيرة مفاوضي السلام مريام كورونيل-فيرير ان الحكومة يمكن ان تتوصل الى اتفاق سلام نهائي مع جبهة تحرير مورو الاسلامية خلال اسابيع بعد ان اتفق الجانبان على صيغة لتقاسم الثروات في وقت متاخر من السبت.

وصرحت لوكالة فرانس برس "ان التوقيع على هذه الصيغة يؤشر على ان الجانبين ملتزمان بحق باستكمال مفاوضات السلام. ولا يريد احد ان لا تثمر هذه الجهود عن نتائج".

وبموجب الاتفاق، وافقت الحكومة على السماح للمتمردين بالحصول على نسبة 75% من عائدات الموارد الطبيعية والمعادن في المنطقة التي يقترح ان تتمتع بالحكم الذاتي للاقلية المسلمة في جزيرة مينداناو الجنوبية، بحسب فيرير.

وبالنسبة لموارد الطاقة، فقد اتفق الجانبان على تقاسم العائدات بالتساوي عقب محادثات استضافتها ماليزيا المجاورة.

وقالت فيرير "نحن دائما متفائلون، ولكن ذلك التفاؤل يوجهه دائما ادراكنا للامكانات والقيود بالنسبة لوضعنا" مضيفة ان المحادثات المضنية التي جرت على مدى ستة ايام انتهت بتحقيق اختراق.

واضافت "لقد كان الوضع حرجا، ولكن اصرار الجانبين وحسن نواياهما اثمرا".

وسعت الحكومة في بداية المفاوضات الى الحصول على حصة اكبر من الثروة، وقالت انها تريد اتفاقا يصمد امام الطعن في المحكمة العليا.

واضافت ان اتفاق السلام النهائي مع جبهة تحرير مورو الاسلامية التي تعد 12 الف عنصر، يمكن ان يتم التوقيع عليه بعد شهر رمضان الذي ينتهي مطلع اب/اغسطس.

وشنت الجماعات الاسلامية ومن بينها حركة مورو حرب عصابات بهدف اقامة دولة اسلامية منفصلة في جزيرة مينداناو منذ السبعينات في نزاع اسفر عن سقوط 150 الف قتيل ونزوح مئات الاف الاخرين. ووقع الرئيس بنينو ايكينو وجبهة تحرير مورو في تشرين الاول/اكتوبر معاهدة سلام موقتة تنص على تسوية نهائية بحلول 2016، اي قبل نهاية ولايته التي تدوم ست سنوات غير قابلة للتجديد.

الا ان فيرير اشارت الاحد الى انه لا يزال يتعين على الجانبين الاتفاق على صيغة حول كيفية نزع اسلحة المتمردين وحجم سلطات منطقة الحكم الذاتي.

وقال غزالي جعفر نائب رئيس حركة مورو للشؤون السياسية انه يتوقع ان تكون الجولة التالية من المحادثات "شائكة اكثر".

واضاف ان "مقاتلي حركة تحرير مورو لن يلقوا اسلحتهم الا بعد تلبية شروطهم الواضحة الخاصة بسلامتهم".

واضاف لوكالة فرانس برس "يجب ان يتوفر كذلك ضمان بان لا يتعرض المقاتلون للمضايقات من قبل القوات في حال القوا اسلحتهم، اذا قبلوا بذلك اصلا".

وقال ان المتمردين ارادوا في البداية خطة تقاسم موارد الطاقة التي تشمل الغاز الطبيعي الذي يعتقد تواجده بوفرة في منطقة الجنوب، بنسبة 60% الى 40%.

وتضم مناطق الحكم الذاتي المقترحة مناطق تعتبرها الاقلية المسلمة "منطقة اسلافهم" في مينداناو، الجزيرة الرئيسية في جنوب البلاد والتي يعتقد انها تحتوي على كمية كبيرة من مخزون البلاد من الذهب والنحاس وغيرها من المعادن التي تقدر قيمتها بنحو 840 مليار دولار.

وقال جعفر "لم يكن جميعنا راضين تماما بنتيجة (المحادثات)".

من ناحية اخرى حذرت فيرير من ان فشل المحادثات في التوصل الى اتفاق يمكن ان تستغله "جماعة مقاتلي بانغسامورو الاسلامية من اجل الحرية"،الحركة المنشقة الصغيرة والعنيفة، كمبرر لمزيد من العنف.

وقالت "ان الفشل في التوصل الى اتفاق يمكن ان تستغله جماعات صغيرة مثل جماعة بانغسامورو التي لا تريد لهذه العملية ان تنجح وتقول ان المفاوضات لن تسفر عن شيء، للتحريض على الحرب وتواصل استخدام العنف".

ويعتقد ان حركة مقاتلي بانغسامورو الاسلامية من اجل الحرية لا تضم سوى 200 مقاتل ويقودها مسلح اسلامي متشدد يعارض المفاوضات. وانفصلت عن جبهة تحرير مورو الاسلامية في 2011. وتشن منذ ذلك الوقت هجمات دموية لعرقلة المفاوضات.

وفي اشتباك السبت قتل جنديان واثنان من عناصر حركة مقاتلي بانغسامورو الاسلامية من اجل الحرية.