فقدت الحكومة الاسرائيلية اغلبيتها في الكنيست عقب استقالة نائبة عن حزب "يمينا" بزعامة رئيس الوزراء نفتالي بينيت من الائتلاف الحاكم الاربعاء، في اطار ما قالت وسائل اعلام انها صفقة ابرمتها مع زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.
ومع استقالة النائبة عيديت سيلمان، وهي ايضا رئيسة الائتلاف الحاكم في الكنيست، تصبح الحكومة والمعارضة التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، متعادلتين في عدد مقاعد كل منهما في البرلمان، وبواقع 60 الى 60.
وفي حال استقالة عضو اخر من الائتلاف، فانه يصبح بمقدور المعارضة اسقاطها عبر مشروع قانون من شأنه حل الكنيست والتوجه الى انتخابات جديدة.
وقالت سليمان إن سبب استقالتها من الحكومة بسبب "الإضرار بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل"، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ورجحت وسائل اعلام تعجيلها بالاستقالة بسبب توجه وزير الصحة نيتسان هوروفيتس، نحو السماح بإدخال المأكولات الـ"حاميتس" (ليست حلالا بموجب الشريعة اليهودية) إلى المستشفيات في البلاد خلال عيد "الفصح العبري".
"قمة الانتهازية"
كانت سيلمان أعلنت في أعقاب قرار هوروفيتس بشأن الـ"حاميتس" أنه لن يكون بمقدورها البقاء في الائتلاف إذا شجع وسمح وزير الصحة إدخال المأكولات الـ"حاميتس" إلى المستشفيات خلال أسبوع عيد الفصح اليهودي.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بينيت لم يكن على دراية بقرار سيلمان الاستقالة من منصبها، وعلم بذلك من خلال ما نشرته وسائل الإعلام، التي نقلت عن مصدر مطلع في الائتلاف قوله إنه "على الرغم من عدم وجود أغلبية للائتلاف، فإن ولاية الحكومة قد تستمر حتى آذار/مارس 2023".
وحاول بينيت الاتصال بسيلمان والتواصل معها، لكن دون أن يتمكن من ذلك، حيث قرر إلغاء برنامجه ومواعيده المقررة مسبقا لليوم، من أجل المشاورات بشأن تداعيات قرار سيلمان على مستقبل الائتلاف الحكومي، ومن المتوقع أن يجتمع مع وزير الخارجية و"رئيس الحكومة البديل"، يائير لبيد.
ووجهت من داخل الائتلاف الحكومي، وخاصة من أحزاب اليسار الصهيوني انتقادات شديدة اللهجة لقرار سيلمان، وقال عضو الكنيست عن حزب ميرتس، يائير غولان، إن خطوة سيلمان هي "قمة الانتهازية السياسية، ومن النوع المنحط، لكن ليس بالضرورة أنه سيفكك الحكومة".
وقال وزير الرفاه الاجتماعي، مئير كوهين، من حزب "ييش عتيد"، تعليقا على قرار سيلمان، إنه "يمكن أن يكون الأمر قد انتهى (بالإشارة إلى الائتلاف الحكومي). لكن الوقت ما زال مبكرا، ونحتاج أن نرى التطورات. وبلا شك أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا. وأقترح ألا نبدأ بنعي الحكومة. إعلان سيلمان هو دراماتيكي للغاية، ولم أكن أتوقعه".
صفقة نتنياهو
وفي المقابل، رحب أعضاء كنيست من اليمين ومن أحزاب المعارضة بقرار سيلمان، وتوجهوا للمزيد من أعضاء الكنيست من الجناح اليميني في الائتلاف، وخاصة في حزب "يمينا"، للانسحاب من الائتلاف وإسقاط حكومة بينيت.

ورحب زعيم الليكود ورئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، بإعلان سيلمان، قائلا "أهلا بك في البيت، في المعسكر الوطني. وأدعو كل من تم انتخابه بأصوات المعسكر الوطني للانضمام إلى عيديت والعودة إلى بيتنا، سيتم استقبالكم بكل الاحترام وبذراعين مفتوحين".
وقال مصدر رفيع في الائتلاف إن سيلمان اتفقت مبدئيا مع مقربي نتنياهو على ضمان مكان لها في قائمة مرشحي الليكود في الانتخابات المقبلة للكنيست، وفقا لموقع صحيفة "هآرتس" الإلكتروني. وبموجب هذا الاتفاق، فإنه في حال شكّل الليكود حكومة، ستُعيّن سيلمان وزيرة للصحة. وهي تتولى حاليا رئاسة لجنة الصحة في الكنيست.
وأضاف المصدر نفسه أنه حذر بينيت، خلال الأسبوع الأخير، من أن سيلمان تجري اتصالات مع مكتب نتنياهو. والتقت سيلمان وزوجها عدة مرات في الأيام الأخيرة مع عضو الكنيست من الليكود، ياريف ليفين. وأشارت مصادر أن الاتفاق بين سيلمان ونتنياهو شبيه بالاتفاق الذي أبرمه نتنياهو في حينه مع عضو الكنيست السابقة أورلي ليفي أبيكاسيس، التي انسحبت من الشراكة بين حزبي العمل وميرتس، خلال ولاية الكنيست السابقة.
