أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي سعى حكومته لاقامة انتخابات برلمانية سليمة وحرة وتنافسية في موعدها المقرر رافضا طلبات استقالة تقدم بها عشرات من كبار المسؤولين الحكوميين.
وقال خاتمي في مؤتمر صحفي عقده اليوم بطهران مع نظيره النمساوي توماس كليستيل ان ايران أجرت الانتخابات بكل حزم وهدوء حتى عندما كانت البلاد تحت الاحتلال والقصف في إشارة للحرب العراقية الايرانية التي استمرت في الفترة من 1980 الى 1988.
على صعيد متصل كشف رئيس مجلس الشورى الايرانى مهدى كروبي عن تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الامن لدراسة الاوضاع الانتخابية في المناطق الايرانية معربا عن امله في ان تتمكن من حل الخلاف بين مجلس صيانة الدستور من جهة وبين الحكومة ومجلس الشورى من جهة أخرى يأتي ذلك فيما واصل النواب المعتصمون احتجاجهم لليوم السابع عشر على التوالي.
وحمل النواب في بيان أصدروه اليوم مجلس الصيانة مسؤولية هذه الازمة فيما نقلت مصادر برلمانية عن النواب المعتصمين قولهم أنهم أمهلوا مجلس الصيانة حتى يوم الاحد المقبل وهو اليوم الذي من المفترض ان يقدم فيه أسماء المرشحين قبل أن يقوموا استقالات جماعية من المجلس.
وقال خاتمي للصحفيين بعد افتتاح مؤتمر اقليمي مطلبنا هو إجراء انتخابات حرة ونزيهة تمنح فرصة حقيقية للمنافسة وستجري الحكومة بالتأكيد مثل هذه الانتخابات.
انا واثق من ان هذه الانتخابات ستجرى في الموعد المحدد.
وكان 16 عضوا على الاقل من مجلس الوزراء وعشرات من المسؤولين الكبار قد بعثوا برسائل لخاتمي خلال الاسبوعين الماضيين يقولون فيها انهم مستعدون للاستقالة إلا إذا تراجع مجلس صيانة الدستور المتشدد عن حظر آلاف المرشحين من خوض الانتخابات المقرر ان تجرى في 20 شباط/فبراير.
واغلب المستبعدين من الاصلاحيين الموالين لخاتمي والذين يتمتعون بأغلبية حاليا في البرلمان.
وأغرق قرار الاستبعاد الذي اتخذه مجلس صيانة الدستور وهو هيئة غير منتخبة تضم 12 عضوا من رجال الدين المحافظين والقضاة الشرعيين ايران في أسوأ أزمة سياسية منذ أعوام. وهدد الاصلاحيون بمقاطعة الانتخابات وحذر مسؤولون حكوميون من انهم قد لا ينظمون الانتخابات ان لم يقتنعوا بانها ستكون نزيهة.
الا ان خاتمي الذي انتقد الاستبعاد بشدة ناشد الجميع التزام الهدوء وقال في رسالة للمسؤولين حماية الثورة الاسلامية التي قادها الزعيم الراحل الامام روح الله الخميني هي مسؤولية كل من يهتمون بالاسلام وايران.
وأعرب خاتمي عن ثقته في مجلس صيانة الدستور بعد نصيحة من الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي الذي حث المجلس على مراجعة قرار الاستبعاد.
ومضى خاتمي يقول أتمنى ان يجرى احترام إرشادات الزعيم الاعلى للسماح بإجراء انتخابات حرة ونزيهة تساعد بمشيئة الله على تعزيز صورة الجمهورية الاسلامية. وامام المجلس مهلة حتى يوم الجمعة لاصدار قرار بشأن أكثر من ثلاثة آلاف التماس تقدم بها المرشحون المستبعدون.
ورفض خاتمي طلبات استقالة تقدم بها عشرات من كبار المسؤولين الحكوميين الذين هددوا بالاستقالة بسبب استبعاد كثير من المرشحين الاصلاحيين من الانتخابات البرلمانية.
ونقلت صحف ايرانية عن خاتمي قوله في رسالة للمسؤولين بالقطع سنصر على ضرورة اجراء انتخابات حرة ونزيهة كرمز للديمقراطية ونعمل على التأكد من ان تؤدي العملية الى نتائج عادلة—(البوابة)—(مصادر متعددة)