بدا الاعلام المصري وكأنه يضرب صفحا عن الفضيحة الجنسية التي لاحقت البرلماني السابق والمخرج السينمائي خالد يوسف ودفعته للإقامة في الخارج عدة سنوات.
هذا الاعلام تجاهل الفضيحة وذيولها تماما وهو يتناقل الثلاثاء، نبأ عودته للاستقرار في البلاد واستعداده لإنجاز عمل سينمائي جديد.
خالد يوسف الذي أمضى سنواته الثلاث الاخيرة في باريس، اعلن الثلاثاء، عن تواجده في القاهرة، عبر نشره صورة على صفحته في ”فيسبوك“ و حسابه في تويتر، ظهر فيها جالسا بأحد الأماكن المطلة على نهر النيل، وارفقها بتعليق يقول: ”صباح الفل من على شاطئ النيل الخالد، صباح الفل على القاهرة المنورة بأهلها“.
وفي وقت سابق الثلاثاء، كان المخرج والمنتج المصري أحمد عفيفي يعلن عن عودة خالد يوسف لـ"ممارسة عمله بشكل طبيعي من مكتبه في القاهرة"، مضيفا انه يستعد حاليا لتصوير فيلمه الجديد ”أهلا بكم في باريس“.
وكان يوسف غادر مصر غداة تفجر فضيحة التسجيلات المصورة التي اظهرته في اوضاع جنسية مع الممثلتين شيما الحاج ومنى فاروق عام 2019.
هذه التسجيلات كانت وسائل الإعلام المحلية اكدت حينها أن "تحريات الشرطة أثبتت صحتها وأنها ليست مزيفة، كما أن المخرج المعروف يظهر بها".
أما الممثلتان اللتان جرى القبض عليهما فقد اعترفتا أمام النيابة أن ما جرى ليس بدعا في الوسط الفني، وأنهما اضطرتا لذلك بإغراء منه من أجل الحصول على أدوار في أفلامه.
أما خالد يوسف، فقد اعتبر أن تسريب التسجيلات ينم عن "تصفية حسابات" بسبب ما قال انه موقفه الرافض لتعديلات دستورية مقترحة تعزز من قبضة الرئيس عبد الفتاح السيسي على السلطة وتمدد فترة رئاسته الى ما بعد عام 2030.
صباح الفل ❤️ من علي شاطئ النيل الخالد ..صباح الفل علي القاهرة المنورة بأهلها#خالد_يوسف #khaled_youssef pic.twitter.com/1Oj9CK2beI
— khaled youssef (@KhaledYoussef) August 31, 2021
وقال يوسف ان ما وصفها ب"الحملة" ضده، تنطوي أيضا على تشويه للفن المصري وإساءة للفنانات المصريات!.
وبعد أن ظلت القضية محل اهتمام كبير في مصر لعدة أيام، قرر النائب العام حظر النشر فيها، فضلا عن مطالبة وزارة الاتصالات بحجب المواقع التي تبث أي مواد أو مقاطع منافية للآداب.
وقبل تحويله إلى النيابة للتحقيق، غادر يوسف مصر متجها إلى باريس بصحبة زوجته وأبنائه.
وفي يوليو/تموز 2019، صدر قرار بإخلاء سبيل الممثلتين، بعد أن وجهت لهما تهمة التحريض على الفسق والفجور.
خالد يوسف يعلب دور المضطهد سياسيا
واعتبر معلقون حينها ان محاولة يوسف اضفاء صبغة المضطهد سياسيا على نفسه بسبب مواقفه المبدئية من التعديلات المقترحة، هي حجة يفندها تاريخه في تأييد حكم السيسي.

ولفتوا في هذا السياق الى انه كان له دور كبير في إبراز مظاهرات 30 يونيو 2013 التي أطاح الجيش خلالها بحكم الرئيس الراحل محمد مرسي، ما مهد لاحقا لوصول عبد الفتاح السيسي الذي كان وزيرا للدفاع الى سدة الرئاسة.
ومع عودته، تظل اسئلة عديدة معلقة حول سبب عدم ملاحقة يوسف قانونيا على خلفية فضيحة التسجيلات، وكذلك سبب صمت وتقاعس الاعلام المصري عن البحث عن اجابات لتلك الاسئلة، وما اذا كان ذلك بإيحاء ما أو محض نسيان؟.