خطف دبلوماسي ايراني والجمهوريون يمررون خطتهم فيما العنف يتواصل بالعراق

تاريخ النشر: 06 فبراير 2007 - 11:50 GMT
اختطفوا دبلوماسيا ايرانيا رفيعا في بغداد يوم الاحد.

وقال المسؤول العراقي إن السلطات العراقية تتعامل مع الامر بوصفه حادث اختطاف وليس اكثر من ذلك .

وقال المسؤول إن الدبلوماسي وهو سكرتير ثان بالسفارة الايرانية في بغداد اختطف في منطقة الكرادة بوسط بغداد على ايدي 30 مسلحا يرتدون زي جنود الجيش العراقي.

ويذكر ان العديد من القوى العراقية تتهم ايران بالتدخل في الشؤون العراقية .

مشروع بوش

الى ذلك تمكن الجمهوريون الاثنين من عرقلة مناقشات حول قرار مقترح ينتقد خطة الرئيس الاميركي جورج بوش التي تقضي بارسال قوات اضافية الى العراق في اول هزيمة للديموقراطيين.

وفي تصويت اجرائي في المجلس الذي يضم مئة عضو تمكن الديموقراطيون من الحصول على تأييد 49 سناتورا لمناقشة القرار الذي يعبر عن المعارضة لخطة بوش ارسال 21500 جندي اضافي الى العراق مقابل 47 صوتا عارضوا ذلك. ويحتاج القرار الى تأييد ستين صوتا لعرضه للمناقشة في المجلس.

وادى ذلك الى منع المجلس من الانتقال الى تصويت نهائي على القرار الذي اعد بالتفاهم بين السناتور الجمهوري جون وورنر والسناتور الديموقراطي كارل ليفين.

وينص القرار غير الملزم على ان "مجلس الشيوخ يعارض +خطة+ زيادة عديد قواتنا (العسكرية في العراق) بارسال 21500 جندي ويدعو الرئيس (بوش) الى دراسة كل البدائل" الممكنة.

ويبقى مصير "قرار وورنر" الذي ينص على اعتراض على ارسال قوات جديدة غير واضح مع استئناف قادة المجلس من الحزبين المساومات. لذلك يتوقع ان تحدد مفاوضات في الكواليس مصير المناقشات وخصوصا مع مناقشة الميزانية في الاسابيع المقبلة.

وكان الرئيس الاميركي قدم الاثنين مشروع ميزانية الى الكونغرس طلب فيه مخصصات اضافية تبلغ 93,4 مليار دولار لدعم العمليات العسكرية في الخارج خلال العام الجاري تضاف الى سبعين مليار كان الكونغرس قد وافق عليها. كما طلب مبلغ 141,7 مليار دولار للعام 2008.

ويأمل الجمهوريون في التوصل الى اقتراح توافقي قدر الامكان وان لم يرض الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي يلزم الكونغرس بتمويل الاحتياجات العسكرية الميدانية ولا يتضمن اي تعليق على الاستراتيجية المتبعة.

والى جانب ماكين وورنر شارك في الجدل كل الشخصيات المهمة في مجلس الشيوخ الحالي ومرشحون محتملون او معلنون للانتخابات الرئاسية الاميركية في 2008 في دليل واشح على الانقسام العميق في الطبقة السياسية.

فلا الديموقراطييون متحدون ولا الجمهوريون بينما يسعى كثيرون للتوصل الى وسائل ملزمة لوقف "التصعيد" الحالي للحرب.

واكد السناتور الديموقراطي جوزف بيدن ان "الخطوط العريضة لكل قرار هي نفسها (...) لا ترسلوا اميركيين الى وسط حرب اهلية".

وحتى اذا تمكن الديموقراطيون الذي انتزعوا الاغلبية في الكونغرس من الجمهوريين في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من الحصول على تأييد لطرح "قرار وورنر" للمناقشة كشف التصويت الاثنين انهم قد لا يحصلون على الدعم المطلوب لتمريره.

ويرفض بوش باستمرار الالتزام بجدول زمني للانسحاب من العراق بالرغم من التطورات الجارية في العراق رغم انخفاض نسبة الاميركيين المؤيدين للحرب وكذلك سيطرة الديموقراطيين على الكونغرس منذ كانون الثاني/يناير الماضي.

الوضع الامني

قتلت ثلاث سيارات ملغومة 24 شخصا وأصابت العشرات بجروح في بغداد يوم الاثنين في الوقت الذي ينتظر فيه السكان الذين انهكتهم الحرب بداية حملة أمنية أميركية عراقية شاملة لوقف العنف الطائفي في المدينة.

وفي أسوأ تفجيرات يوم الاثنين استهدف انفجار سيارة ملغومة محطة بنزين بحي السيدية المختلط طائفيا في جنوب بغداد مما أسفر عن سقوط عشرة قتلى واصابة 62 بينما قتل ثمانية أشخاص وأصيب 40 عندما انفجرت سيارة ملغومة في مراب.

كما انفجرت سيارة ملغومة بالقرب من مستشفى للاطفال في ساحة الاندلس بوسط بغداد فقتلت ستة وأصابت تسعة.

ويسود التوتر المدينة بينما يتطلع سكانها الذين أنهكتهم أربع سنوات من الحرب الى اشارات على بدء الحملة الامنية التي وعد بها رئيس الوزراء نوري المالكي في أوائل يناير كانون الثاني.

وقال الجيش الاميركي ان مركز القيادة في بغداد الذي سيشرف على الحملة سيبدأ العمل خلال الايام القليلة المقبلة. وكان ضباط أمريكيون قد قالوا يوم الاحد ان المركز سيبدأ العمل يوم الاثنين وان العملية ستبدأ بعد وقت قصير من تشغيله.

وكان النشاط الوحيد غير المألوف يوم الاثنين على ما يبدو في حي الدورة الجنوبي حيث شوهدت قافلة مكونة من 12 سيارة همفي وأربع دبابات أبرامز تتجه صوب بغداد ولكن لم يتضح على الفور ما اذا كان هذا التحرك مرتبطا بالحملة المزمعة.

وقال اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر المتحدث باسم الجيش الاميركي انه تم تزويد مركز قيادة بغداد الذي سيرأسه لواء عراقي بالجند لكنه "لم يكتمل بعد ولم يبدأ العمل. الامر سيستغرق بضعة أيام لترتيب الامور."

وحث جنرال أميركي يوم الاحد العراقيين على التحلي بالصبر قائلا ان الامر سيستغرق بعض الوقت لنشر المزيد من القوات العراقية والامريكية في العاصمة التي باتت مركزا رئيسيا للعنف الطائفي.

وقالت الشرطة ان قتالا اندلع في الاعظمية يوم الاثنين بعد أن هاجم مسلحون الحي السني الواقع شمال بغداد. ولم يذكروا أرقاما بشأن الخسائر لكن 15 شخصا قتلوا هناك في هجوم بقذائف المورتر يوم الاحد.

وفي حي العامل المختلط طائفيا في جنوب غرب بغداد قال شهود عيان ان مسلحين يرتدون زي مغاوير الشرطة أخرجوا اشخاصا من منازلهم في منطقة الجنابيين السنية التي تؤوي عشيرة الجنابيين وأضرموا النيران في خمسة منازل على الاقل.

وقال أحد السكان "أستطيع أن أرى ثماني جثث من بينها جثث لعجوز وشابين. لا يستطيع أحد انتشالها لوجود قناصة على أسطح بعض المنازل".

وقال ان المسلحين تراجعوا عندما وصلت قوة أمريكية تضم دبابات أبرامز وعربات سترايكر الى الموقع. وتم تحذير السكان بمكبرات الصوت من أن أي شخص يشاهد حاملا السلاح سيطلق عليه النار.

وينظر الى خطة المالكي الامنية لاعادة الاستقرار الى بغداد على أنها فرصة اخيرة للقضاء على العنف الطائفي المتصاعد بين الاغلبية الشيعية والسنة والذي حصد أرواح ألف شخص في شتى أنحاء العراق خلال الاسبوع المنصرم.

وفي يوم السبت قتلت شاحنة ملغومة يقودها انتحاري 135 شخصا في منطقة شيعية ببغداد في أعنف تفجير منفرد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وتخصص موازنة بوش لعام 2008 مبلغ 717 مليار دولار للانفاق العسكري في الفترة من الان وحتى 30 ايلول /سبتمبر منها 235 مليارا من اجل الحربين في كل من العراق وافغانستان.

وطلب بوش 481 مليار دولار لموازنة وزارة الدفاع العادية بزيادة أكثر من عشرة في المئة. وستنفق بعض هذه الاموال على زيادة دائمة في القوات المسلحة.

وقال البيت الابيض انه سيبحث ما اذا كان الامر يتطلب الحصول على المزيد من التمويل للحرب.

واضاف "ربما تعدل الادارة المبلغ المطلوب وفقا لتطور الاوضاع على الارض."

وتعهد الديمقراطيون الذين باتوا يسيطرون الان على الكونجرس بتشديد الرقابة على عمليات الانفاق في العراق.

وقرر الرئيس الاميركي جورج بوش نشر 17 ألف جندي اضافي في بغداد لمساعدة القوات العراقية في تمشيط الاحياء لتطهيرها من المسلحين والاسلحة غير المصرح بها.

وقال الكولونيل دوج هيكمان كبير مستشاري الفرقة التاسعة بالجيش العراقي يوم الاحد "ستكون عملية لم تشهد هذه المدينة مثلها من قبل."