طوق حشد كبير من الثوار الليبيين السبت منطقة راقدالين القريبة من مدينة زواره الساحلية (170 كلم غرب طرابلس) وذلك بعد أن ورود معلومات عن وجود خميس نجل العقيد الراحل معمر القذافي مختبئا فيها.
ورغم أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفي عبدالجليل أكد السبت أنه لم يتم التحقق من المعلومات، إلا أن الثوار من معظم المدن توجهوا إلى المنطقة المذكورة وفرضوا علي جميع مخارجها ومداخلها حصارا شديدا في محاولة لإلقاء القبض على نجل القذافي.
ويشار إلى أن خميس القذافي الذي كان يقود اللواء 32 معزز في عهد والده، سبق واُعلن عن مقتله خلال الأشهر الماضية بالقرب من مدينة ترهونه في قصف لقوات الناتو، غير أنه لم يتعرف أحد على جثته.
وأكد معاون آمر قوات ضبط المنطقة الغربية عبدالعزيز بوسلوقة أنه فعلا تم تطويق المنطقة المشار إليها، فيما أخضعت المناطق الساحلية والصحراوية التي تتواصل مع المنطقة لنقاط مراقبة وتفتيش.
ونقلت قناة ليبيا الأحرار عن بوسلوقة قوله "نحن لا نؤكد صحة هذه المعلومات ولكن نحن مضطرون للتعامل معها".
وكان الثوار أعلنوا ليلة الجمعة السبت أنهم حصلوا على معلومات من طبيب كان يعالج خميس في مخبئه في منطقة راقدالين، مؤكداً أنه كان معه خلال اليومين الماضين.
إعادة النظر بالعلاقة الليبية مع دول الجوار
من جهته هدد رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل السبت بإعادة النظر في العلاقات الدبلوماسية بين طرابلس وجيرانها ممن يستقبلون وجوه النظام السابق.
وقال عبد الجليل في مؤتمر صحافي بطرابلس "نشدد على ان علاقاتنا مع الدول المجاورة ستقوم على الموقف الذي ستتبناه حين يتصل الامر بتسليم مجرمين واشخاص ملاحقين".
واضاف عبد الجليل الذي يترأس المجلس الانتقالي الذي يتولى الحكم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي ان "علاقاتنا المستقبلية ستستند الى مستوى تعاون هذه الدول حول هذه القضية".
وتابع ان السلطات الليبية اعتقلت اشخاصا كانوا ينوون شن هجمات ارهابية بدعم من شخصيات من النظام السابق لجأت الى دول مجاورة لليبيا، من دون ان يحدد ايا من هؤلاء.
كذلك، اتهم عبد الجليل دولا مجاورة من دون ان يسميها بانها "ملجأ لاعداء للشعب الليبي وبتجاهل طلبات المدعي الليبي بهدف تسليمهم".
وقال ايضا "ويا للاسف، فان هذه الدول لم تقم باي تحرك قضائي" ولم تمنع انصار النظام السابق من ارتكاب اعمال عنف وجرائم ضد الشعب الليبي.
والعديد من ابناء معمر القذافي موجودون حاليا في الجزائر والنيجر.
ولجأت عائشة القذافي الى الجزائر التي دعت منها الى "الثورة" على السلطات الليبية الجديدة، ومثلها شقيقاها محمد وهانيبال ووالدتها صفية والعديد من افراد العائلة منذ نهاية اب/ اغسطس.
وفي 11 تشرين الثاني/نوفمبر، اعلن رئيس النيجر محمدو ايسوفو ان بلاده منحت الساعدي القذافي، نجل معمر القذافي، اللجوء "لدواع انسانية".
وفي بداية شباط/فبراير، طلب المجلس الانتقالي من النيجر تسليمه الساعدي القذافي بعدما وعد في حديث الى قناة العربية بالعودة الى ليبيا.
وكرر عبد الجليل "سنضمن محاكمة نزيهة" لمن تلاحقهم السلطات، محذرا من ان "الشعب الليبي لن يغفر ابدا لمن يحجمون عن تسليمه المجرمين".