تعمل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، في ظل توقعات بارتفاع الطلب على الذهب الأسود، على الحفاظ على استقرار كميات الإنتاج العالمي، على الرغم من الحديث الروسي عن تخفيض كميات الإنتاج إلى أقل من 500 برميل يومياً.
#OPEC NGLs and non-conventional liquids are forecast to grow by 0.1 mb/d in 2022 to average 5.39 mb/d and in 2023 by 50 tb/d to average 5.44 mb/d. #MOMR pic.twitter.com/i1hpSNbR98
— OPEC (@OPECSecretariat) February 14, 2023
التصريحات الروسية التي صدرت عن ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي، جاءت قبيل إعلان أوبك عن توقعات نمو الطلب العالمي على النفط في 2023، إلا أن المنظمة الدولية لم تخفي توقعاتها بانخفاض كميات إنتاج الروسي من النفط الخام خلال العام الحالي بنسبة تصل إلى 8.2 في المئة إلى 10.1 مليون برميل يوميا.
سلسلة من الخطوات الاقتصادية أعلن عنها الروس، رداً فرض دول مجموعة السبع سلسلة عقوبات، تمثلت في تحديد سقف سعري للنفط الخام الروسي في الأسواق العالمية عند مستوى 60 دولار للبرميل، رداً على الحرب الروسية الأوكرانية.
روسيا التي تصنف بأنها ثاني أكبر مصدر للنفط الخام بعد المملكة العربية السعودية في السوق العالمي، وتشكل عائداتها من بيع مادتي النفط والغاز، نصف ميزانية البلاد، تدرس فرض حظر على بيع النفط والمشتقات النفطية إلى الدول التي تفرض سقفا سعريا على النفط الروسي، الذي يعتبر ركيزة أساسية في ظل عقوبات اقتصادية هدفها تضييق الخناق على موارد روسيا اقتصادياً.
البوابة استطلعت رأي الخبير في شؤون الطاقة عامر الشوبكي حول توقعات أوبك ارتفاع الطلب على النفط عالمياً في ظل انخفاض الإنتاج، وتقييد سعر النفط الخام والمشتقات النفطية الروسية، إذ يقول الشوبكي إن اجتماع أوبك في أبريل سيحدد بناء على المعطيات الاقتصادية رفع أو تخفيض الإنتاج، وتحديداً مع مؤشرات التضخم وحالة الاقتصاد العالمية.
وبين الشوبكي أن رفع القيود المفروضة على الصين سيساهم في تحسين أسعار سوق النفط، مشيراً إلى أن تخفيض الإنتاج سيؤدي إلى رفع الأسعار في ظل انخفاض المخزونات.
''لا سلطة أوبك على دول غير الأعضاء'' يقول الشوبكي في ظل التصريحات الروسية خفض الإنتاج والبحث عن خيارات بديلة خارج المنظمة، مشيراً إلى أن الدول الأعضاء تراقب أسعار النفط وأن توقعات الاقتصاد العالمي هي التي تؤثر بشكل واضح على أسعار النفط عالمياً.
خيارات عدة أعلنت عنها أوبك التي تقول إن إنتاج النفط انخفض في يناير 2023، إلى 28.9 مليون برميل يوميا، بنحو 49 ألف برميل يوميا، يتمثل في تعافي الصين من قيود السفر المفروضة بسبب جائحة كورونا، في ظل ارتفاع متواصل على الطلب العالمي على النفط الخام.
في المقابل، تواصل روسيا تحذير الدول الغربية من الامتثال لقرارات تحديد السقف السعري للمنتجات النفطية الروسية، تتجه أنظارها إلى أسواق بديلة القارة الآسيوية، كالصين والهند تستطيع من خلالها بيع النفط دون قيود أوروبية، وبالاسعار التي تريدها روسيا.
تعويض النفط الروسي، في سلة أوبك ليس خياراً سهلا، على الرغم من التصريحات عن آثار تبدو منخفضة في سوق الطاقة، في وقت تتمسك فيه أوبك بالمحافظة على انخفاض كميات الإنتاج، وتصريح الدول الأعضاء في أوبك بعدم زيادة الإنتاج.