لحقت بتنظيم الدولة الاسلامية خسائر "فادحة" في مدينة كوباني السورية وعلى عدة جبهات عراقية، لكن محللين حذروا من ان مثل هذه الانتصارات في محاربة الجهاديين لا يمكن ان تتحقق بسهولة في كل المناطق.
وهذا الاسبوع نجح المقاتلون الاكراد بدعم من الغارات الجوية بقيادة اميركية، في طرد مقاتلي التنظيم المتطرف من القسم الاكبر من مدينة كوباني السورية الصغيرة بعد معركة دامت اربعة اشهر فاقت اهميتها الرمزية قيمتها العسكرية.
وفي موازاة ذلك طردت القوات العراقية الجهاديين من اخر معاقلهم في محافظة ديالى (شرق) ما ادى الى تقليص حدود "الخلافة" التي اعلنوها.
وقال ايمن جواد التميمي محلل في منتدى شيلمان-غينزبورغ للشرق الاوسط ومقره فيلاديلفيا ان "مدينة كوباني اثبتت ان غارات جوية مكثفة في منطقة صغيرة تنجح في احتواء تنظيم الدولة الاسلامية".
وقال باتريك سكينر المحلل لدى مجموعة سوفان الاستشارية ان "الضربات الجوية كانت مدمرة. خسر التنظيم عددا كبيرا من مقاتليه في كوباني".
وفي رسالة صوتية نادرة الاثنين لم يشر احد قادة تنظيم الدولة الاسلامية والمتحدث باسمه ابو محمد العدناني الى كوباني التي كان يسعى كل طرف الى تحقيق نصر عسكري فيها.
ووفقا لمراقبين فقد التنظيم حوالى 1200 مقاتل في معركة كوباني وقال مسؤولون اميركيون ان الغارات الجوية بقيادة اميركية ادت الى مقتل ستة الاف جهادي منذ بدء الحملة في اب/اغسطس.
والشهر الماضي حققت القوات الكردية العراقية انتصارات مهمة بعد ان قطعت خط الامدادات الرئيسي للتنظيم بين مدينة الموصل والحدود السورية.
وفي حين ان الخناق يضيق حول ثاني مدينة عراقية معقل تنظيم الدولة الاسلامية، تنفست بغداد الصعداء اثر "تحرير" محافظة ديالى.
وقال التميمي "لقد خسر التنظيم بالتاكيد من قوته. وهذا لا يتماشى مع مبدأه مواصلة توسعه".
واضاف "عموما فان التنظيم اما يخسر الاراضي او لا يحرز تقدما بتاتا او يحاول استعادة مناطق" كما هي حال مدينة بيجي العراقية الاستراتيجية التي خسرتها الدولة الاسلامية في تشرين الثاني/نوفمبر.
وما يزيد مشاكل تنظيم الدولة الاسلامية تصاعد نشاط جبهة النصرة، خصم التنظيم المتطرف في سوريا.
ورغم ان الضربات الجوية لعبت دورا محوريا، الا ان الانتصارات الاخيرة ضد تنظيم الدولة الاسلامية تحققت خصوصا في المناطق التي درات فيها معارك على الارض مع قوات محلية.
ففي كوباني قامت الوحدات الكردية لحماية الشعب بالمهمة الصعبة وتحمي قوات البشمركة شمال العراق ومحافظة ديالى مجموعات شيعية مدعومة من ايران.
وقال التميمي "ان سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على معاقله الرئيسية في سوريا والعراق لم يتاثر وهناك نقص في القوات العسكرية المحلية للتصدي لتنظيم الدولة الاسلامية كما هو الحال في مدينة الموصل".
وتقوم الولايات المتحدة ودول اخرى بتدريب الجيش العراقي وتستعد الجماعات السنية المعارضة لتنظيم الدولة الاسلامية للمعركة لكن محللين قالوا ان العملية تستلزم المزيد من الوقت.
واكدت واشنطن وبغداد مرارا ثقتهما بان الاستراتيجية الحالية تؤتي ثمارها وستفضي في نهاية المطاف الى هزيمة الجهاديين.
لكن بعض القوات العربية السنية قالت ان قوات اجنبية على الارض ضرورية للسيطرة على اهم معاقل تنظيم الدولة الاسلامية.
وصرح مسؤول شرق اوسطي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "لا نعتقد ان هناك تقدما كبيرا لان الضربات الجوية غير كافية".
وقال المسؤول بعد المؤتمر الذي عقده الاسبوع الماضي في لندن التحالف المناهض للدولة الاسلامية، ان بلاده المشاركة في الحملة الجوية اقترحت تقديم قوات لكن بغداد رفضت.
واضاف "نؤكد ان اسوأ ما يمكن ان يحصل لمدينة الموصل هو استعادتها بفضل الغارات الاميركية والهجوم البري الذي تقوده الميليشيات الشيعية وايران، من دون مشاركة السنة".
وقال سكينر ان "10 الاف جندي اميركي من المارينز شاركوا في تحرير الفلوجة (قبل 10 سنوات) وهي ربع حجم الموصل".
والوضع هو نفسه في سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن "احتاجت الوحدات الكردية لحماية الشعب على الارض والتحالف الدولي من الجو الى 112 يوما لطرد مقاتلي التنظيم من كوباني التي لا تتخطى مساحتها ستة كيلومرات مربعة".
وتساءل "يسيطر تنظيم الدولة الاسلامية على 35% من الاراضي السورية ... فكم من الوقت سيستغرق طرد الجهاديين من الرقة ودير الزور ومناطق اخرى؟".

البوابة